ورد في شعب الإيمان للبيهقي [7102] مطولًا في
نصيحة الأوزاعي إلى أبي جعفر المنصور:
عن الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو قال:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
، قَالَ: " لَوْ مَاتَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ضَيْعَةً لَخِفْتُ أَنْ أُسْأَلَ عَنْهَا ". اهـ.
إسناد هذا الأثر مرسل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فالأوزاعي متوفي 157 هـ في الطبقة السابعة.
قال البيهقي :
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْعَدْلُ الآدَمِيُّ بِبَغْدَادَ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ النَّحْوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَائِي ُّ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ... فذكره.
إسناد أبي بكر الآدمي به علل :
-أبو بكر الآدمي "كان قد خلط فيما حدث" كذا قال أبو الفتح بن أبي الفوارس.
-أبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ النَّحْوِيُّ : "يحدث عن الأصمعي ومحمد بن مصعب بمناكير" كذا قال ابن عدي، "لين الحديث" كذا قال الحافظ في التقريب.
-
مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَائِي ُّ "ضعيف في الأوزاعي" كذا قال محمد بن صالح جزرة، "كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه" كذا قال البخاري، " صدوق كثير الغلط" كذا قال الحافظ في التقريب.

لكن ورد موصولًا في أنساب الأشراف للبلاذري [10 : 354]:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ:
" لَوْ مَاتَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ضَيَاعًا لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهَا ". اهـ.
هذا الإسناد مقلوب:
فيحيى بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن فقط وليس هناك ذكر جده كما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/232) ط العلمية:
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عاصم بن عمر عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عمر قال: لو مات جمل ضياعا ... إلخ" اهـ.
وإسناد هذا ضعيف جدًّا به :
-محمد بن عمر الواقدي "متروك مع سعة علمه" كذا قال الحافظ.
-عاصم بن عمر العمري "ضعيف" كذا قال الحافظ في التقريب، روى عنه الواقدي أيضًا في الطبقات الكبرى [2 : 377] لابن سعد.
-محمد بن عمرو بن علقمة الليثي "صدوق له أوهام" كذا قال الحافظ في التقريب.
-يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب اللخمي الملقب بابن أبي بلتعة "ثقة" كذا قال الحافظ في التقريب، روى عنه الليثي أيضًا في الحلية [1:154] لأبي نعيم.
-عبد الرحمن بن حاطب اللخمي "له رؤية ، ويعد في كبار ثقات التابعين" كذا قال الحافظ.
-حاطب بن أبي بلتعة القرشي "صحابي ، شهد بدرا" كذا قال البخاري.

لكن ورد بإسنادٍ ءاخر في الحلية [ ج 1 : ص 53 ] لأبي نعيم فقال:
حدثنا محمد بن معمر، ثنا عبد الله بن الحسن الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، ثنا الأوزاعي، حدثني داود بن علي، قال: قال عمر بن الخطاب:
«لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة». اهـ.
وذكره القرطبي في الاستذكار بدون إسناد [39833].
إسناده ضعيف به :
-محمد بن معمر الذهلي مجهول الحال قال ابن عماد الحنبلي : "روى عن طائفة". اهـ.
-يحيى بن عبد الله البابلتي "ضعيف" كذا قال الحافظ في التقريب.
-داود بن علي بن عبد الله بن عباس قال الحافظ في التقريب : "مقبول". اهـ.

وورد في الـمناقب ص 161 لابن الجوزي وفي المنتظم في تاريخ الامم بلا إسناد :
قال: كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول: لو مات جدي بطف [الشاطئ] الفرات لخشيت أن يحاسب اللّه به عمر ". اهـ.
وفي المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي أيضًا بلا إسناد فقال: وبلغنا أن عمر بن الخطاب قَالَ: لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت أن يسألني اللَّه عنها ". اهـ.
وجاء في ملتقى أهل الحديث: رواه مسدد عن الحسن بنحوه كما في المطالب العالية 4/41 ". اهـ. ولم أقف عليه فإن كان كذلك فهو مرسل.
وورد في تاريخ الطبري 4/202 قال:
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن جده، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس، فقال:
(والذي بعث محمدا بالحق، لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات خشيت أن يسأل الله عنه آل الخطاب).
قال أبو زيد: آل الخطاب يعنى نفسه، ما يعنى غيرها ". اهـ.
قلتُ: إسناده ضعيف، رجاله ثقات عدا عبد الرحمن بن زيد القرشي "ضعيف" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
وورد في مصنف ابن أبي شيبة [35489] فقال:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لَوْ هَلَكَ حَمْلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ ضَيَاعًا بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ خَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ ". اهـ. وذكرها
قلت: إسناده حسن رجاله ثقات عدا أسامة بن زيد الليثي، رجاله رجال البخاري عدا أسامة بن زيد الليثي روى لهما البخاري تعليقًا وهو "صدوق يهم" كذا قال الحافظ في التقريب، وقال في هدي الساري : "مختلف فيه وعلق له البخاري قليلا". اهـ.
والله أعلم.