الموضوع: ما الفرق بين الفعلين (شرى) و(اشترى) وأصلهما واحد؟

ما الفرق بين الفعلين (شرى) و(اشترى) وأصلهما واحد؟
وقد ورد ذلك في القران الكريم ، قال الله عزَ وجلّ: (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) و قال الله عزَ وجلّ: ( أُولئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوا الضَّلالَةَ بالهُدَى)
هناك ثلاثة آراء :
الأول : أنه لا فرق بينهما في المعنى (شَرَى الشَّيءَ واشْتراه : باعَه)، ويقال: شَرَيْتُ واشْتَرَيْتُ لغتان.
الثاني: أنه لا فرق بينهما في المعنى، ولكن الاستعمال القرآني يدل على أن كل ما في القرآن من شيئين يجيئان من أمر الشراء والبيع مما لا دراهم فيها ولا دنانير، يأتي بالتاء إلا فيما اشتريت به، وهو الثمن ، قال تعالى (( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)) البقرة (16) وقال تعالى (( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)) البقرة (86)
في حين يدل ( شرى) على البيع بثمن
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة (207)
قال تعالى: ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) يوسف (20)
الثالث: أنهما من الألفاظ المتضادة: فاشتريتُ الشيءَ على معنى قَبَضْتُه وأَعطيت ثمنَه (الشراء) ، وهو المعنى المعروف عند النَّاس، قال تعالى: ((أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ))أي هم من قام بالشراء ، أما (شريت) فيعني أنا الذي بعت (البيع) ، وقالَ قُطْرب: شَرَيْتُ بمَعْنَى بِعْت، لغة لغاضرة، وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:
فإِنْ تَحْسَبِيني كنتُ أَجْهَلُ فِيكُمُ فإِنِّي شرَيْتُ الحِلْمَ بعدكِ بالجَهْلِ
قال تعالى:(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ )) قِيلَ الْمُرَادُ: كُلِّ مَنْ بَاعَ نَفْسَهُ لِلَّهِ تَعَالَى
****************************** ****************************** *************
المصادر
1- الأضداد لابن الأنباري
2- المحكم والمحيط الأعظم
3- البحر المحيط في التفسير
4- الإبانة في اللغة العربية

كتبه الدكتور حامد حاجي حمزة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجبوري

وقد ورد ذلك في القران الكريم ، قال الله عزَ وجلّ: (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) أما (شريت) فيعني أنا الذي بعت (البيع) ، وقالَ قُطْرب: شَرَيْتُ بمَعْنَى بِعْت، لغة لغاضرة، وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:
فإِنْ تَحْسَبِيني كنتُ أَجْهَلُ فِيكُمُ فإِنِّي شرَيْتُ الحِلْمَ بعدكِ بالجَهْلِ
قال تعالى:(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ )) قِيلَ الْمُرَادُ: كُلِّ مَنْ بَاعَ نَفْسَهُ لِلَّهِ تَعَالَى

ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) يشري معناها أنها قام بشراء نفسه بعرض الدنيا لأنه يبتغي مرضاة الله
جاء في التفسير أن صهيبا دفع ماله لقريش حتى يتركوه , فخلوه سبيله , وأخذوا ماله فشريت في هذه الاية ليست بمعنى بعت فهو قد اشترى نفسه منهم بماله حتى يفر بدينه ويهاجر إلى المدينة مع المسلمين
وكذلك مثلها قول أبي ذؤيب :
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم @ فإني شريت الحلم بعدك بالجهل
قالمعنى لئن كنت تزعمين أنى كنت جاهلا عندما كنت مقيما فيكم ، فإن حالي قد تغيرت فقد أخذت بالحلم واكتسبته وجعلته مكان الجهل الذي كان في , أي فهو الذي قام بشراء الحلم وحيازته ودفع الجهل فشريت ههنا ليست بمعنى بعت أيضا