رحمه الله وعفا عنه
كنت أتمنى أن لا يذكر المسيري في هذا المنتدى بهذا الانتقاد فقط ؛ أعني موضوع : المسيري وعلمانيته .
هذا قبل أن يتوفى فأما بعد وفاته فالذي أعاد هذا المقال إلى واجهة المنتدى في هذا الوقت قد أتى بعيب مشين ، إذ لا يليق أن نصدِّر عن الذي نتفق على أن حسناته تربوا على سيئاته ونذكره في العموم بالرحمة ، أن نصدِّرعنه الثلب في جزئيه من فكرة تعد سقطه من سقطاته مقتصرين على ذلك فقط .
يا إخوة نردد ونتداول كثيراً منهج أهل السنة في النظر الأخطاء الآخرين أمام حسناتهم ثم حينما نماس الواقع بأحكامنا نجد مجافاة لما نقرره وقت السعة .
ليتنا نتدرب على الإنصاف ولو وجدنا فيه صعوبة على أهوائنا ، ونتجشم كلفة الموضوعية والعدل ولو جُرْنا على ميولنا ورغباتنا .
المسيري قدم مشروعة موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد بعد أن أنفق على إعداده خمسة وعشرون عاماً من حياته وأتبعه بعشرات من الكتب والمقالات في نقد الصهيونية والليبرالية والحداثة بل وحتى البروتوكلات التي كاد يدفع حياته ثمناً لها بعد تلقيه تهديدات كثيرة ، ونقده هذا ليس تهميشات وحواشٍ وتنقيب سطحي كما يفعله البعض وإنما نقدٌ في العمق والصميم شهد له الأعداء قبل الأصدقاء ، ونهل منه المثقفين والكتاب قبل المتعلمين والقراء .
لا أظن جهد الكثيرين ممن جنح في نقده يساوي جهده ولو في الموسوعة فليتهم ينصفوا وإن نقدوا ؛ لا أن يكفوا ، فأنا أقر بصحة ما انتقده البعض في علمانية الجزئية والشاملة .عفا الله عنه ..
لكن :
- أن يُنقل ما طرح على سبيل النقاش والردود كموضوع مستقل في منتدى آخر لم يذكر فيه المسيري بغيرهذا الموضوع مما يوحي عند من لا يعرفه أن هذه صورته الكلية .
- ثم يعاد الموضوع حين وفاته .
- ثم تعود يا شيخ سليمان الخراشي لتقرر أنه "يدين بالعلمانية"
فهذا مما ينقص في سمة العدل والأمانة ...
أتمنى أن تعيد النظر في عبارة " يدين" فقد آلمتني منك يا أبا مصعب ، وتأمل ما دلالة كلمة " يدين" وهل هي الصفة الدقيقة له أم أنها اجحاف في حقه – رحمه الله- وتذكر " ستكتب شهادتهم ويسألون " .
وعلى فكرة يا شيخ سليمان لِمَ لَمْ تجرب إحسان الظن وتجريب عبارات أخرى لوصف هذا الخطأ !! لم لا نتعامل معه- ولو بقدرٍ ضئيل- بمنطق ( التقدير لا التقديس !! ) .
وما دمت قرأت كتاب الدكتور مبروك فلماذا لم تنتبه لالتماسه العذر للمسيري حينما أشار في أول نقده للكتاب بقوله :
( أحب أن أوجه الانتباه إلى الظروف العالمية التي صدرت الكتاب في أثناءها وخطورة قضية تحديد الموقف من العلمانية والتي ثمثل من وجهة نظرنا الحد الحاسم بين إما ( معنا ) أو ( ضدنا ) والتي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع).
وللعلم ياشيخ فمحمد إبراهيم مبروك لم يقتصر في حديثه عن المسيري على ما نقلت وسأنقل الشق الثاني من حديثه عن المسيري .
وسأستمر في بيان الصورة المشرقة عن المسيري بمختارات من كتاباته تلخص فكره وقبل ذلك طلباً للعدل سأورد روابط لمن أحسبه أكثر إنصافاً من أحبابنا في هذا المنتدى وكيف أن الصورة المشرقة تطغى على الجانب المظلم ، وإن العارفين بما يغلب من شهاداتهم هم " شهداء الله في أرضه" أي أنهم هم المعيار للصورة الحقيقية .
يقول محمد إبراهيم مبروك :
( يرتبط كاتب هذه السطور بعلاقة صداقة حميمة مع الدكتور عبد الوهاب المسيري ويدين له بالفضل في كثير من المواقف ويرى أن الناس سيحتاجون إلى قدر من السنين ليدركوا مدى أهمية البالغة لأعماله العلمية والفلسفية للحضارة الغربية ومدى ما يحمله من طاقات فكرية لها قدرة كبيرة على تقويض الكثير من الأسس الفلسفية للحضارة الغربية وليعد مع قلة نادرة من المفكرين غيه قدراً من التوازن بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي بعد غياب طويل ).
( أغلب الخطوط العامة لهذه الدراسة قد تم ذكرها في محاضرة في صالون الدكتور المسيري نفسه وبحضرة عدد من الأخوة العاملين بالدعوة السلفية ولم يبدِ الدكتور نفسه استياءه مما جاء فيها من نقد ).
أمثلة لروابط ممن تحدث عن المسيري :
من موقع أبي لجين إبراهيم :
https://w8.info.tm/dmirror/http/www....wMaqal&id=4361
من موقع إسلام أون لاينhttp://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=121 3871541843&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout
أمة لا تعرف أبناءها إلاّ بعد رحيلهم / بدر العامر
https://w8.info.tm/dmirror/http/www....wMaqal&id=4409