ليس كل الأطفال عباقرة



التفوق والبروز في المواهب والقدرات الذهنية، أمنية يسعى كل الآباء والأمهات إلى تحقيقها في أبنائهم، وقد يحالفهم النجاح أحياناً في تحقيق ذلك إذا توفرت لدى الطفل مقومات هذا التفوق وأسسه، وساهم الأبوان في صقل ما لديه من مواهب وإبرازها.
لكن الخطأ الذي يقع فيه بعض المربين هو الإصرار على تحقيق هذا التفوق والموهبة من بعض الأطفال غير المؤهلين لذلك، ويؤدي هذا الأسلوب إلى نتيجة عكسية حيث يصل الطفل إلى قناعة خاطئة وهي أنه أقل قدراً من إخوانه أو أقرانه المتفوقين البارزين، أو أنه طفل فاشل، مما يسبب له أضراراً نفسية كثيرة، وربما قعد به هذا الاعتقاد عن نيل ما يمكنه تحقيقه، واحتقار ما لديه من قدرات قابلة للنمو والتطوير.
لابد أن نفهم أولاً أن الله عز وجل خلق الخلق متفاوتين في عقولهم وأفهامهم وقدراتهم ومواهبهم لحكمة عظيمة. وأن شيئاً من قدرات الطفل وذكائه يمكن تطويره والنهوض به، إذا اتبعت الأساليب المناسبة وتوفر الجو الملائم لذلك. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه باستطاعتنا أن نجعل من كل طفل عبقرياً!
وإذا تقرر هذا فلا ينبغي أن يقارن الأبوان كثيراً بين أبنائهم مع تفاوتهم في القدرات والاستعدادات الذاتية، ولا أن يفعلوا الشيء نفسه مع أقرانهم ما دام الطفل لم يقصر وبذل ما في وسعه.
أما التقصير والإهمال عند من تتوفر لديهم عوامل التفوق، فذلك أمر آخر ينبغي علاجه، وكما قيل:

ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
إن الموهبة كاسمها.. هبة من الله تعالى أولاً، ثم هي بعد ذلك استعداد ذاتي وقدرة كامنة لا تأتي بالقوة أو المال، وكلٌّ ميسر لما خُلق له.
منقول