ج: نعم، جاء هذا الحديث بإسنادٍ جيِّد، رواه الترمذي وغيره:
إنه لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه بما صنعه أهله وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله 
وعذبة السوط طرف السوط، والمعنى أنه يكون في آخر الزمان شيء يجعل في السوط، أو في العصا أو نحو ذلك، يترتب عليه حفظ كلام الأهل، وذلك كالمسجلات التي وقعت، فهي من هذا الباب، وقد تجعل في السوط، وتجعل في العصا،
|
( الجزء رقم : 29، الصفحة رقم: 292) |
|
وقد تجعل في شبه ساعة في البيت صغيرة، وقد يجعلها الإنسان في عضده، كل هذا واقع، وإذا جعل المسجل في البيت عند أهله، وحول أهله، سجل عليهم كل ما يقولون، وأمَّا الفخذ، فقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وسيقع ولم نسمع به الآن، ولكنه الآن قد يقع كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولأنه أخبر بأشياء عليه الصلاة والسلام، قبل أن تقع فوقعت كما أخبر، وهذا يدل على أن الله أوحى إليه من السماء وأخبره؛ لأنه لا يعلم الغيب، وإنما يخبر بما خبّره الله به، كما قال سبحانه:
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
(1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى
(2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى
(3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
. وقوله:
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ
يعني محمدًا عليه الصلاة والسلام
وَمَا غَوَى
يعني ليس بضال: وهو الجاهل، وليس بغاو: وهو الذي يعمل بخلاف العلم، بل هو رشيد مؤمن، عالم بما أوحى الله إليه، عليه الصلاة والسلام
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى
يعني ليس ممن ينطق عن هواه وشهوته بغير علم ولا هدى، وإنما ينطق عن علم وعن وحي من الله عز وجل، أوحاه الله إليه عليه الصلاة والسلام. |
( الجزء رقم : 29، الصفحة رقم: 293) |
|
http://webcache.googleusercontent.co...&ct=clnk&gl=sa