تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

    الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة
    عبدالله بن فهد الخليفي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

    أما بعد :
    فقال ابن خزيمة 2250 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : قال عبد الله آكل الربا و موكله و شاهداه إذا علماه و الواشمة و الموتشمة ولاوي الصدقة و المرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة.

    أقول : يحيى بن عيسى التميمي قال فيه الحافظ في التقريب : صدوق يخطيء
    وقد خالفه من هو أوثق منه فروى الحديث عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث الأعور الكذاب عن ابن مسعود
    قال الإمام أحمد 3881 - ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث بن عبد الله الأعور قال : قال عبد الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه إذا علموا به والواشمة و المستوشمة للحسن ولآوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد هجرته ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة قال فذكرت لإبراهيم فقال حدثني علقمة قال : قال عبد الله آكل الربا وموكله سواء

    وكذا خالفه وكيع عند ابن أبي شيبة في المصنف (22431)
    ومعمر عند عبد الرزاق (5100) فرووه كرواية سفيان
    وغيرهم أيضاً خالفه
    جاء في علل الدارقطني :" س : 692- وسُئِل عَن حَدِيثِ الحارِثِ بنِ عَبدِ الله الأَعوَرِ ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ ، قال : إِنّ آكِل الرِّبا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشاهِدَهُ والواشِمَة والمُستَوشِمَة ، ولاَوِي الصَّدَقَةِ والمُرتَدّ أَعرابِيًّا بَعد هِجرَتِهِ مَلعُونُون عَلَى لِسانِ مُحَمدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
    فَقال : يَروِيهِ الأَعمَشُ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ أَبُو مُعاوِيَة ، ووَكِيعٌ ، ويَحيَى القَطّانُ ، وعَبد الله بن نُمَيرٍ ، وحَفصُ بنِ غِياثٍ ، وجَرِيرُ بن عَبدِ الحَمِيدِ ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ الأَعوَرِ ، عَن عَبدِ الله.
    وَرَواهُ الثَّورِيُّ واختُلِف عَنهُ ، فَقال عَبد الرَّزّاقِ ، ومُعاوِيَةُ بن هِشامٍ ، وقَبِيصَةُ بِخِلاَفٍ عَنهُ , عَنِ الثَّورِيِّ ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ ، عَن عَبدِ الله.
    وَقال شُعَيبُ بن أَيُّوب , عَن قَبِيصَة فِيهِ ، عَن عَمرِو بنِ مُرَّة ، ووَهِم فِيهِ.

    وَقال ابن إِسحاق : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ سَخبَرَة ، عَن عَبدِ الله بنِ الحارِثِ بنِ نَوفَلٍ ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ ، ووَهِم فِيهِ وهمًا قَبِيحًا.
    وَقال يَحيَى بن عِيسَى الرَّملِيُّ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَن مَسرُوقٍ ، عَن عَبدِ الله.
    وَقال عَمرو بن ثابِتٍ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن إِبراهِيم ، عَن مالِكِ بنِ مالِكٍ ، عَن أَبِي مَسعُودٍ.
    وَقال المَسعُودِيُّ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن أَبِي وائِلٍ ، عَن عَبدِ الله.
    والصَّوابُ قَولُ أَبِي مُعاوِيَة ، ووَكِيعٍ ، ومَن تابَعَهُم ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ ، عَن عَبدِ الله .اهـ

    أقول : بعدما تبين لك أن الحديث حديث الحارث الأعور فإليك نبذةً عن حاله
    لحارث الأعور متهم بالكذب
    وغاية ما اعتمد عليه معدلوه

    ما رواه ابن سعد في الطبقات (6/168) عن الشعبي قال : لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي .اهـ
    قلت : وهي الرواية لا تصح ففي سندها جابر الجعفي والكلام فيه معروف

    ثم إنها لو صحت ما دلت على تعديله فإن مجرد سؤال الحسن والحسين له لا يدل على أنهما يثقان به بل ربما كان سؤالاً على وجه الاختبار وابن سعد نفسه لم يعتد بهذه الرواية وضعف الحارث .
    وإليك أسماء من ضعف الحارث الأعور فمنهم من حكم عليه بالكذب أو حكى اتهامه بذلك وسكت
    وهم :
    1- الشعبي
    قال مسلم في مقدمة صحيحه ثنا قتيبة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي : حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً
    2- إبراهيم النخعي
    قال منصور عن إبراهيم : إن الحارث اتهم [ كذا في التهذيب ]
    وقال البخاري في التاريخ الكبير 1/273 : قال لنا ابن يونس عن زائدة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.
    3- أبو إسحاق السبيعي
    قال أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق : زعم الحارث الأعور وكان كذاباً

    4- علي بن المديني
    قال الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال : مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب
    قسمٌ من الأئمة ضعفوه دون اتهام بالكذب وهم

