السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل جملة "سيماؤهم في وجوههم" تساوي "سيماهم في وجوههم" من حيث الرجاحة اللغوية أم أن التعبير الأول لايجوز؟ .بارك الله فيكم أساتذتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل جملة "سيماؤهم في وجوههم" تساوي "سيماهم في وجوههم" من حيث الرجاحة اللغوية أم أن التعبير الأول لايجوز؟ .بارك الله فيكم أساتذتنا
جاء ذلك في كشاف الزمخشري .
وفي تفسير أبي السعود لسورة الفتح قوله :
{سِيمَاهُمْ} أي سَمْتُهم. وقُرِىءَ سيماؤُهم بالياءِ بعد الميمِ والمدِّ وهما لغتانِ، وفيها لغةٌ ثالثةٌ هي السيماءُ بالمدِّ وهُو مبتدأٌ خبرُهُ {فِي وُجُوهِهِمْ} أيْ في جِبَاهِهم .
فالقولان اللذان سألتَ عنهما جائزان
وبالله التوفيق
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وتوضح عبارة الكشاف عبارة تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (8/ 114){سيماهم} أى سمتهم.
وقرئ سيمياؤهم بالياءِ بعد الميمِ والمدِّ وهما لغتانِ.
وفيها لغةٌ ثالثةٌ هي السيماءُ بالمدِّ
انتهى
فيظهر منها أنه لم يقرأ باللغة الثالثة المسئول عنها، لكن يعكر على هذا ما وقع في البحر المحيط في التفسير (10/ 66)، وتبعه تلميذه في الدر المصون (10/ 175)، وابن عادل في اللباب (18/ 337): (وَقَرَأَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: بِسِيمَائِهِمْ، [وَالْجُمْهُورُ: بِسِيماهُمْ])
كذا وقع لهم في هذا الموضع، وأشار المُعْرِبُ في الدر المصون (10/ 175) بأن الكلام تقدم على هذا الموضع فقال: (وتقدَّم الكلامُ على ذلك في آخر البقرة)
ولم يورد في آخر البقرة إلا قوله (2/ 622): (ويقال «سِيمِيا» بياء بعد الميم، وتُمَدُّ كالكيمياء. وأشد:
1087 - غلامٌ رماه اللهُ بالحُسْنِ يافعاً ... له سِيمِياءُ لا تَشُقُّ على البصَرْ).
فيفهم من هذا أن قراءة حماد بن أبي سليمان: (سيميائهم)، فتوافق ما ذكره الزمخشري وغيره، ويكون ما فيها تصحيف.
وقد يشير إلى أن ثمة قراءة: ما ذكره الفراء في كتاب فيه لغات القرآن (ص: 41)، والطبري في تفسيره (5/ 27) ونحوه (10/ 225):
({تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ}، هذه اللغةُ القُرَشِيَّةُ.
ولغةٌ أخرى: «بِسِيمَائِهِمْ ».
وثَقِيفٌ وبعضُ الأَسْدِ يقولون: «بِسِيميَائِهِم ْ».
وأَنْشَدَنِي بعضُهم:
غُلَامٌ رَمَاهُ اللهُ بِالْحُسْنِ مُقْبِلًا ... لَهُ سِيميَاءٌ لَا يَشُقُّ عَلَى الْبَصَر)
فقد يشير بذلك إلى وجود قراءة، أقول: قد!
والحاصل أن في هذه الكلمة عدة لغات، أشهرُها:
السِّيْمَى: وهي لغة قريش، وقرأ بها السبعة.
والسِّيميَاء: وهي لغة ثقيف وبعض أسد، وقُرِئَ بها، والظاهر أنها ثراءة حماد بن أبي سليمان.
والسيماء: وهي لغة لبعض العرب، وذكر أبو حيان أن حماد بن أبي سليمان قرأ بها -إن لم يكن وقع تصحيف في كتابه-
والله أعلم