ثلاث ضمانات من العذاب


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
في هذه الأزمنة المتأخرة كثر الخبث وارتفع ، وصار المؤمن يحزن لحال أمته، ويخاف نزول العذاب، بل يخاف أن ينزل قريباً منه، أو بساحته، بل يخاف أن يكون هو سببٌ في حصول العذاب.
عن أي عذاب نتحدث ؟
إنه عذاب الله العزيز ذي الانتقام الذي يغار على محارمه، ولا أحد أغيرُ من الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

كم نرى من الدول والبلدان المحيطة من حولنا وما جرى لهم من أيام الله !

كم هي الدول الإسلامية التي مُكِر بأهلها وقٌتِّلوا وشرِّدوا وطوردوا !

هل ننتظر أن يحيق بنا ما حلَّ بغيرنا !؟

إن ما أخافه هو قريب قريب وهذه سنة الله في الأرض إنها سنة كونية لا تتخلف ، وقدر ماضٍ لا يرد، كيف لا يحصل ما أُوعِدْنا به وقد كثر الخبث ، وصار له أنظمة تحميه - وزعموا أنها إسلامية - ، ومؤسسات تقوم برعايته ونشره، وأهل فكر ومكر يُرَقِّعون ويوقعون ويجيزون.

وقال الله عز وجل في سورة الإسراء {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) }

وقال تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال: 25)}

وقالت زينب بنت جحش رضي الله عنها : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال صلى الله عليه وسلم: (نعم إذا كثر الخبث). أخرجه البخاري (3097)، ومسلم (5128).

وأرى انطباق هذه الآيات على كثير من الأوضاع في ديار المسلمين قال الله عز وجل في سورة المائدة : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}

فترى صوراً من الصمت عن المنكرات ، وصوراً كثيرة أيضاً من مولاة الكفار، وصوراً من التبرير سمجة والله المستعان .

اللهم إن أردت بعبادك فتنةً فتوفنا غير مفتونين، اللهم أحيِنا ما كانت الحياةُ خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا.

وهنا أريد أن أذكر ثلاث ضمانات من العذاب ، هي تمنع بإذن الله من وقوع عذاب الله برحمة من الله .

الضمان الأول: هو وجود شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل : {وما كان الله معذِّبَهم وأنت فيهم}، وذلك كرامة لهذا النبي الرحيم بأمته، ولذلك فقد كرّم الله صحابته رضي عنهم وأرضاهم فكانوا هم أمَنَةً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث ( النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)، أخرجه مسلم.
وهذا الضمان لا نعيش في وقته وقد مضى ، نسأل الله أن يحشرنا معهم وأن يقرّ أعيننا برؤيتهم.

الضمان الثاني :وجود الناصحين الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس ويُصلِحون ما أفسد الناس وهم الغرباء فطوبى للغرباء قال الله عز وجل {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود:117) }، ولم يقل صالحون، فلا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فوجود الناصحين الآمرين الناهين مانع من موانع العذاب.

فحريٌ بنا أخوتي أن نتعاون على البر والتقوى، وننصح لأنفسنا وأمتنا، عسى الله أن يفرج عنا ما نحن فيه من الذل والهوان، ويوفِّقْنا لأسباب النصر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وقال جلّ شأنه : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} من آل عمران.

فلما أمر المؤمنين بلزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عقّب ذلك بالنهي عن التفرق والاختلاف وأن ذلك يوجب العذاب العظيم ، فتبين أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسبب الفُرقة والاختلاف والتي تودي بالمسلمين لمشابهة الكافرين والمنافقين واستحقاق العذاب الأليم .

وحكى في كتابه عن سبب هلاك الأمم الغابرة ثم أرشد إلى سبيل النجاة فقال : {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} من سورة التوبة.

وقال الله عز وجل عن سبيل اليهود وما آل إليه أمرهم من التواصي على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}.

فأوضح أن من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إعذاراً إلى الله ورجاء النفع للمخطئ كان هو الناجي ، وأما الساكتين والمتواصين فكان عاقبتهم المسخ ، والعياذ بالله .

فإن كان الضمان الأول متعذِّراً الآن والثاني صعباً أو ممنوعاً منه عند بعضنا فلن نعجز عن الضمان الثالث.

الضمان الثالث : الاستغفار، وقال الله تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (التوبة:33)}.

والكلام عن الاستغفار يطول ، وهنا أريد التنبيه على ما يلي :
1 - أفضل أوقات الاستغفار السحر قال الله عز وجل : {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (آل عمران:17)}، وقال : {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (الذاريات: 18)}.

2- للاستغفار صيغ عديدة، وأفضلها سيد الاستغفار : فعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ - رضي الله عنه - ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ . مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ )) . رواه البخاري (5831) .
ومن الصيغ الحسنة والمهمة دعوة ذي النون قال الله عز وجل {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء: 87)}
ومنها وما رواه عبد الله بن عمر رَضِي الله عنهما ، قال : كُنَّا نَعُدُّ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في المَجْلِسِ الواحِدِ مئَةَ مَرَّةٍ : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح غريب )) .
وغيرها كثير ...

3- يجب علينا ألا ننسى إخواننا فلهم حق علينا فندعوا لهم بالمغفرة، قال الله عز وجل : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (الأحزاب : 19) }

4 - تكرار الاستغفار بلا حد ولا عدد في كل مجلس ومقعد في كل زمان ومكان - إلا ما استُثْني - .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : سَمعتُ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( وَاللهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَومِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً )) رواه البخاري.
وعنه - رضي الله عنه - ، قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَذَهَبَ اللهُ تَعَالَى بِكُمْ ، وَلَجَاءَ بِقَومٍ يُذْنِبُونَ ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ تَعَالَى ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ )) رواه مسلم .

ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة لأن الله تعالى يقول في سورة الجن: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} وقال عز وجل : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران :135)}

كيف كان الاستغفار مانعاً من حصول المصائب والنقم؟؟
قال الله تعالى في سورة الشورى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}
وهذه من أرجى الآيات في كتاب الله ومن أخوفها، فليس هناك أحد عزيز على الله، أو يأمن من عقاب الله.

وفي الآية قسَّم الله عز وجل ذنوب العباد المؤمنين إلى قسمين :
الأول : ذنوب عفى الله عنها فهو أرحم الراحمين - وهذا كثير.
الثاني : ذنوب نعاقب عليها في الدينا - وهو القليل - فهذه المصائب كفارة لهذه الذنوب في الدنيا ، فإن الله كريم لا يعاقب العبد في الدنيا ، ويثنِّي العقوبة عليه في الآخرة.

فلما كانت المصائب لا تصيب العبد إلا بمعصية يرتكبها ، والاستغفار بما فيه من الاعتراف بالذنب وطلب مغفرته – بعفو الله ورحمة - ماحٍ للذنوب = كان مانعاً من حصول المصائب والفتن للعبد، فالعبد المستغفر وإن أصابته مصيبة أو فتنة أقرب إلى السلامة من غيره .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ )) . رواه أبو داود (1297) ، وفيه الحكم بن مصعب القرشي وفيه جهالة، ومعنى الحديث صحيح إن شاء الله.

اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات