الفارس المنتظر
عادل محمد هزاع الشميري




تمنى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن لو كان عنده الكثير من الرجال من أمثال أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - لما يرى فيه من الرجولة، والحب لهذا الدين، وما تمنى ذلك عمر إلا لأنه يعلم أهمية الرجال في نصرة الأمة، والحفاظ على كرامتها، وقد ذكر الله جل في علاه صفات لهؤلاء الرجال الذين جعلوا على عاتقهم مسؤولية الدين، فقال:(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ)[1]، فهم الذين تنتظرهم الأمة خاصة في هذا الواقع المرير الذي تعيشه، ومنهم الفارس الذي يأتي ليشتت -بإذن الله- ظلمات الجهل والظلم، وينشر -بأمر الله- نور الخير والعزة والتمكين..
غسقُ الظلام أتى فحلَّت أظلمُ
وتكالبت سُحبُ السآمة واعتلت *** وطغت سلاطين الكآبة تُظلمُ
وعلت صراخاتٌ وسالت أدمعٌ *** سقف المدينة والبلا يتهجمُ
وتقطعت أكباد شيخ داسه *** وسرى أنين الليل ناراً تُضرَمُ
حتى إذا كمُل السَّواد بدارنا *** علجٌ لحال صغيرة لا يرحمُ
جاءت بشارات الصباح بفارس *** والليل في غلس هنالك مُعْتِمُ
يأتي على هامِ الظلام بسيفه *** النور ملءُ طريقه لا يُهزَمُ
وتفوح بشرى من مآذن حينا *** والصبح يعلو والسُّواد يُلمْلمُ
الله ينصر من يعيش لدينه *** "الله أكبر" والقلوب تُعظِّمُ
يا فارساً جعل الكتاب إمامَه *** ويعيش حراً بالكتاب يُتمتمُ
يا من ببيت الله عُلِّق قلبه *** وبسير أحمدَ شامخاً يتقدمُ
يبكي لذنب والرجاء ضياؤه *** وعلى العبادة قد نشا يتعلمُ
وأنيسه قرآن ربي في الدجى *** يدعو الأنام إلى الإله ليُسلموا
يحيا على التوحيد ذاك لأنه *** ولكل حق ناصر لا يَهرَمُ
يحيا على هدي النبي *** محمد يتذوق الإيمان فيه يُنعَّمُ
وتراه للبدع المقيتة نابذاً *** وبفهم خير الناس دوماً يَفهمُ
فاسعوا أحبتنا لنصرة فارس *** يهوى سبيل محمد لا يَظلمُ
وتوحدوا صفاً لردع مخذِّل *** واستمسكوا بالدين بل واستعصموا
من حارب الدين الحنيف كمن بدا *** وامضوا شهاباً كي يسيحُ المجرمُ
[1] سورة النــور (36-37)