أصلحي زوجك وفوزا بالجنة!
رشا عرفة




الزوج عماد الأسرة، وأساس استقرارها، وبصلاح الزوج تستقيم الأسرة، ويشب الأبناء على القيم
والمبادئ، وتنعم الأسرة بالسعادة، وإذا كان الزوج بعيدا عن منهج الإصلاح ومقوماته يتحول منزل الزوجية إلى كابوس مزعج نتيجة تصرفاته العشوائية والغير مسئولة، مما يهدد بدوره كيان الأسرة.
ولما للأسرة من أهمية عظيمة فهي أساس صلاح المجتمع ككل، حمل الإسلام الزوج المسؤولية تجاه إصلاح بيته وإصلاح زوجه، كما حمل الزوجة كذلك مسؤولية حماية بيتها ورعايته، ومسؤولية إصلاح زوجها، فقد تبتلى الزوجة بزوج قد يكون بخيل أو مسرف أو مدمن أو متعدد العلاقات أو لا يحافظ على فرائض ربه، ماذا تفعل الزوجة آنذاك، وما هو الدور المنوط بالزوجة فعله لتقويم زوجها والحفاظ على بيتها؟ وهل تكون الزوجة السبب وراء اعوجاج سلوك زوجها أحيانا؟ وإذا لم تستطيع تقويمه ماذا تفعل؟
الشيخ عبد السلام البسيوني داعية إسلامي نصح في حوار أجرته معه "رسالة المرأة" النساء المتزوجات من أزواج غير صالحين بضرورة استشارة المتخصصين في المشاكل الزوجية، أو استشارة بعض رجال الدين المعروفين برجاحة العقل؛ لأن هذا هو بداية الطريق لتقويم الزوج، مؤكدا أن الزوجة هي أحرص الناس على مصلحة الزوج، فهي زوجته وشريكة عمره وأم أولاده، فإذا كان من مهام الزوج أن يأخذ زوجته للجنة، فكذلك من مهام الزوجة أن تأخذ بيد زوجها للجنة إذا كانت هي الأصلح.
وفيما يلي نص الحوار:
* فضيلة الشيخ بعض النساء يعانين من عدم أداء الزوج الفرائض، ويقولن أنهن بذلن قصارى جهدهن لإصلاح الزوج وحثه على أداء هذه الفرائض دون جدوى، برأيك كيف تستطيع الزوجة تغيير سلوك زوجها وحثه على العبادة؟
من مهام الزوج أن يأخذ زوجته للجنة، وكذلك من مهام الزوجة أن تأخذ بيد زوجها للجنة إذا كانت هي الأصلح، فكل منهما له حقوق على الآخر وبينهما حقوق مشتركة، مثل حسن العشرة، وحسن معاملة الأهل، وأن يحرص الزوج على بر الزوجة واعفافها كذلك الزوجة تحرص على بره واعفافه، فالزوجة يجب عليها أن تنصحه وتصبر عليه، وتختار من يحدثه في هذا الشأن، فبعض الرجال يتمادون في الخطأ، لذا هذا الشخص بحاجة لعناصر خارجية تقدم له النصيحة أو تردعه حتى لا يضر بالزوجة والأبناء، فالدين مسالة أساسية لا نستطيع إغفالها حتى يشب الأبناء على تعاليم الدين الإسلامي ويصلح حال الأسرة وبالتالي المجتمع.
* الشخص المدمن آفة لنفسه ولمجتمعة وخاصة أسرته، فالزوجة والأبناء من يدفعن الثمن جراء تصرفاته الغير مسئولة، فماذا يجب على الزوجة فعله لإصلاح هذا الزوج؟
برأي المدمن إنسان مسكين قد يكون مغلوب على أمره، فلا يستطيع التخلص مما هو فيه، وهذا الشخص في حاجة إلى تعاون أكثر من جهة، الزوجة، ووالديه، وبعض الأصدقاء الأسوياء، وشيخ الجامع، شريطة أن يقدموا له المساعدة بطريقة غير مباشرة، سواء من خلال تسريب شريط ديني له، أو كتاب يقرأه، أو التحدث له مباشرة عند الاقتضاء، أو تهجره الزوجة عند الاختلاط إذا لم تستطيع إصلاحه، ويجب على الزوجة ستره وعدم فضح أمره حتى لا تفضح نفسها وأولادها، وعليها أن ترقق قلبه بالتفكير دائما، وقد تستخدم أولادها للضغط عليه بمواجهة والدهم، وإذا لزم الأمر تلجأ للقانون.
