قِصَّةُ القُدس . . .
د.عبد الغنيّ التميميّ
(1)
ليس للتين أو الزيتون نغضبْ
نحن للإسلام لا للأرض ننسبْ
ليس للموز أو الليمون أو قمح الموانئْ
نحن لسنا من عبيد الطقس ديدان الشواطئْ
ما عشقنا في فلسطين ِصباها
أو َصباها، أو رباها
ما عشقناها عروساً في بهاها تتطيّبْ
كفّها في ليلة الحنّاء تخضبْ
ما عشقناها مناخاً، وفصولاً
وجبالا وهضاباً وسهولا
بل عشقناها دويّاً وصليلا
وغباراً في سبيل الله يُسفى، وصهيلا
وسطوراً بل فصولاً في كتاب المجد تكتبْ
عبر أجنادين، أو حطين، أو غزة طولا
وسرايا أمّة الكفر على صدر صليب الكفر تصلبْ
(2)
وعشقنا في فلسطين من الأهوال جيلا
جعل التكبير والأحجار أقوى خطبة للعصر تخطبْ
جيل أبطالٍ من الأطفال في الضفة يُنْجَبْ
هكذا تبقى فلسطين ضميراً، وكيانا في دمانا يتلهَّبْ
هي في عمق هوانا درة من درر الإسلام تسلبْ
ولهذا ليس للتين أو الزيتون نغضبْ
(3)
ألف كلا. ثم كلا
ما عشقناها كياناً مستقلا
جلّه يحكم بالتلمود مضموناً وشكلا
وبقايا ما تبقى يرفع الراية تسليماً وذلا
(4)
ألف كلا
ما عشقناها شعاراً أو قرارا
بل عشقناها شباباً لذرى المجد تبارى
ما عشقناها لفيفاً من لصوصٍ
تسرق الحب نهارا
تخطف الخبزة من أيدي يتامانا اتِّجارا
وتخلّيها خموراً ليهودٍ ونصارى
أيعيد الوطن المحتل يا قوم سكارى من سكارى
(5)
ألف كلا
لا تقولوا قد تطرَّفت وجاوزت الإطارا
هذه الأشعار ليست كلمات
إنها أدخنة من فؤاد شبَّ نارا
يتبع