المرأة والتربية الأسرية للأبناء


سحر شعير



يقع على المرأة في العصر الحالي مسؤوليات كثيرة، فهي لم تعد ربة المنزل فقط؛ كالعهد السابق من حيث المسؤوليات مثل: تنظيف المنزل وطهي الطعام، ولكن أصبح دورها الآن منوط بالعديد من المسؤوليات منها على سبيل المثال وليس الحصر: الاهتمام بترتيب المنزل، وطهي الطعام والاستذكار للأبناء، وترفيههم والاهتمام بالأنشطة الرياضية والدينية وغيرها من المسؤوليات التي وقعت على عاتقها مؤخراً نظرا لاهتمام الآباء بالجانب المادي بسبب غلاء المعيشة.



لذلك يشتمل الجانب التربوي للمرأة بالنسبة لأولادها علي بعض الأسس التربوية والروحية:

ومنها حسن التعامل، أي أن معاملة الابن معاملة حسنة تنمي به صفة الاعتزاز بالنفس، وعدم تقبلها للمهانة من الآخرين فهذه إحدى الشخصيات الإسلامية التي يجب علينا زرعها بالأبناء، كما وصانا ديننا العظيم، أن تشتمل التربية على التأدب في التصرفات والأفعال واحترام الكبير والعطف على الصغير، والتأدب أثناء الحديث بحيث لا يشتمل على الألفاظ الجارحة أو الألفاظ الحديثة كما نسمعها بين الشباب الآن، وحينما نحدث الشباب يخبروننا بأنها ألفاظ العصر الحديث، وهي ليست من التربية السوية بالفعل ولا من آداب الحديث.



أولاً:الأسس التربوية التي يجب على الآباء الاهتمام بها:

1. تقوية شخصية الابن: من خلال تنمية مواهبه من القراءة أو الرسم أو الرياضة، أي من خلال تنمية إحدى الهوايات التي يحبها مع مراعاة وجود اختلافات فردية بين الأبناء بالنسبة للهواية.

2. تنمية الجرأة الأدبية: من خلال مصارحته للأم بأخطائه، وتنميه حب الصراحة لديه، وعدم الخوف من ارتكاب أي خطأ وأنه سيعاقب عليه عقابا صارما من جهة الآباء.

3. تنمية روح التعاون: من خلال تعاونه في المنزل مع أخوته في ترتيب سريره عند الاستيقاظ، وترتيب مكتبه وحجرته، والتعاون مع زملائه في ترتيب فصله، وعدم إلقاء القمامة أو الفضلات على الأرض، فهذه الروح لها كبير الأثر في نفوس الأبناء؛ فهي تعمل على تعلمهم المسؤوليات والمشاركة بالرأي ووضع خطة لإنجاز المهام المكلفين بها بقدر استطاعتهم.



ثانياً: الأسس الروحية التي يجب على الآباء الاهتمام بها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل مولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه" متفق عليه، رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

أي أن الآباء هم الذين يزرعون الوازع الديني للابن فمن شب على شيء شاب عليه، كما أننا مكلفون بهذه التربية وبثها ووعيها للأبناء من خلال معاملاتنا معهم، ومع الغير فهم يتعلمون مباشرة من الآباء.



1. زرع الإيمان: كما في قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ، يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"سورة النحل آية 10، 11 وفي الآية 13:" وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" ومن هذه الآيات الكريمات نستدل على أن الاختلاف في تربية الأبناء يعود لاختلاف ثقافة ووعي الآباء فنحن المكلفون بهذا الزرع والنبت لنيل الأجر والثواب بإذن الله تعالى.



2. زرع الخشوع والتقوى:

إن تعليمنا الأبناء أداء الفرائض فقط تكون تربية غير مكتملة بل الخشوع والإخلاص في هذه العبادات لهو الهدف السامي من آدائها وليس كمجرد تمارين رياضية نكررها خمس مرات باليوم، ولكن الإخلاص في أدائها إتقانهالمن أعظم الدروس العملية لهم مع التركيز على ذلك في تعليمنا إياهم هذه الفرائض،كما في قوله تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَالَّذِينَ هُمْفِيصَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ { سورة المؤمنون آية 1-2.



3.زرع الخوف من الله ومراقبته:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك[ رواه مسلم

ومن أعظم القصص التي يجب أن ننشئ أبناءنا عليها قصة بائعة اللبن التي ذكرت والدتها بعقاب الله سبحانه وتعالى من غش اللبن، وإننا نصنع ذلك من أجل الثواب، وليس الخوف من البشر، وإنما للخوف والرهبة من الله سبحانه وتعالى وتنشئة الأبناء على أن الله عز وجل يرانا في كل مكان، وأن خوفنا الكبير يكون من الله عز وجل وليس من الآباء أو المعلمين أو كل رئيس بالعمل فالتقوى والإخلاص هي مفاتيح الجنة.

لذلك تقع على الأمهات هذه المسؤوليات العظيمة وبالأخص الدينية حتى نفوز بمرضاة الله عز وجل واللحاق بالصحابة الكرام في جنات الخلد.