    1- عبدالرحمن بن مهدي
    قال عمرو بن علي الفلاس : " كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه غير أن يحيى حدثنا يوماً عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث يعني عن علي : " لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر .
    فقال هذا خطأ من شعبة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن عبد الله وهو الصواب .اهـ
    2- أبو زرعة الرازي حيث قال : لا يحتج بحديثه

    3- أبو حاتم الرازي حيث قال : "ليس بقوي ولاممن يحتج بحديثه "

    4- النسائي حيث قال : " ليس بالقوي " وهذا الجرح يقدم على التعديل المنقول عنه
    5- الدارقطني حيث قال : ضعيف
    6- يحيى بن معين حيث قال : "ضعيف , وهذا الجرح الموافق لما عليه الجمهور مقدم على التعديل المنقول عنه
    7- ابن سعد حيث قال : كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته .اهـ

    وتوسط ابن حبان وابن عدي بين الفريقين فضعفه جداً

    قال ابن حبان : كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث وهو الذي روى عن علي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " لا تفتحن على الإمام في الصلاة , رواه الفريابي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عنه وإنما هو قول علي .اهـ
    وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ
    وأبعد أحمد بن صالح المصري النجعة فوثقه [ انظر هذه الأقوال في ترجمة الحارث من تهذيب الكمال ]
    فإن قيل : أليس للحديث شواهد ؟
    قيل : ذكر لعن لاوي الصدقة لم يرد إلا في هذا الحديث ، وحتى لعن المرتد أعرابياً بعد الهجرة لم يرد إلا في هذا الحديث - حسب علمي القاصر - والله أعلم

    وقال الطبراني في الأوسط 8303 - حدثنا موسى بن زكريا نا أحمد بن عبدة ثنا عمر بن علي عن سعد بن طريف عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه لعن عشرة الواشمة والموشومة و السافعة وجهها والواصلة والموصولة وآكل الربا وشاهده ومانع الصدقة والرجل المتشبه بالنساء والمرأة المتشبهة بالرجال
    أقول : سعد بن طريف متروك كما نص عليه الحافظ في التقريب

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  2. #2

    افتراضي رد: الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

    الظاهر من اتهامه، اتهامه في الرأي، يريدون التشيع كما قال الحافظ في تقريب التهذيب (ص: 146): (كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض).
    وقال الحافظ في تهذيب التهذيب (2/ 147): (قال ابن شاهين في الثقات: قال أحمد بن صالح المصري: الحارث الأعور ثقة، ما أحفظَه، وما أَحْسَنَ ما روى عن علي، وأثنى عليه.
    قيل له: فقد قال الشعبي: كان يكذب، قال: لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه).وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 437): (وحديث الحارث في السنن الأربعة، والنسائي مع تعنته في الرجال، فقد احتج به، وقوى أمره، والجمهور على توهين أمره، مع روايتهم لحديثه في الأبواب.
    فهذا الشعبي يُكَذِّبُه، ثم يروي عنه!، والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوى فلا).
    قال الحافظ في تهذيب التهذيب (2/ 147): (لم يحتج به النسائي، وإنما أخرج له في السنن حديثًا واحدًا مقرونا بابن ميسرة، وآخر في اليوم والليلة متابعة، هذا جميع ما له عنده).
    ولم أجد الحديث الذي قصده الحافظ في السنن، وإنما الذي فيه (8/ 65)(باب المُوتَشِمَاتِ، وَذِكْرُ الاِخْتِلاَفِ عَلَى عَبدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ وَالشَّعْبِيِّ فِي هَذَا.
    5146- أَخبَرَنا إِسماعِيلُ بنُ مَسْعُودٍ، قال: حَدَّثنا خَالِدٌ، عَن شُعبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ عَنِ الحَارِثِ، عَن عَبدِ اللهِ قَالَ: آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا ذَلِكَ، وَالوَاشِمَةُ، وَالمَوْشُومَةُ لِلْحُسْنِ، وَلاَوِي الصَّدَقَةِ، وَالمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمدٍ صَلى الله عَليه وسَلم يَوْمَ القِيَامَةِ.
    5147 - أَخْبَرَنِي زِيَادُ بنُ أَيُّوبَ، قال: حَدَّثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخبرنا حُصَيْنٌ، وَمُغِيرَةُ، وَابنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، عَن عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ.أَرْس لَهُ ابنُ عَوْنٍ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ.

    المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي (8/ 67)
    5148- أَخبَرَنا حُمَيدُ بنُ مَسْعَدَةَ، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: حَدَّثنا ابنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الحَارِثِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُوتَشِمَةَ ، قَالَ: إِلاَّ مِنْ دَاءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَالحَالُّ وَالمُحَلَّلُ لَهُ، وَمَانِعُ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ، وَلَمْ يَقُلْ لَعَنَ.
    المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي (8/ 67)
    5149- حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ، قال: حَدَّثنا خَلَفٌ، يَعْنِي ابنَ خَلِيفَةَ، عَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَالوَاشِمَةَ، وَالمُوتَشِمَةَ ، وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ، وَلَمْ يَقُلْ لَعَنَ صَاحِبَ).


