ثـروة مهــدرة!


حنفي مصطفى


شهر رمضان؛ شهر العبادة والسبق إلى الجنان، وشهر البر والإحسان، والقرب مِن الرحمن، وزيادة الإيمان، وتكثير الحسنات ورفع الدرجات، وتكفير السيئات، ورأس مال المسلم فيه الذي لا غنى عنه للفوز بالعمل الصالح في شهر رمضان وفي غيره هو الصحة والفراغ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهما: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» (رواه البخاري)، فهما رأس مال العبد الذي يتاجر به مع الله.





فالصحة: صحة بدنية تعين العبد على تحمل مشقة العبادات، وأداء الطاعات على أكمل وجه وأحسنه، وصحة نفسية هي الطاقة التي تعطيه البذل والاجتهاد مِن نفس مطمئنة، وهمة وإرادة كامنة في الصحة النفسية؛ فالأمراض سواء كانت بدنية مثل الأمراض العضوية أم كانت نفسية مثل: الهم والغم والكرب وغيرها، كلها معوقات عن الاجتهاد والبذل في العمل الصالح؛ فيا لها مِن نعمة عظيمة نعمة الصحة في شهر رمضان!

وأما الفراغ فينشأ إذا كان الإنسان عنده ما يؤيه وما يكفيه؛ فتذهب أوقاته سدى إذا لم يحسن استغلالها؛ فيقدم الأهم على المهم، ولاسيما في رمضان من قراءة قرآن، وذكر، ومحافظة على الصلاة في جماعة إلى غير ذلك من الصالحات.

فصدق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؛ لما قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»، أي: لا يقدرونهما حق قدرهما ونفعهما؛ فيضيع الانتفاع بهما مع أنهما نعمتان عظيمتان؛ فالله المستعان.