تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ما الذي بعث الله به محمداً ؟ وما الذي عابه على قومه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ما الذي بعث الله به محمداً ؟ وما الذي عابه على قومه

    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى : ما الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من الدين ؟ وما الذي عابه على قومه، وبني عمه، وأنكروه ؟ وهل ينكرون الله ؟ أم يعرفونه ؟ - فالجواب -فأما الذي أمرهم به، فهو : عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذوا مع الله إلهاً آخر ؛ ونهاهم عن عبادة المخلوقين، من الملائكة، والأنبياء، والصالحين، والحجر، والشجر، كما قال الله تعالي : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا ّ أنا فاعبدون ) وقوله تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمه رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى : ( واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) وقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
    فليعلم بذلك : أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه، ويوحدوه ؛ وأرسل الرسل إلى عباده، يأمرونهم بذلك .
    وأما الذي أنكرناه عليهم، وكفرناهم به : فإنما هو الشرك بالله، مثل أن تدعو نبياً من الأنبياء، أو ملكاً من الملائكة، أو تنحر له أو تنذر له، أو تعتكف عند قبره، أو تركع بالخضوع والسجود له، أو تطلب منه قضاء الحاجات، أو تفريج الكربات، فهذا شرك قريش، الذي كفرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم عند هذا ؛ وإلا لم يقل أحد من
    الكفار : أن أحداً يخلق، أو يرزق، أو يدبر أمراً، بل كلهم يقرون : أن الفاعل لذلك هو الله، وهم يعرفون الله بذلك، قال الله تعالى حاكياً عنهم : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض ) وقال : ( قل لمن الأرض ومن فيها )الآيات وقال : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر) .

    وهذا الإقرار : لم يدخلهم الإسلام، ولا أوجب الكف عن قتالهم، وتكفيرهم ؛ إنما كفرهم بما اعتقدوا فيما ذكرنا، وإنما كانوا يعبدون الملائكة، والأنبياء، والجن، والكواكب، والتماثيل المصورة على قبورهم، ويقولون : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )[ الزمر 3 ] ( ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله )
    فبعث الله الرسل تنهى عن أن يدعى أحد من دونه، لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى : ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ) كما أنتم عبيدي إلى قوله : ( إن عذاب ربك كان محذوراً ) قال طائفة من السلف : كان أقوام يدعون المسيح، وعزيراً، والملائكة، فقال الله لهم : هؤلاء عبيدي ،كما أنتم عبيدي يرجون رحمتي، كما ترجونها، ويخافون عذابي، كما تخافونه .
    إذا عرف المؤمن : أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفرهم، يعرفون الله، ويخافونه، ويرجونه، وإنما دعوا هؤلاء للقرب والشفاعة، وصار هذا كفراً بالله، مع معرفتهم بما ذكرنا، فيعلم إن كان متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، أن الواجب عليه : التبري من هذا، وإخلاص الدين لله، والكفر به وبمن عمله، والإنكار على من فعله، والبغض والعداوة له، ومجاهدته حتى يصير الدين كله لله، كما قال : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله )
    وفي الحديث : " أوثق عرى الإيمان : الحب في الله، والبغض في الله " وفي الحديث :" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل " ولا تصدق في أحد إلا ّبما سمعت، أو نقله من لا يكذب، وانصحه إذا بلغك عنه شيء، قبل أن تنكر عليه، خصوصاً ممن تعرف منه، حباً للدين، موافقاً عليه، مجاهداً فيه، والله الهادي، والحمد لله رب العالمين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: ما الذي بعث الله به محمداً ؟ وما الذي عابه على قومه

    ((... وأما الذي أنكرناه عليهم، وكفرناهم به : فإنما هو الشرك بالله، مثل أن تدعو نبياً من الأنبياء، أو ملكاً من الملائكة، أو تنحر له أو تنذر له، أو تعتكف عند قبره، أو تركع بالخضوع والسجود له، أو تطلب منه قضاء الحاجات، أو تفريج الكربات، ...)) إذا كان هذا هو الحكم على من يصرف هذه العبادات لغير الله عز وجل ، فما هو حكم من لايُنكر هذه الشركيات ولايسعى لمنعها وإزالتها ، لابل هو الذي يحميها بعساكره وشرطته ، وويل لكل موحد يسعى لهدم هذه الأضرحة والمزارات الشركية ؟!! أود من كل من يقرأ هذا الرد _ السؤال _ التوضيح والبيان وفق منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وجزاكم الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الذي بعث الله به محمداً ؟ وما الذي عابه على قومه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُحب الصالحين مشاهدة المشاركة
    ((... وأما الذي أنكرناه عليهم، وكفرناهم به : فإنما هو الشرك بالله، فما هو حكم من لايُنكر هذه الشركيات التوضيح والبيان وفق منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وجزاكم الله خيرا
    بارك الله فيك --قال الشيخ عبد الرحمن أبو بطين مفتي الديار النجدية (( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك، وقال لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيقال له بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفر، ولا عذر للمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد لأنه أصل الأصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هالك، لاسيما أعظم المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك )) (الانتصار لحزب الله الموحدين)-------------قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن فى شرح رسالة أصل دين الاسلام - « ومن الناس من عبد الله وحده ، ولم ينكر الشرك ، ولم يعاد أهله » . قلت : ومن المعلوم أن من لم ينكر الشرك لم يعرف التوحيد ، ولم يأت به , وقد عرفت أن التوحيد لا يحصل إلا بنفي الشرك ، والكفر بالطاغوت المذكور في الآية .http://majles.alukah.net/t155796/ -----------قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( فالله ، الله ، إخواني : تمسكوا بأصل دينكم أوله وآخره ، أُسه ورأسه ، وهو : شهادة أن لا إله إلاَّ الله ؛ واعرفوا : معناها ؛ وأحبوا أهلها ، واجعلوهم إخوانكم ، ولو كانوا بعيدين ؛ واكفروا بالطواغيت ، وعادوهم ، وابغضوا من أحبهم ، أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ما عليّ منهم ، أو قال ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله ، وافترى ؛ بل : كلفه الله بهم ، وفرض عليه الكفر بهم ، والبراءة منهم ؛ ولو كانوا : إخوانه ، وأولاده ؛ فالله ، الله ، تمسكوا بأصل دينكم ، لعلكم تلقون ربكم ، لا تشركون به شيئاً ؛ اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ) .
    ـ وقال رحمه الله : ( … عرفت أن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام ، ولو وحد الله وترك الشرك ، إلاَّ بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء ) .---------و قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (وافترض الله على جميع العباد: الكفر بالطاغوت)أهـ. فكل العباد مكلفون بذلك وكل العباد مفروض عليهم الكفر بالطاغوت لا كما يقول بعض الجهال اليوم:(ما علي منهم، أو ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله، وافترى؛ بل كلفه الله بهم، وفرض عليه الكفر بهم، والبراءة منهم)أه
    ـ وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله : ( فمقت هؤلاء المشركين وعيبهم وذمهم وتكفيرهم والبراءة منهم هو : حقيقة الدين ، والوسيلة العظمى إلى ربّ العالمين ، ولا طيب لحياة مسلم وعيشه إلاَّ بجهاد هؤلاء ، ومراغمتهم وتكفيرهم والتقرب إلى الله بذلك واحتسابه لديه ) .
    ـقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام ، وعرف أن ما من إله إلاَّ الله ؛ لا تظن أنك إذا قلت هذا هو الحق ، وأنا تارك ما سِواه ، لكن لا أتعرض للمشركين ، ولا أقول فيهم شيئاً ، لا تظن : أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام ، بل : لا بُدَّ من بُغضِهم ، وبغض من يحبهم ، ومسبتهم ، ومعاداتهم ، كما قال أبوك إبراهيم ، والذين معه : { إنَّا بُرءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } [ الممتحنة / 4 ] وقال تعالى :
    { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } [ البقرة / 256 ] وقال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [ النحل / 36 ] . ولو يقول رجل : أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق ، لكن : لا أتعرض اللاَّت ، والعُزى ، ولا أتعرض أبا جهل ، وأمثاله ، ما عليَّ منهم ؛ لم يصح إسلامه
    )---قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى مفيد المستفيد -قال ابن القيم رحمه الله تعالى: في شرح المنازل في باب التوبة: وأما الشرك فهو نوعان: أكبر وأصغر. فالأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وهو أن يتخذ من دون الله ندا يحبه كما يحب الله، بل أكثرهم يحبون آلهتهم أعظم من محبة الله، ويغضبون لمنتقص معبودهم من المشايخ أعظم مما يغضبون إذا انتقص أحد رب العالمين. وقد شاهدنا هذا نحن وغيرنا منهم جهرة. وترى أحدهم قد اتخذ ذكر معبوده على لسانه "ديدنا له "، إن قام وإن قعد وإن عثر وإن استوحش، وهو لا ينكر ذلك، ويزعم أنه باب حاجته إلى الله، وشفيعه عنده، وهكذا كان عباد الأصنام سواء، وهذا القدر هو الذي قام بقلوبهم، وتوارثه المشركون بحسب اختلاف آلهتهم. فأولئك كانت آلهتهم من الحجر، وغيرهم اتخذوها من البشر. قال الله تعالى حاكيا عن أسلاف هؤلاء: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [23] الآية. فهذه حال من اتخذ من دون الله وليا يزعم أنه يقربه إلى الله تعالى. وما أعز من يتخلص من هذا، بل ما أعز من لا يعادي من أنكره! والذي قام بقلوب هؤلاء المشركين وسلفهم أن آلهتهم تشفع لهم عند الله. وهذا عين الشرك. وقد أنكر الله عليهم ذلك في كتابه وأبطله، وأخبر أن الشفاعة كلها له ثم ذكر الشيخ - يعني ابن القيم رحمه الله - فصلا طويلا في ذكر هذا الشرك الأكبر. ولكن تأمل قوله: وما أعز من يتخلص من هذا، بل ما أعز من لا يعادي من أنكره يتبين لك بطلان الشبهة التي أدلى بها الملحد وزعم أن كلام الشيخ (في الفصل الثاني يدل عليها وسيأتي تقريره إن شاء الله تعالى وذكر) ، في آخر هذا الفصل، أعني الفصل الأول، في الشرك الأكبر الآية التي في سورة سبأ {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [24] إلى قوله {إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وتكلم عليها، ثم قال: والقرآن مملوء من أمثالها. ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته، ويظنه في قوم قد خلوا ولم يعقبوا وارثا. وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية". وهذا لأنه إذا لم يعرف الشرك وما عابه القرآن وذمه، وقع فيه وأقره وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية، فتنقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول ﷺ ومفارقة الأهواء والبدع. ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا، فالله المستعان.[مفيد المستفيد - - https://ar.wikisource.org/wiki/

