إسهامات بعض الباحثين في عملية التعريب
ثم إنه من الأهمية بمكان أن نذكر في هذا الصدد العالم إسماعيل مظهر الذي مزج بين العلم والأدب كغيره؛ فقد تلقى عن كبار الأدباء والمفكرين في مصر العلوم العربية، ومزج بين الثقافة العربية والغربية مما جعله أحد أعلام المترجمين باعتباره أحد مجيدي اللغة العربية والإنجليزية بسب قراءته الواسعة في الأدب الإنجليزي وامتلاكه للحاسة اللغوية بكثرة مطالعة اللغة. أضف إلى ذلك كثرة اطلاعه على التراث العربي كل ذلك أضفى على كتاباته صبغة رائعة وسنحت له الفرصة بالمشاركة في كثير من لجان مجمع اللغة العربية قبل أن يصبح عضوا فيه ومنها لجنة جمع الألفاظ من الحياة العامة التي كان مشرفًا عليها، وعمل مساعدًا للدكتور فيشر في معجمه اللغوي التاريخي بالمجمع أيضًا. واختير عضوًا بلجانه الآتية: لجنة الجغرافيا، ولجنة المعجم الكبير، ولجنة علوم الأحياء والزراعة، ولجنة ألفاظ الحضارة بين الدين والعلم، ترجمة عن أندرو ديكسون دايت. ومن مؤلفاته الحيتان، بحث علمي عن الحيتان، يتضمن التاريخ الطبيعي للحيتان: أسماءها الاصطلاحية وتركيبها اللغوي في اللاتينية واليونانية، مع تصنيف كامل لها, وقاموس النهضة، مجلدان (إنجليزي – عربي) ،و معجم الثدييات, و سير ملهمة وقال الدكتور محمد توفيق دياب عن هذا الأخير ما ملخصة أن قدرة الدكتور مظهر في التأليف والترجمة تجلت في هذا الكتاب وهو نوع طريف من الكتب حوى خمسين سيرة مؤلفة لأعلام من الشرق ومائة سيرة مترجمة لأعلام من الغرب.
أما الدكتور كامل حسين الحاصل على جائزة الدولة في الآداب والعلوم حيث كان باعه طويل في كلا المجالين، فإحساسه المرهف وقراءته المستفيضة كانتا كفيلتين بأن يُنشئا أديبا بارعا مثله بجانب العلوم الطبيعية؛ ففي أعماله ربط بين الأدب واللغة لأنه يرى ضرورة عرض العلوم بلغة سهلة و تعبير سليم يقرّب للأذهان الفكرة. وقد كان إيمانه باللغة العربية أنها لغة ذا كفاءة لتأدية دورها ولذا ألف في 32 مجلد اللغة العربية المعاصرة لتسهيلها لطلاب المدارس الابتدائية؛ هذا الإيمان ما جعله يواجه اللغة العامية ويُحيى العربية بعد أن أصابها إعياء لا يُرجى الشفاء منه. وترى الدكتور ذا نشاط بارز في مجمع اللغة فتراه يشارك في المجلس والمؤتمر واللجان وخاصة لجنة المصطلحات الطبية حيث كان نشاطه واضحا فيها وله مساهمة في أعمال لجنة المعجم اللغوي البسيط.
وبما أننا جميعا نؤمن بأن الأمة التي بلا علماء كالجسد بلا رأس؛ فالعالم إبراهيم مدكور وأمثاله ممن أمضوا أعمارهم في دروب العلم والنهوض بالتعليم هم كالرأس بالنسبة للجسد الذي هو الوطن . هذا العالم مزج بين الثقافة الشرقية والغربية ليسهم في تطوير التعليم ومصطلحات اللغة العربية. . و لم تصرفه عضويته بالمجمع عن اشتراكه في لجان المعجم الكبير التي أخذت من علمه ووقته جهد كبير.
وجدير بالذكر في هذا الشأن أنه في عهد الدكتور نشطت مطبوعات المجمع التي ألفها الدكتور وخاصة المعاجم والتي منها: المعجم الوسيط و معجم ألفاظ القرآن ومجموعات المصطلحات التي تعد ذخيرة كبيرة في سبيل تعريب التعليم الجامعي في مختلف الميادين والفنون. ومن مؤلفاته أيضاً الموسوعة العربية الميسرة التي أخرجتها الجامعة العربية بالتعاون مع مؤسسة فرانكلين. ونظرا لنشاطه الملحوظ في التبادل الثقافي بين أبناء العروبة وأبناء الغرب استحق منحه الدكتوراه الفخرية.
وتُبحر سفينة البحث حتى تصل إلى شاطئ الدكتور والعالم والأديب ذا الخبرة والتجارب الواسعة الدكتور أحمد زكي فترسوا هناك لتنهل من سيرته ورحلته العلمية طلباً في ارتقاء الأمم العربية، فقد كان رئيس تحرير لمجلة العربي الكويتية وفيها كتب مقالات تحت عنوان " في سبيل موسوعة علمية ". التحق الدكتور بمدرسة المعلمين العليا وزامل فيها عدد من الطلاب الذين أصبح لهم شأن في العلم فيما بعد.
وقد اشترك مع هؤلاء الطلاب في تأليف " لجنة التأليف والترجمة والنشر" وكان من إسهاماته في عملية الترجمة أن ترجم هو وأحمد الكوراني كتاب" مبادئ الكيمياء" ليكون مرجع للطلاب. كما أسهم في تأسيس المجمع المصري للثقافة العلمية ليُصبح منبع تنهل منه طوائف الأمم في الثقافة العلمية فترجم إلى العربية " في أعماق المحيطات" وقد لاح في الأفق أسلوبه الأدبي في معالجة الموضوعات العلمية مما يسر نشر العلم بين غير المتخصصين. وبما أن الدكتور جمع بين العلم والأدب كغيره فقد برزت قدراته في التعبير الرصين في ترجمته لاثنين من عيون الأدب الغربي هم "غادة الكاميليا " و " جان دارك". وأخيرا اشترك في لجان المجمع لاسيما لجنة المصطلحات العلمية.
تم بحمد الله وفضله
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
منقول