* مما لا شك فيه أن الشخص متعدد العلاقات يعتبر من أشد الابتلاء على الزوجة، والتي تجعلها كثيرا ما تفكر في الانفصال قبل أن تفكر في الإصلاح، برأيك هل الزوجة تستطيع إصلاح هذا الزوج وإذا لم تنجح في إصلاح زوجها كيف تتصرف؟
بالطبع فهذا الزوج من أكبر البلاءات على النساء، وسقطاته تكون كبيرة، ومن وجهة نظري أن الزنا ليس سقطته الوحيدة، ولكنها دائما ما تكون مصاحبة لموبقات كثيرة، لذا فالزوجة يجب عليها أن تهدده بالانفصال فقد ينقل إليها ما يضرها، وأنا أرى أن الطلاق رحمة ومخرج لها من هذا الرق البشري، وهو نعمة في بعض الأحوال وليس شر فلماذا تخاف منه الزوجة؟
وأرى إذا كانت الزوجة هي المسيئة للزوج فيجب عليه تطليقها والعكس، وتابع: المشكلة هي نظرة المجتمع للمطلقة، ومعاملته لها على أنها من الدرجة الثالثة، وهذا لا يفسر إلا بأنه سوء فهم للدين، وأنصح هذه الزوجة إذا شعرت بأنها لا تستطيع التحمل فعليها أن تطلب الطلاق، فهو السبيل لها للخروج من الكثير من هذه المشاكل.
*الإنفاق مسئولية أساسية على رب الأسر، فهو العائل الوحيد لها، ولكن الموازين قد تنقلب عندما يتنصل الزوج من مسئوليته فتصبح الزوجة عائل الأسرة، لتحافظ على بيتها وأولادها إذا ابتليت بزوج بخيل أو لا يستطيع تحمل مسئولياته، فهل هذا حل للمشكلة؟
برأي الزوج الذي يتنصل من مسئوليته على الزوجة مقاضاته وخاصة إذا كان بخيل، و أنا أعرف نساء فعلن ذلك خوفا منهن على بيتهن، فهن يعملن ويصرفن على البيت، بل وصل الأمر ببعضهن إلى وضع كل راتبهن في حساب الزوج الخاص، ثم طلقوا، فأنا لا أستطيع القول إلا أنهن ظلمن أنفسهن.
* فضيلة الشيخ كيف تري الزوجة التي تتغاضى عن سقطات زوجها حتى لا تهدم بيتها بعد فشلها في إصلاحه خوفا من تعرضها لإهانته؟
هذه سيدة صبورة ومجاهدة، فهي تصبر عليه من أجل أبنائها فلا حرج عليها، ولكنها ستبقى مظلومة طوال حياتها ولها الجنة، وإذا لم تستطيع تحمله عليها جمع كل ما يدينه سواء إذا كان متعدد العلاقات أو لا ينفق على البيت وتقاضيه.
وأطالب الأهل بالتريث عند اختيار زوج ابنتهم؛ لأن هذه البلاءات التي قد تتعرض لها الابنة بعد الزواج يكون بسبب عدم سؤال الأهل على الزوج، فالشخص البخيل أو متعدد العلاقات أو المدمن يكون كذلك قبل الزواج فهذه التصرفات لا تظهر فجأة.
*هل الزوجة قد تلعب دورا في اعوجاج سلوك زوجها أم أن ذلك طبيعة الزوج؟
في كثير من الأحيان، الرجل لا ينظر للخارج إلا إذا كان هناك تقصير في الداخل، وأقول ذلك عن تجربة ورؤية، فالرجل إذا لم يقتنع بداخل البيت يهرب إلى أصدقاء السوء، أو إلى امرأة أخرى، أو إلى المقاهي، أو يسلك أي سلوك منحرف آخر، فالرجل بحاجة إلى واحة ساكنة هادئة، وهو ما يجب على الزوجة توفيرها له، وعليها ألا تهمل في بيتها وزوجها، وتحسن معاملة أهل الزوج فقد تكون مقصرة.
وعلى الجانب الآخر هناك رجال سيئون في أنفسهم، وفي هذه الحالة تكون الزوجة ابتليت.
*إذن كيف تتصرف الزوجة في هذا الأمر؟
على الزوجة أن تستعيد ثقتها بنفسها، وتحاول إصلاحه بشتى الطرق، وإذا لم تنجح عليها اللجوء إلى شيخ صالح أو والداه أو اللجوء للقضاء، وإذا فشلت في إصلاحه بكل هذه الطرق فعليها طلب الطلاق.