    ------------------

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الذي بعث الله به محمداً ؟ وما الذي عابه على قومه

    قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    والإنكار بالقلب فرض على كل واحد ؛ لأنه مستطاع للجميع ، وهو بغض المنكر ، وكراهيته ، ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان ؛ لقول الله سبحانه : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأنعام/68 ، وقال تعالى في سورة النساء : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) الآية ، النساء/140 ، وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) الفرقان/72 ، ومعنى لا يشهدون الزور لا يحضرونه .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 212 ، 213 ) .-----------الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر الإسلام العظيمة ، وقد عدَّها بعض العلماء من أركان الدين ، والواجب على كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وليس هذا لطائفة من المسلمين دون آخرين ، بل هو واجب على كل من يعلم شيئاً من دين الله تعالى أن يبلِّغه أمراً أو نهياً .
    قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران/110 .
    وقال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 .
    وقال سبحانه وتعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ سورة المائدة الآية . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المائدة/78 ، 79 .
    قال ابن عطية – رحمه الله - :
    والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه وأمن الضرر على نفسه وعلى المسلمين ، فإن خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه .
    انظر " تفسير القرطبي " ( 6 / 253 ) .
    جميع الواجبات مشروطة بالقدرة والاستطاعة ؛ لقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن/16 ، وقوله : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286 .
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضَ عينٍ ، وذلك في حق من يرى المنكر وليس هناك من ينكره وهو قادر على إنكاره ، فإنه يتعين عليه إنكاره لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك ، ومن أصرحها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) أخرجه مسلم في صحيحه .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 212 ) .
    ولا فرق بين أن تكون هذه المنكرات في الشارع أو في البيت أو في العمل ، فإن استطاع المسلم إنكارها من غير ضرر يلحقه : فلا يُعذر بترك إنكارها .
    قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    فالمؤمنون والمؤمنات يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , المؤمن لا يسكت
    كل هذه المنكرات يجب على كل واحد من المؤمنين والمؤمنات والصلحاء إنكارها ,هذا عام لجميع المنكرات ، سواء كانت في الطريق , أو في البيت ، أو في المسجد ، أو في الطائرة ، أو في القطار ، أو في السيارة ، أو في أي مكان , وهو يعم الرجال والنساء جميعاً , المرأة تتكلم ، والرجل يتكلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأن في هذا صلاح الجميع ونجاة الجميع .
    , فالمؤمن لا ييأس , والمؤمنة لا تيأس , بل يستمران في إنكار المنكر , وفي الأمر بالمعروف وفي النصيحة لله ولعباده مع حسن الظن بالله والرغبة فيما عند الله عز وجل .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 4 / 50 ) .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •