رواها المناوي في فيض القدير [199] وعزاه إلى الفخر الرازي :" قال الفخر الرازي: جاءت امرأة إلى بعض أكابر الصوفية بزيت وقالت: أسرجه في المسجد فقال: أيما أحب إليك نور يصعد إلى السقف أو نور يصعد إلى العرش؟ قالت: بل إلى العرش قال: إذا صب في القنديل صعد نوره إلى السقف وإذا صب في طعام فقير جائع صعد النور إلى العرش ثم أطعمه الفقراء ". اهـ.
وذلك كقول الله تعالى : {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [(263) سورة البقرة]. وقال جل وعز {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر 10].
وأخرج الحاكم في المستدرك [2 : 425] بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، قَبَضَ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ فَضَمَّهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ وَصَعِدَ بِهِنَّ لا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يَجِيءَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ تَلا عَبْدُ اللَّهِ{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُق يَرْفَعْهُ} ".
[قال الحاكم :] هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. اهـ.ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (948) وقال : " ضعيف موقوف ". اهـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/93) : " فيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات ". اهـ.
روى البيهقي في السنن الكبرى [2 : 279] بإسناده : عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَقْطَعُ الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ الصَّلاةَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيبُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، فَمَا يَقْطَعُ هَذَا وَلَكِنْ يُكْرَهُ ". اهـ.
قلتُ : إسناده ضعيف في إسناده سماك وهو ابن حرب الذهلي "صدوق سيء الحفظ".
وقال البيهقي في الأسماء والصفات [900] :صُعُودُ الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالصَّدَقَةِ الطَّيِّبَةِ إِلَى السَّمَاءِ عِبَارَةٌ عَنْ حُسْنِ الْقَبُولِ لَهُمَا، وَعُرُوجِ الْمَلائِكَةِ يَكُونُ إِلَى مَقَامِهِمْ فِي السَّمَاءِ. وَإِنَّمَا وَقَعَتِ الْعِبَارَةُ عَنْ ذَلِكَ بِالصُّعُودِ وَالْعُرُوجِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَلَى مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عز وجل : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ: مَنْ فَوْقِ السَّمَاءِ عَلَى الْعَرْشِ، كَمَا قَالَ: فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَيْ: فَوْقَ الأَرْضِ، فَقَدْ قَالَ: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَقَالَ:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، ثُمَّ قَدْ مَضَى قَوْلُ أَهْلِ النَّظَرِ فِي مَعْنَاهُ، وَحَكَيْنَا عَنِ الْمُتَقَدِّمِي نَ مِنْ أَصْحَابِنَا تَرْكَ الْكَلامِ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ، هَذَا مَعَ اعْتِقَادِهِمْ نَفْيَ الْحَدِّ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ". اهـ.
والله أعلم.