جاء في السورة الكريمة ذكرُ أصحاب الأيكة، وهم قوم شعيب، والأيكة: البستان كثير الأشجار؛ [تيسير الكريم الرحمن - السعدي].
كما جاء ذكر أصحاب الحجر، وهم قوم صالح الذين يسكنون الحجر المعروف في أرض الحجاز [المرجع السابق].
أما السبع المثاني - ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] - فهي سورة الفاتحة؛ لأنها سبع آيات.
وقيل: هي السبع الطوال، وهن: سورة البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال مع التوبة؛ [المرجع السابق].
ناقشت السورة قضيةَ التوحيد، وأن المقصود ليس هو الاعتراف بوجود الله، وأنه الخالق، فمثل هذه الأمور قد أقرَّ بها إبليس من خلال الآيات التالية: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 30، 31]، فالملائكة سجدوا سجودَ عبادة وطاعة وانقيادٍ؛ وهو توحيد الألوهية، أما إبليس فلم يسجد، ويُمثل فعله هذا تمردًا على الألوهية بدليل ما جاء في الآيتين التاليتين: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴾ [الحجر: 32، 33].
فالقضية هنا أن إبليس رفض السجود وردَّ الأمر الإلهي بسبب حجة أو مبرر؛ وهذا المبرر هو أنه رأى أن آدم خلَقه الله من "صلصال من حمأ مسنون"، وهو في نظره مادة قليلة القيمة بالنسبة للمادة التي خُلق منها وهي النار، هذا ظنُّه الباطل وقياسه الفاسد؛ في إشارة منه إلى ادعاء خيريته.
من هنا كان إبليس كافرًا بالألوهية - وهي الخضوع والامتثال للأمر الإلهي - مع أنه مُقر بأن الله تعالى هو خالقه وخالق آدم.
وعلى هذا فليس موحدًا مَن أقرَّ الربوبية واعترف بأن الله تعالى هو الرب الخالق، ولم يُقر بأن الله هو الربُّ الإله الآمر.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/133000/#ixzz5h1gfFFwK