عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ»([1]).
قال النووي رحمه الله في «شرح مسلم» (16/ 175، 176): «رُوِي «أهلكهم» على وجهين مشهورين: رفع الكاف، وفتحها، والرفع أشهر، ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في «حلية الأولياء» في ترجمة سفيان الثوري: «فهو من أهلكهم»، قال الحميدي في «الجمع بين الصحيحين»: الرفع أشهر، ومعناها: أشدهم هلاكًا، وأما رواية الفتح فمعناها: هو جعلهم هالكين؛ لا أنهم هلكوا في الحقيقة، واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو في من قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم؛ لأنه لا يعلم سر الله في خلقه، قالوا: فأما من قال ذلك تحزنًا لِمَا يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه؛ كما قال: لا أعرف من أمة النبي ﷺ إلا أنهم يصلون جميعًا. هكذا فسره الإمام مالك، وتابعه الناس عليه. وقال الخطابي: معناه: لا يزال الرجل يعيب الناس، ويذكر مساويهم، ويقول: فسد الناس، وهلكوا، ونحو ذلك، فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم؛ أي: أسوأ حالًا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم. والله أعلم»اهـ.

[1])) أخرجه مسلم (2623).