هل جاء محمد بن عبد الوهاب شيخ الإسلام بجديد
الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله:
مِن حق الشيخ محمد بن عبد الوهاب علينا أن ننصفه؛ لأنه لم يقل، ولم يفعل، إلا ما يستحق الإنصاف، بل والإشادة به، والدعاء له.
إن الرجل- بأدب جم، وتواضع شديد، ورغبة خالصة فيما عند الله- كان يقول لنا في كل موقف: إنه لم يأت بجديد، ولم يبتدع شيئا من عنده، وإنه متبع لا مبتدع، منطلق من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية، وأن مرد كل آرائه، وأقواله وأعماله الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
فما بال بعض الناس يعمدون إلى ظلم هذا الرجل؟!
وأنا أحيانا أسأل –متعجبا- نفسي: لم يظلمونه؟!.
وكيف يظلمونه؟!
وما الذي يحملهم على ظلمه، ومنهجه هو منهجه الذي ألمحنا إليه؟!.
أتراهم يرفضون منهج التشبث بكتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح، ويريدون منهجا آخر يتجاوز القرآن والسنة. ويسقط عليهما من الأهواء والانحرافات، ثم يزعمون – بعد ذلك- أن منهجهم منهج إسلامي!!.
إنه موقف يدعو إلى الحيرة ويبعث على البحث فيما وراء المواقف والكلمات!.
والحق: أن هذا هو الفرق بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وبين خصومه هداهم الله، الذين هاجموه، جهلا ما يدعو إليه تارة، وعن علم تارة أخرى.
وسواء أكان ذلك عن جهل أم عن علم، فإنه رفض لمنهجه الذي يتشبث فيه بالانقياد الكامل للكتاب والسنة، فأصحاب الأهواء والانحرافات يرفضون هذا الانقياد، حتى وإن جادلوا لكي يبقوا في دائرة الإسلام، محاربين كل من يحاول تبصيرهم بأنهم -عرفوا أو لم يعرفوا - يخرجون عن الإسلام؛ لأنهم يجعلون "العقل" مكان الوحي، و "الهوى" مكان النص، و "الضغوط العصرية" مكان الثوابت الإسلامية، ويريدون - أدركوا أو لم يدركوا- أن يدور الكتاب والسنة وراء تقلبات العصور، منقادين لا قائدين، يتكيفان وفق متقلبات الآراء والأفكار والسلوكيات، حتى ولو خرجت على نواميس الفطرة ... ولا يكيفان الحياة وفقا لما أنزل الله.
الحركة الوهابية ص ٢