تمهيد:
لم يعد يخفى على أحد ما تعانيه مجتمعاتنا العربية من ضعف في اللغة، وبعد عن العربية، وعيٍّ في البيان، وعدم قدرة على التعبير والكتابة، وليس ذلك قاصرًا على العامة من أبناء المجتمع بل هو يطال الخاصة من مثقفيهم وأرباب الشهادات العالية منهم بل النخبة التي يتوسم أن تتبوأ أعلى مقام في الفصاحة والبيان وامتلاك ناصية العربية.
وإذا قلّب المرء بصره بين أقطار العربية المختلفة راجيًا أن يحظى بما يشفي الغلة انقلب إليه البصر خاسئًا حسيرًا من تردِّي المستوى وضياع العربية بين أهلها.
إنَّا لفي زمنٍ تَركُ القَبيحِ بهِ مِن أكثرِ الناسِ إحسانٌ وإجمالُ
ويزداد العجب حين يذكر المرء أن مادة اللغة العربية تحظى بالمساحة الكبرى بين المواد التي يدرسها الطالب في سني دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم تكون العاقبة عجزًا عن إقامة اللسان بعبارة، أو قراءة فقرة، أو كتابة صفحة دون أخطاء مخلة أو ضعف في التعبير يؤدي إلى قلب الحقائق وطمس المعالم وسوء النتائج.
ومن ثم كان لابد من إعادة النظر في طرق تدريس العربية لأبنائنا وطلابنا، لسد الخلل الذي يتسرب منه الضعف إلى ألسنتهم ولرسم المنهج الذي يمكنهم من امتلاك ناصية اللغة، وإقامة ألسنتهم على الجادة.
وفيما يأتي بيان لخطة مقترحة لاكتساب العربية والفصاحة أرجو أن تحظى من سديد آراء المشاركين في هذا المؤتمر ودقيق ملاحظاتهم ما ينفي عنها الزيغ ويستقيم بها على الصراط السوي