تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تأثُّر أبو جهل بالقرآن خلافاً لجهلة الكفار فى هذا الزمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي تأثُّر أبو جهل بالقرآن خلافاً لجهلة الكفار فى هذا الزمان

    قال الامام محمد بن عبد الوهاب فى السيرة ، في استماع أبي جهل، قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وكلامه معروف، يقول: هذا حق، وذكر الذي منعه، خوفه: أن يصيروا تبعاً لبني عبد مناف؛ والواقع: لو أن واحداً من الملوك، يقر أن هذا الدين حق، ولا يدع اتباعه، إلا خوف أن يزول ملكه، لوجدت النفوس تعذره
    الثانية: كونهم يخفون إقرارهم على عامة أهل مكة، مخافة أن يتبعوه، وأما أهل هذا الزمان، فكل مطوع شيطان، منطقه الله: أن التوحيد دين الله ورسوله، والشرك الذي هم يفعلون: دين الشيطان؛ ولا أحد يعي لقولهم [الدرر السنية فى الاجوبة النجدية]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تأثُّر أبو جهل بالقرآن خلافاً لجهلة الكفار فى هذا الزمان

    (تأثر بعض زعماء قريش)

    لقد كان كثير من المشركين مقتنعين بأن ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق وأنه من عند الله - تعالى -، ولقد كانوا على يقين بأن القرآن كلام الله - تعالى - وأنه ليس من كلام البشر، ولكن كان يمنع من أصرَّ منهم على الكفر من الدخول في الإسلام هواهم المنحرف، ولقد اعترف بعضهم بنداء عقولهم نحو الاعتراف بصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما اعترفوا بأن هوى أنفسهم قد غلبهم فأصروا على ما هم فيه من الباطل.
    ومما جاء في هذا المعنى ما أخرجه محمد بن إسحاق - رحمه الله تعالى - من حديث الإمام الزهري أنه حَدَّث أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسًا ليستمع فيه، وكلُّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض:لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئًا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة.
    ثم انصرفوا فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود، فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا.
    فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، فقال الأخنس: وأنا والذي حلفت به كذلك.
    قال: ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟
    فقال: ماذا سمعت! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الرّكَب وكنا كفَرسَي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدقه، فقام عنه الأخنس وتركه .

    في هذا الخبر بيان قوة تأثير القرآن الكريم على السامعين، فهؤلاء صناديد الكفر يتسللون سرّا ليستمع كل واحد منهم قراءة النبى صلى الله عيه وسلم للقرآن ليلاً، مدفوعين إلى بما أُخذُوا من جاذبية بيانه وحلاوته- وبما يحتوي عليه هذا الكتاب العظيم من إعجاز في بيانه ومحتواه ومن ملائمة لنداء الفطرة.

    وبعد أن استمع هؤلاء النفر لقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقعوا في صراع نفسي بين تغليب منطق العقل وتغليب منطق الهو، ثم قرروا تغليب جانب الهوى في النهاية .

    وهذا نوع من السفول في التفكير والانحطاط في درجات الإنسانية حيث ينحدر الإنسان إلى خلائق البهائم ، ويعطلُ الاستفادة من عقله الذي وهبه الله إياه في أقدس وأعظم أمر يجب أن يفكر فيه وهو عاقبته بعد الموت.

    وفي هذا الخبر مثل من الاعتراف بالحق ثم الإصرار على الباطل، وهذه نهاية الصراع بين منطق الهوى ومنطق العقل، وإذا انحط الإنسان إلى هذا الدرك أصبح مختومًا على قلبه فلا يدرك غالبًا إلا ما يتلاءم مع هواه، ولهذا يصدر من مثل هذا كثير من السلوك الذي يزدريه أهل العقل السليم.
    وفي هذا الخبر بيان سبب من أهم أسباب الضلال، وهو الاعتصام بالمجد الدنيوي واعتبار الجاه والمنـزلة في الدنيا هدفًا يُسعى إليه، فإذا استقر ذلك في القلب أصبح عقيدة يسعى صاحبها لتنميتها والدفاع عنها. وأصبح تفكيره محصورًا فيها مصروفًا عن سماع الحق والتفكير فيه، وبهذا يكون الجاه والمجد الدنيوي من أعظم الأوثان التي تصرف عن عبادة الله تعالى -.

    ومن أمثلة قوة تأثير القرآن ما أخرجه الإمام البيهقي من حديث عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن فكأنه رقَّ له.

    فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً، قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدًا لتعرض لما قبلَه، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له، قال: وماذا أقول فيه فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقوله شيئًا من هذا ، ووالله إن لقَوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلَى، وإنه ليحطم ما تحته.

    قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال فدعني أفكِّر فيه، فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت (ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً) (سورة المدثر آية 11) ثم ذكر طرقًا أخرى مرسلة وقال: وكل ذلك يؤكد بعضه بعضا [3].

    وقد جاء في رواية مقاربة أخرجها ابن إسحاق - رحمه الله - أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سِنٍّ, فيهم، وقد حضر الموسم فقال: يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيًا واحدًا ولا تختلفوا فيكذِّب بعضكم بعضًا ويرد قولكم بعضه بعضًا. فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا فيه رأيًا نقول به، فقال: بل أنتم فقولوا أسمع.