    وقبله ذكر حديث عائشة، فليس فيه متابعة لابن ميسرة!، وليس في سياقه متابعة.


    وذكر أيضا في السنن الكبرى للنسائي (8/ 71)
    (الْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ
    8666 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا ذَلِكَ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِ مَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»)
    ولم يذكر معه في الباب حديثا آخر.

    نعم حين ذكره في عمل اليوم والليلة (ص: 409، رقم: 640) وهو الموضع الذي أراده الحافظ: قرنه كما ذكر الحافظ.
    نعم، قال في السنن الكبرى (7/ 419) بعد إيراده حديث عمل اليوم والليلة: (أَبُو إِسْحَاقَ: لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الْحَارِثِ إِلَّا أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ لَيْسَ هَذَا مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَخْرَجْنَاهُ لِمُخَالَفَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ لِإِسْرَائِيلَ، وَلِعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ لَيْسَ بِذَاكَ فِي الْحَدِيثِ، وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ أَصْلَحُ مِنْهُ).



    فأنت ترى أن النسائي أفرده في بعض الأبواب كباب (الْمُرْتَدّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ) وهذا علامة على الاحتجاج به التي قصدها الذهبي رحمه الله تعالى.
    وكأن الحافظ لم ينظر إلا إلى السنن الصغرى

    والله أعلم

  3. #3

    افتراضي رد: الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

    مسند البزار = البحر الزخار (3/ 62)
    820 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
    وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: نا مُحَاضِرٌ، قَالَ: نا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ،
    821 - وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ [حديث أبي سعيد الأشج (ص: 57)]،
    قَالَ: نَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ الْأَيَامِيُّ [صدوق يخطئ]، قَالَ:
    نا مُجَالِدٌ [بن سعيد، ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره]،
    عَنْ عَامِرٍ [هو الشعبي]،
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [صحابي]
    وَعَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ:
    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لَعَنَ عَشَرَةً آكِلَ، الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَة َ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ.

  4. #4

    افتراضي رد: الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة

    فإن قيل : أليس للحديث شواهد ؟
    قيل : ذكر لعن لاوي الصدقة لم يرد إلا في هذا الحديث ، وحتى لعن المرتد أعرابياً بعد الهجرة لم يرد إلا في هذا الحديث - حسب علمي القاصر - والله أعلم
    شواهد هذا المعنى كثيرة
    منها ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 374، رقم: 9919):
    حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ [هو ابن مسعود]: مَنْ لَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ.
    ورقم 9921- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ [هو ابن مسعود]: مَا مَانِعُ الزَّكَاةِ بِمُسْلِمٍ.

    وفي صحيح البخاري (2/ 106): (باب إثم مانع الزكاة
    وقول الله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} [التوبة: 35])
    وذكر حديثين.
    وكذا مسلم في صحيح مسلم (2/ 680): (بَابُ إِثْمِ مَانِعِ الزَّكَاةِ)

    نعم، ذكر فيهما حديثا طويلا في عذاب مانع الزكاة وفيه: (كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)
    وليس في الصحيحين في هذا الموضع عن عبدالله بن مسعود شيء، لكن فيه عن غيرهما عن ابن مسعود، وليس فيها ما يدل على التوقف فيه، ففي:
    سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (3/ 6) بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ، إِلَّا مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، حَتَّى يُطَوِّقَ عُنُقَه" ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الْآيَةَ [آل عمران: 180].


    وفي سنن الترمذي ت بشار (2/ 5)، وذكر حديث عن أبي ذر، وفي آخره: (كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ)، ثم قال:
    (وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلُهُ.
    وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لُعِنَ مَانِعُ الصَّدَقَةِ.
    وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ).

    نعم، إن فهم من حديث اللعن: الكفر فلا، بل حاله كآكل الربا والواشمة ونحوهما، الذي عملوا كبائر تستوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله.

    وفي صحيح ابن خزيمة (4/ 8) من طريق عامر العقيلي بسنده إلى:أَبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، ... وَأَمَّا أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ ".
    وفي السنن الصغرى للنسائي (4/ 461): عَن أَبي هُرَيرَةَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَاسْتُخْلِفَ أَبو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، قَالَ عُمَرُ، لأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَالله لَوْ مَنَعُوني عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، قَالَ عُمَرُ: فَوَالله مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَرَحَ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ.







    وأما الردة فحالها أوضح من حال مانع الزكاة!
    فلا نكارة فيهما، ولهما شواهد.


    والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •