إذا وقعت الواقعة


أبو الهيثم محمد درويش


{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} :
إذا قامت القيامة وأصبحت واقعاً معايناً وحقيقة معاشة , ساعتها سيرتفع شأن أقوام وينخفض أخرون , يوم ترتج الأرض وتتزلزل , وتندك الجبال الشاهقة حتى تصبح الأرض مستوية كأن لم تكن فيها جبال من قبل , وكأن الجبال كانت هباء
وسط هذا الهول العظيم يجب على الإنسان أن يتساءل : أين سأكون؟؟؟ وماذا قدمت ؟؟؟
قال تعالى:
{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا (6)} [الواقعة]
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها، وهي القيامة التي
{ { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } } أي: لا شك فيها، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية، ودلت عليها حكمته تعالى.
{ {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} } أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.
{ {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا } } أي: حركت واضطربت.
{ {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا } } أي: فتتت.
{ {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} } فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.