    فقالوا: نقول: كاهن، فقال: ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.

    فقالوا: فنقول: مجنون، فقال: ما هو بمجنون، ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قالوا: فنقول شاعر، قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر.

    قالوا: فنقول ساحر، قال: فما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم.

    قالوا: ما تقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله طلاوة وإن أصله لَعَذق وإن فرعه لجناة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول لأن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسُبُل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره.

    فأنزل الله - عز وجل - في الوليد بن المغيرة وفي ذلك من قوله

    (ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً) (11)(وَجَعَلتُ لَهُ مَالاً مَّمدُوداً) (12)(وَبَنِينَ شُهُوداً) (13)(وَمَهَّدتٌّ لَهُ تَمهِيداً) (14)(ثُمَّ يَطمَعُ أَن أَزِيدَ) (15)(كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً) (16)(سَأُرهِقُهُ صَعُوداً) (17)(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) (18)(فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ) (19)(ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ) (20)(ثُمَّ نَظَرَ) (21)(ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) (22)(ثُمَّ أَدبَرَ وَاستَكبَرَ) (23)(فَقَالَ إِن هَذَا إِلَّا سِحرٌ يُؤثَرُ) (24)(إِن هَذَا إِلَّا قَولُ البَشَرِ) (25)(سَأُصلِيهِ سَقَرَ) (26)(وَمَا أَدرَاكَ مَا سَقَرُ) (27)(لَا تُبقِي وَلَا تَذَرُ) (28)(لَوَّاحَةٌ لِّلبَشَرِ) (29)(عَلَيهَا تِسعَةَ عَشَرَ) (30)[سورة المدثر] ([5])


    وفي هذاالاخبار بيان لصورة من صور المكر الذي كان يقوم به أبو جهل ومن معه من التنفير عن الإسلام فكان كلما رأى رجلاً من أشراف قريش قد مال إلى الإسلام ابتكر من أنواع المكر ما يستطيع به التأثير عليه لإدراكه بأن موازين القوى تتغير بانضمام عدد من الأشراف إلى الإسلام، وقد كان الوليد بن المغيرة من أكابر قريش سنًّا ومنزلة، وقد أظهر إعجابه بما سمع من القرآن ووصفه بذلك الوصف البليغ الذي صدر منه وهو في حال استجابة لنداء الحق وتحرر من نداء الهوى، فلما دخل في تفكيره كلام أبي جهل غلب عليه نداء الهوى ففضل البقاء على ميراث الآباء والأجداد وإن كان ضلالاً، وحجب نداء الفطرة وموافقة العقل الصحيح

    وفي هذا الخبر بيان أثر القرآن على الكفار، ثمَّ بعد ذلك حملهم عنادهم ومكرهم على اختلاق تُهَم لا أصل لها فعقدوا لذلك مجلسًا لتزوير الحقائق، ثم صاروا يفندونها لوضوح بطلانها ورثاثة نسيجها.

    وقد استقر رأيهم على اتهام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسحر مع اعترافهم بِبُعد مابين فحوى كلامه والسحر، إلا أنهم بعد إعمال الفكر وجدوا نوع تشابه بين أثر دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وما يحدثه السحر من التفريق بين الرجل وابنه وزوجه وعشيرته، فتنفسوا الصعداء مما كان يعانون منه من الضيق وانغلاق الفكر، فأجمعوا على اتهامه بالسحر وهم يعلمون أن هناك فرقًا بين أثر دعوة الحق وأثر السحر الباطل، إلا أنهم لفرط عداوتهم وإفلاس حجتهم تعلقوا من ذلك بأوهى من خيوط العنكبوت.
    وهكذا أهل الباطل في كل زمن ماهرون في إلصاق التهم المزيفة بالدعاة إلى الله - تعالى -، ولكن سرعان ما ينكشف باطلهم ويبطل كيدهم لأنهم مهما عملوا لا يملكون الهيمنة على عقول الناس، فإذا قارن العقلاء بين نصاعة دعوة الحق وطهارة دعاته من الرذائل، وسمو مقاصدهم، وطموحهم دائمًا نحو المعالي من صالح الأعمال تبين لهم الصفو من الكدر، وزاد تعلقهم بدعوة الحق.

    وفي هذه الاخبار مثل من نشاط دعاة الباطل في نشر باطلهم وحمايته مع أنهم لا يرجون من ورائه إلا متاع الدنيا الزائل، وهذا دافع لأهل الحق إلى أن يضاعفوا من جهدهم في نشر دعوة التوحيد والدفاع عنها، لأنهم يرجون من الله مالا يرجو أولئك الكفار.

    ولئن كانت العاقبة التي يرجوها الكفار من هذه التضحية هي التمكين في الأرض فإن ذلك يحصل للمؤمنين إذا أخلصوا في دعوتهم كما وعدهم الله - تعالى -، مع ما أعده الله لهم في الآخرة من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: تأثُّر أبو جهل بالقرآن خلافاً لجهلة الكفار فى هذا الزمان

    ما بال المرتدين اليوم ، يعلنون إلحادهم وكفر بالله تعالى على مواقع التواصل!!
    والإحصائيات تبين أن أكثر الناس انتحارا في العالم هم الملحدين!! لماذا يصرون على الإلحاد!!
    خسروا الدنيا والأخرة!!



    اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •