تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

  1. #1

    افتراضي الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

    أبو نواس له أباطيل كثيرة منها البيت التالي:
    يا أحمد المرتجى في كل نائبة *** قم سيدي نعص جبار السماوات

    فتصرفت في بيته على النحو التالي:
    يا أحمد المرتجى في كل نائبة *** قم سيدي فلنطع رب السماوات
    و
    يا ربنا المرتجى في كل نائبة *** اجبر فؤادي يا رب السماوات

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,396

    افتراضي رد: الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

    لا يجوز:
    يا أحمد المرتجى في كل نائبة
    ونقتصر على التعديل الثاني:
    يا ربنا المرتجى في كل نائبة

    وفقكم الله

  3. #3

    افتراضي رد: الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

    بارك الله فيك د. إبراهيم الشناوى. قول أبي نواس: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة) يحتمل أن يكون عاماً يراد به العموم أو عاماً يراد به الخصوص.
    إذا كان عاماً يراد به العموم فهو لا يجوز كما تفضلتم، أما إذا كان عاماً يراد به الخصوص فهو يحتمل معنى سائغاً و هو أن أحمد هذا يرتجى في كل نائبة يقدر على كشفها.
    و من أمثلة كلام العموم الذي يراد به الخصوص ما ورد في القرآن الكريم من قول الله تعالى: (تدمر كل شيء بأمر ربها) و قوله تعالى: (يجبى إليه ثمرات كل شيء) و قوله تعالى حاكياً عن الهدهد حين وصف بلقيس: (و أوتيت من كل شيء) و قوله تعالى حاكياً عن سليمان عليه السلام: (و أوتينا من كل شيء).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,396

    افتراضي رد: الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

    وفقكم الله
    ولكن هذا الاعتذار أشبه بالاعتذار عن ابن هانئ الأندلسي أبي نواس الغرب الإسلامي في قوله:
    ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار

    والله أعلم

  5. #5

    افتراضي رد: الرد على: قم سيدي نعص جبار السماوات

    د. إبراهيم الشناوى حفظك الله: شكراً على تعليقك الكريم و أعتذر عن تأخري في الرد لأنه لم يكن عندي جهاز حاسب و إنترنت دائم خلال الفترة الماضية.


    أولاً: اعتذاري لأبي نواس عن قوله: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة) لا يشبه الاعتذار لابن هانئ عن قوله:
    (ما شئت لا ما شاءت الأقدار * فاحكم فأنت الواحد القهار)


    لأن قول أبي نواس يحتمل وجهين: التوحيد و الشرك أما قول ابن هانئ فلا يحتمل إلا الشرك و قد ذكرت في موضوع سالف عنوانه: (قاعدة ذهبية: الاشتراك لا يقتضي دائماً الإشراك) [و هذا رابط الموضوع: (https://majles.alukah.net/t171744/)] أن قول ابن هانئ هذا يندرج تحت الشرك بالله لأنه خاطب المخلوق بكلام لا يصلح إلا للخالق عز و جل.


    ثانياً: ذكرت في التعليق السابق أن قول أبي نواس: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة) يحتمل وجهين: إما أن عبارة: (كل نائبة) هي من قبيل الكلام العام الذي يراد به العموم أو أنها من قبيل العام الذي يراد به الخصوص.


    إذا كانت هذه العبارة من قبيل الكلام العام الذي يراد به العموم فقول أبي نواس هذا يندرج تحت الشرك بالله لأن هناك نوائب لا يقدر على كشفها إلا الله عز و جل كما قال الله عز و جل: (و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) في سورة الأنعام و قوله تعالى: (و إذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال) في سورة الرعد و قوله تعالى: (أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة) في سورة النجم.
    فإذا كان أبو نواس يرتجي أحمد هذا في كل نائبة على الإطلاق حتى النوائب التي لا يقدر على كشفها إلا الله عز و جل فهذا شرك بالله و العياذ بالله.


    أما إذا كانت عبارة: (كل نائبة) هي من قبيل الكلام العام الذي يراد به الخصوص فهذا يعني أن كلام أبي نواس يندرج تحت التوحيد و لا يندرج تحت الشرك و يكون تقدير كلام أبي نواس: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة -يقدر على كشفها و هو حي-).


    و حتى تتبلور الصورة بشكل كامل أسوق مثالين يبينان الفرق جلياً بين الكلام العام الذي يراد به العموم و الكلام العام الذي يراد به الخصوص.


    لو قلت: (خلق الله كل الماء) فهذه العبارة تندرج تحت الكلام العام الذي يراد به العموم لأن الله عز و جل خلق جميع الماء على الإطلاق و يستحيل أن يوجد ماء في هذا الكون لم يخلقه الله تعالى.
    أما لو قلت: (شربت كل الماء) فهذه العبارة تندرج تحت الكلام العام الذي يراد به الخصوص لأنه يستحيل حساً و عقلاً و واقعاً و منطقاً أني قد شربت جميع الماء الذي خلقه الله على الإطلاق و الذي يشمل على سبيل المثال لا الحصر الأمواه التالية: (الماء الذي تحت عرش الرحمن عز و جل و ماء المحيطات و البحار و الأنهار و البحيرات و الينابيع ...).
    إذا يكون تقدير كلامي هو: (شربت كل الماء -الذي أقدر على شربه و الموجود في الأواني القريبة مني-).


    إذاً عبارة: (كل الماء) تغير مدلولها بتغير متعلقها فدلت على الكل في المثال الأول و على البعض أو الجزء في المثال الثاني.


    لذلك أرجو أن نفهم كلام أبي نواس في قوله: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة) كما فهمنا عبارة: (شربت كل الماء) و أن نفهم قولي: (يا ربنا المرتجى في كل نائبة) كما فهمنا عبارة: (خلق الله كل الماء).


    ثالثاً: الخروج من الخلاف:
    كما نعلم فإن كلام العرب حمال أوجه فقد يحتمل قول واحد وجهين أو أكثر من المعاني و كما رأينا فإن قول أبي نواس يحتمل وجهاً للتوحيد و وجهاً للشرك فكيف يمكن أن نتعامل معه؟
    هناك طريقان: حسن الظن أو سوء الظن.


    إذا أردنا أن نحسن الظن بأبي نواس و نقول أنه لم يقصد الشرك و إنما قصد التوحيد فهذا حسن لأن الأصل أن يحسن المسلم الظن بأخيه و يلتمس له عذراً ما أمكن كما قال محمد بن سيرين رحمه الله: (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل له عذراً).


    أما إذا أردنا أن نسيء الظن بأبي نواس و نقول أنه لم يقصد إلا الشرك فيمكننا من باب الورع و الحيطة و الحذر و الاحتراس و عملاً بقول النبي عليه الصلاة و السلام: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) أن نعدل عن قول أبي نواس: (يا أحمد المرتجى في كل نائبة) إلى قول أحسن منه لا يحتمل إلا التوحيد.


    فقلت مغيراً قول أبي نواس و متصرفاً فيه:


    يا أحمد المرتجى في (كشف نائبة) *** قم سيدي (فلنطع رب) السماوات


    فهذا القول الآن لا يحتمل إلا التوحيد على حد علمي.


    أرجو أن أكون وفقت في إيضاح رسالتي و توصيلها على أحسن وجه.


    مع خالص الشكر و التقدير و جزاكم الله خيراً و السلام عليكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •