اقتناء نسخ الإنجيل وإهداؤها



السؤال

هل يجوز الاحتفاظ بالإنجيل أو إهداؤه إلى أحد النصارى؟





أجاب عنها: عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الإنجيل الذي أنزله الله على عبده ورسوله عيسى _عليه السلام_ هو من كتب الله التي يجب تحكيمها وتعظيمها، كما قال _تعالى_: "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ" (المائدة: من الآية46) إلى قوله _تعالى_: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (المائدة: من الآية47).
وقد غيّر النصارى في الإنجيل وزادوا ونقصوا وأدخلوا فيه ما يؤيد ضلالتهم وشركهم وعندهم عدد من الأناجيل ألفها بعض علمائهم من بعد الحواريين وهي مختلفة ومشتملة على حق وباطل، والقرآن المنزل على محمد _صلى الله عليه وسلم_ هو الحاكم على هذه الأناجيل وغيرها، فما دل على أنه حق فهو حق وما دل على أنه باطل فهو باطل، وما لم يدل على شيء من ذلك فيتوقف فيه، فما في هذه الأناجيل يجري فيه قوله _صلى الله عليه وسلم_: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" أي قبل أن يبين بالدليل صدقهم أو كذبهم، وعلى هذا فليس لهذه الأناجيل التي في أيدي النصارى حرمة الكتب المنزلة من عند الله.
فليست مرجعاً في معرفة شيء من الدين الحق، وعلى هذا فلا يجوز للمسلم اقتناء شيء من هذه الأناجيل ولا التوراة ولا إهداؤه إلى النصارى؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، فإن دين النصارى باطل وهم كفار بشركهم وبما يعتقدونه في المسيح وأمه ثم بتكذيبهم لخاتم النبيين محمد _صلى الله عليه وسلم_ الذي أرسله الله إلى جميع العالمين كما قال _تعالى_: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء:107)، والله أعلم .