قال ابن حجر في فتح الباري: " الإكراه هو إلزام الغير بما لا يريده " (!)
قال الشيخ عبد الكريم الخضير معلقاً:
( يعني هل يتصور أن يكره الإنسان على شيء يريده ؟ !
يكره على شيء يريده ؟ !
من هنا نستحضر ما قاله أهل العلم في الإكراه على الزنا . . . في الإكراه على الزنا . . . المرأة تكره على الزنا لكن الرجل هل يمكن أن يكره على الزنا ؟
نعم ؟
يعني بقية الأمور يمكن أن يتصور الإكراه فيها، لكن الزنا ينازع كثير من أهل العلم في دخوله تحت الإكراه . . .
لأنه إذا كان لا يريده بالفعل لا يتمكن منه . . لا يستطيع أن يتمكن منه، وإن تمكن منه فهو إكراه بما يريده؛ وحين إذٍ يرتفع مسمى الإكراه.
يقول هنا: " الإكراه إلزام الغير بما لا يريده"
وهل يمكن الإكراه على الإرادة ؟ !
الإكراه على الفعل ممكن، والإكراه على الإرادة ممكن والا غير ممكن يعني " افعل وإلا قتلناك ؟ "
قلنا أنه إذا كان لا يريد فإنه لا يستطيع أن يفعل لأنه لا يمكن أن ينتشر، لكن الإكراه على الإرادة. .
يعني رجل صالح لا يفكر في هذه الأمور ورأى بارقة السيف . . -نسأل الله السلامة والعافية كما يوجد في بعض الأقطار أكرهوا على وطء المحارم نسأل الله السلامة والعافية- . . بارقة السيف لها رهبة ولها هيبة تجعل الإنسان يفكر في غير التي بين يديه فيعالج نفسه من أجل أن يقع عليها خشية من القتل، وهنا يتصور الإكراه على الإرادة.
وإلا فمن الأصل يقول اقتلوا أو افعلوا ما شئتم. هذا اذا لم نتصور الإكراه على الإرادة . . .
ثم قال: وهنا في حال الإكراه . . الإكراه على الإرادة الأصل لا يمكن أن يكون إلا إذا تخيل أنها غير هذه المرأة المحرمة عليه إتقاءًا للسيف.
من هنا قال بعضهم أنه يتصور الإكراه على الزنا بالنسبة للرجل، يعني من هذا الوجه الدقيق.
يعني الكلام الأول ظاهر في كونه لا يمكن الإكراه . . كلام من قال بأنه لا يمكن الإكراه ظاهر لأن الإكراه على الفعل غير الإكراه على الإرادة.
لكن إن وصل الأمر إلى أنه بين خيارين إما أن يقتل . . وهذا قد يضحي بنفسه فيقتل ولا يعاشر المرأة المحرمة لاسيما -نسأل الله السلامة والعافية- يكره على شيء من محارمه هذا لا يمكن . . يمكن أن يقدم نفسه دون ذلك لكن إذا حصل خيار بين الزنا وبين ما هو أعظم منه من المحرمات . . يكره إما أن تقتل فلان أو تقع على فلانه !
إذا أكره على هذين الخيارين وأراد أن يرتكب أخف الضررين يتصور أو لا يتصور ؟ !
يا أخوان مثل هذه المسائل ترى الآن -نسأل الله السلامة والعافية- قائمة ما هي بنظرية !
الكفار لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ). اهــ المقصود.
قاله الشيخ في الدرس الثامن عشر (!) من شرحه على حديث إنما الأعمال بالنيات من صحيح البخاري.