2872 - (صلت الملائكة على آدم، فكبرت عليه أربعا، وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/75/1) ، والدارقطني (190) ، والبيهقي (4/36) من طريق عثمان بن سعد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ من أجل عثمان هذا؛ فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب ".
ورواه داود بن المحبر: حدثنا رحمة بن مصعب عن عثمان بن سعد به موقوفا على أبي.
قلت: وهذا الإسناد مع كونه ضعيفا جدا لحال داود بن المحبر؛ فلعله أصح لأنه ورد بإسناد آخر صحيح عن الحسن به نحوه كما يأتي.
وتابعه خارجة عن يونس عن عتي به.
أخرجه الدارقطني.
لكن خارجة هذا - وهو ابن مصعب بن خارجة الخراساني السرخسي - قال الحافظ:
" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي عنه بأتم منه وليس فيه التكبير، فقال (549) : حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي السعدي عن أبي بن كعب. قال أبو داود: حدثنا ابن فضالة عن لحسن رفع الحديث:
" لما نزل بآدم الموت، قال: أي بني! إني أشتهي من ثمر الجنة، فانطلق بنوه يلتمسون له، فرأتهم الملائكة، فقالوا: أين تريدون يا بني آدم؟ فقالوا: اشتهى أبونا من ثمر الجنة فانطلقنا نطلب ذلك له، فقالوا: ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم، فأقبلوا حتى انتهوا إلى آدم عليه السلام، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلصقت بآدم، فقال: إليك عني، فمن قبلك أتيت، دعيني وملائكة ربي، فقبضوه وهم ينظرون، وغسلوه وهم ينظرون، وكفنوه وهم ينظرون، وصلوا عليه ثم أقبلوا عليهم فقالوا: يا بني آدم! هذه سنتكم في موتاكم، وهذا سبيلكم ".
قلت: وهذا صحيح ثابت عن الحسن لم يتفرد به خارجة. فقال الإمام أحمد في " المسند " (5/136) : حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن به نحوه.
وأخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (2/328/1) عن أحمد.
وهذا إسناد صحيح موقوف.
وتابعه يونس بن عبيد؛ فقال ابن سعد في " الطبقات " (1/33 - 34) : أخبرنا سعيد بن سليمان: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا يونس بن عبيد عن حسن قال: أخبرنا عتي السعدي به.
وهذا صحيح أيضا؛ صرح فيه الحسن - وهو البصري - بالتحديث.
ثم أخرجه ابن سعد من طريق إسحاق بن الربيع (وهو الأبلي العطاردي) عن الحسن به.
وقد جاء مرفوعا؛ أخرجه الحاكم (1/344 - 345) من طريق إسماعيل عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.... فذكره نحو لفظ الطيالسي؛ وقال:
" صحيح الإسناد ". وهو كما قال، فإن عتيا هذا - وهو ابن ضمرة السعدي - قد روى عنه ابنه عبد الله أيضا، ووثقه ابن سعد وغيره.
ثم أخرجه الحاكم (2/545) من طريق موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن الحسن به مرفوعا مختصرا بلفظ:
" لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا، وألحدوا له، وقالوا: هذه سنة آدم في ولده ". وقال:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/75/1) ، وابن عساكر (2/328/1) من طريق روح بن أسلم: حدثنا حماد بن سلمة به. وقال الطبراني:
" لم يروه عن حماد إلا روح ".
قلت: يرد عليه رواية الحاكم، فتنبه.
وجملة القول؛ أن الحديث عن أبي صحيح مرفوعا وموقوفا، ولكن ليس في شيء من الروايات الثابتة ذكر التكبير عليه أربعا كما في حديث الترجمة. نعم روى ابن عدي (288/1) ، وأبو نعيم في " الحلية " (4/96) ، وابن عساكر (2/328/2) من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" كبرت الملائكة على آدم أربعا ".
لكن محمد بن زياد هذا - وهو الطحان اليشكري - كذاب يضع الحديث كما قال أحمد، فلا يستشهد به ولا كرامة. ولعله من طريقه أخرجه الشيرازي في " الألقاب " من حديث ابن عباس بلفظ:
" إن الملائكة صلة على آدم، فكبرت عليه أربعا ".
هكذا عزاه إليه في " الجامع الصغير "، وبيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء، ولكنه عزاه للخطيب أيضا باللفظ المذكور.
وخالفه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال:
" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا.... وكبرت الملائكة على آدم أربعا ".
وفرات هذا متروك أيضا؛ وقد قال فيه الإمام أحمد:
" قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يتهم بما يتهم به ذاك ".
وقد وجدت الحديث في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم (2/25) في ترجمة علي بن مانك البلخي: حدث عن محمد بن أحمد الفرائضي: حدثنا محمد بن علي: حدثنا محمد بن محمود القاضي: حدثنا أحمد بن يعقوب القاري: حدثنا شقيق بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:.. فذكره دون قوله: " وقالت:.... " وقال مكانه: " وسلموا تسليمتين ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ شقيق بن إبراهيم - وهو البلخي - من كبار الزهاد؛ لكنه منكر الحديث كما في " الميزان "؛ وقال في " الضعفاء ":
" لا يحتج به ".
ومن دونه لم أجد من ترجمهم، وعلي بن مانك لم يذكر فيه أبو نعيم جرحا ولا تعديلا.
والخلاصة أن الحديث ضعيف. والله أعلم.
وانظر ما سيأتي (3010) .
المصدر:
كتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة المجلد السادسللعلامة للألباني -رحمه الله-