التوفيق إلى صحبة الصالحين والعناية بالحديث والأثر كان سببًا مُعينًا لهداية نعيم بن حماد الخزاعي، وتحوله عن مذاهب أهل الأهواء إلى السنة

قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٣٠٨): وكان نعيم قد سكن مصر ولم يزل مقيما بها حتى *أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأى في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن ولم يزل في السجن إلى أن مات،* وفي السجن سمع منه حمزة بن محمد الكاتب.

وقال الخطيب: أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم المؤدب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ وذكر حديثا لشعبة عن أبي عصمة، قال أبو عبد الرحمن: سألت أبي من أبو عصمة هذا، قال: رجل روى عنه شعبة؛ وليس هو أبو عصمة صاحب نعيم بن حماد، وكان أبو عصمة صاحب نعيم خراسانيا، *وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة، وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم بن حماد*...

وقال الخطيب: أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال: سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: *أنا كنت جهميا، فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل* .


م