المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
هناك أمور من التوحيد لا يصح إسلام أحد إلا بها، هناك أمور لا يمكن أن يكون مسلما إسلاما صحيحا إلا إذا علمها، هذا العلم هو الذي دل عليه معنى الشهادتين، الأصول التي دلت عليها الشهادتان، الفهم المجمل للشهادتين، و العبادات المستركة بين جميع الأمم، هناك عبادات موجودة مع الإنسان من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، يفعلها كل إنسان مسلما أو كافرا، يفعلها اليهودي و النصراني و المسلم و البوذي و المجوسي، و هي أصل فى عبادة المعبود بالدعاء و التوكل و الاستعانة و اعتقاد أنه يعطيه و ينفعه ... هذا لا يوجد أحد لا يفهمه أبدا، الدعاء كل يدعو بها معبوده، فلا بد أن يعرف إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله أن الإله هو الذي يعبد و هو الذي يدعى و يتوكل عليه و يستعان به، هذا لا يمكن أبدا أن يوجد مسلم لا يعرفه،............ من دخل في الإسلام و قال الشهادتين لا بد أن يكون عالما بهذا، و إن خالفه فلا حجة له و الحجة قائمة عليه بمعرفته معنى الشهادتين، والله أعلم. ---أما إذا كان في الشرك الجلي و هو عبادة غير الله فهذا كافر و ليس داخلا في العذر بالجهل . و هذا الذي قلت لكم ، أنه قد يكون الأصل عاما و يأتي من يدخله في الأصل و هو ليس داخلا فيه ، لأن هذا ليس بجاهل . قلنا إنه عرف معنى لا إله إلا الله الرسولي ، و عِلمُه بها يكفي في إقامة الحجة عليه لأنه وقع في الشرك الجلي الذي هو عبادة الطاغوت . و هو عبد غير الله مع الله ، هذا لا نقول : نُفهمه ، هذا نحكم بكفره بعينه.
سئل الشيخ صالح ال الشيخ - س/ لماذا لم يبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشرك للصحابة قبل أن يقعوا فيه في حديث ذات الأنواط؟
ج/ من المعلوم أنَّ الشريعة جاءت بالإثبات المفصَّل والنفي المجمل، والنفي إذا كان مجملا فإنه ينبني تحته صور كثيرة يُدخلها من فهم النفي في الدلالة، فلا يحتاج مع النفي على أن ينبه كل فَرد فرد.
لهذا نقول من فهم لا إله إلا الله لم يُحتج إلى أن يفصل له كل مسألة من المسائل، فمثلا النذر لغير الله ليس فيه حديث النذر لغير الله شرك، والذبح لغير الله ليس فيه حديث الذبح لغير الله شرك، ونحو ذلك من الألفاظ الصريحة, وهكذا في العكوف عند القبور، أو العكوف والتبرك عند الأشجار والأحجار، لم يأتِ به الشيء الصريح؛ لكن نفي إلهية غير الله جل وعلا يدخل فيها عند من فهم معنى العبادة كل الصور الشركية.
ولهذا الصحابة - رضي الله عنهم - فهموا ما دخل تحت هذا النفي, ولم يطلب ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط إلا من كان حديث عهد بكفر؛ يعني لم يسلم إلا قريبا، وهم قلة ممن كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيره إلى حنين.
والإثبات يكون مفصلا, وتفصيل الإثبات:
تارة يكون بالتنصيص.
وتارة يكون بالدلالة العامة من وجوب إفراد الله جل وعلا بالعبادة مثلا، ?اعْبُدُوا [اللَّهَ](1) مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ?(2) ونحو ذلك من الآيات.
والأدلة الخاصة بالعبادة كقوله ?يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا?[الإنسان:7]، وكقوله ?فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ?[الكوثر:2]، وكقوله ?تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ?[الأنفال:9]، فهذه أدلة إثبات تثبت أن تلك المسائل من العبادات، وإذا كانت من العبادات فنقول لا إله إلا الله يقتضي بالمطابقة أنه لا تصرف العبادة إلا لله جل وعلا.
إذن فيكون ما طلبه أولئك من القول الذي يعملوه راجع إلى عدم فهمهم أن تلك الصورة داخلة فيما نُفي لهم مجملا بقوله إله إلا الله. [كفاية المستزيد]