قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله [الشرح الممتع 14:415] :
ومن قال إن النصراني, او اليهودي أخ لي فهو مثلهم, يكون مرتداً عن الإسلام, لأن هؤلاء ليسوا إخوة لنا, الأخوة تكون بين المؤمنين بعضهم لبعض (إنما المؤمنون إخوة) اما هؤلاء فليسوا إخوة لنا.
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله [الشرح الممتع 14:415] :
ومن قال إن النصراني, او اليهودي أخ لي فهو مثلهم, يكون مرتداً عن الإسلام, لأن هؤلاء ليسوا إخوة لنا, الأخوة تكون بين المؤمنين بعضهم لبعض (إنما المؤمنون إخوة) اما هؤلاء فليسوا إخوة لنا.
كلمة الأخ من المشترك اللغوي، ويحكم بها بحسب المعنى المختار من معانيها
فإن كان المقصود أخوة الدين: كان كلام الشيخ قريبًا.
أما أخوة النسب، كأن ينتسبوا لجد واحد فما المانع من إطلاقها؟!
قال تعالى: {وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً}، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}
قال الزمخشري في الكشاف (2/ 116): ({أَخاهُمْ} واحداً منهم، من قولك: يا أخا العرب، للواحد منهم).
وقال القرطبي (11/ 100) في تفسير قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هارُونَ}: (اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْأُخُوَّةِ وَمَنْ هَارُونُ؟ فَقِيلَ: هُوَ هَارُونُ أَخُو مُوسَى، وَالْمُرَادُ مَنْ كُنَّا نظنها مثل هرون في العبادة تأتي بمثل هذا. قيل: على هذا كانت مريم من ولد هرون أَخِي مُوسَى فَنُسِبَتْ إِلَيْهِ بِالْأُخُوَّةِ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلتَّمِيمِيِّ: يَا أَخَا تَمِيمٍ وَلِلْعَرَبِيِّ يَا أَخَا الْعَرَبِ).
وقال تعالى: {إنّ ابني من أهلي}، فسماه ابنًا.
فلو أطلقت الإخوة وأريد بها الأخوة الإنسانية: فلا أظن بها محظورا شرعيا.
وربما كان لنا تأمل فيما لو أطلقت وأريد بها الأديان السماوية، فالصحابة حزنوا لانتصار الفرس، وفرحوا لانتصار الروم، كما قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)}
فإطلاق القول بأنه خطأ فضلا عن كونه ردة فيه نظر.
لكن الخطورة ليست في كلمة تقال
بل ما يريغونه من تمييع دين الله، وتنازلات ثم تنازلات إلى ...!!!!
والله أعلم.
بارك الله فيك، ولكلام الشيخ تتمة:
قال عقب ما نقلته: (فإذا قال قائل: إنهم إخوة لنا في الإنسانية، قلنا: لكن هؤلاء كفروا بالإنسانية، ولو كان عندهم إنسانية لكان أول من يعظمون خالقهم ـ عزّ وجل ـ، وربهم الذي بعث إليهم الرسل، وأنزل إليهم الكتب، وحتى رسلهم بشرت بمحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [الأعراف: 157] ، وقد نقل الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ في سورة الأعراف على هذا الموضع نصوصاً كثيرة، تدل على أن محمداً ـ عليه الصلاة والسلام ـ مكتوب في التوراة والإنجيل، وهي نصوص نافعة ملزمة لهؤلاء النصارى واليهود الذين أنكروا نبوة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى عموم الناس، وقالوا: إن محمداً مرسل إلى العرب فقط، وهم كاذبون فيما قالوا، فهو مرسل إلى جميع الخلق، ونقول لهم: إذا أقررتم أنه رسول فقد قامت عليكم الحجة، وأقررتم بعموم رسالته، فأنتم إذا قلتم: إنه رسول إلى العرب فإنكم قد أقررتم بعموم رسالته إلى الخلق؛ وذلك لأنكم إذا قلتم: إنه رسول لزم من ذلك أن يكون صادقاً، وإلا لم يكن رسولاً، فإذا كان صادقاً فقد قال هو: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] وقال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «وبعثت إلى الناس كافة»
...............
أخى ماجد
اليهود أو النصارى : إن بلغهم البشير والنذير .. وخضعوا لما شرعه الله وما فرضه الله عليهم من الجزية .. فهؤلاء ليسوا بأعداء ..
هؤلاء وإنِ ارتضوا النقص والدنيّة .. بما آثروه من البقاء على ديانتهم اليهودية أو النصرانية على ما أمرهم الله به من الإيمان واتباع دين الإسلام .. إلا أنهم خضعوا لما فرضه الله ..
حثنا الله على المودة والبر بهم والقسط والعدل لهم وأحل الله لنا الأكل والشرب من طعامهم وحسن المعاشرة فى صحبتهم والتعامل معهم وعدم الإساءة إليهم ..
{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ }
أما :
من امتنعوا عن دفع الجزية .. بعد أن بلغهم هذا الدين وعلموه علم اليقين فكفروا به وكذبوه وصدّوا عنه وحاربوه .. فهؤلاء هم أعداء الإسلام ..
هؤلاء يحاربون شريعة الله ويصدون عن دين الله ولا يخضعون لما فرضه الله ..
هؤلاء يريدون أن يطفئوا نور دين الله يقاتلون المسلمين ويسفكون دماءهم ويخرجوهم من أرضهم وديارهم وينتهكون حرماتهم ومقدساتهم ويستبيحون ثرواتهم وأموالهم ..
أمرنا الله بحربهم وقتالهم .. وإخراجهم من حيث أخرجونا ..
ونهانا الله عن المودة أو البر بهم أو الإحسان إليهم وحذرنا الله من التعامل معهم وأمرنا بالشدة والغلظة بهم وألا نتخذ منهم بطانة أو أنصاراً وأولياء وألا نساندهم بالأقوال أو الأفعال أو بالثروات والأموال ..
{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ }
........
ولكم تحياتى وخالص دعواتى
جزاكم الله خيرا