مساجدنا والهواتف النقالة


د. عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون


يمكن للمسجد أن يستفيد من اتصالات الهواتف النقالة؛ فهناك الكثير من الشركات التي تقوم بإرسال رسائل قصيرة على الهاتف الجوال إلى شريحة كبيرة من عملائها، وغير عملائها، من باب الدعاية والتسويق، كما أن هناك جهات دعوية تقوم بتوظيف الهاتف النقال عن طريق إرسال رسائل قصيرة، تذكّر فيها بأوقات الصلاة، وبعض كلمات الحكمة، وأحكام معينة تقتضيها المناسبة.
ويمكن لمسجد الحي كذلك أن يقوم بهذا النشاط، بالرسائل أو باستخدام الواتس أب، في محيط مساحته التي يوجد فيها، والتزويد بالمعلومات لكل من له رغبة في متابعة أعمال المسجد ومستجداته، وأحداث الحارة من دروس ومحاضرات عامة، سواء المقامة في المسجد القريب منهم أم في عموم المنطقة، وكذلك أخبار بعض أهل الحي من ساكن جديد، أو مرض أحد الجيران، أو حدوث وفاة، وغير هذا مما يحسن بأهل الحي معرفته.
ويمكن أن تحمل بعض هذه الرسائل تفسيرا لبعض الآيات، أو نصوصا من الأحاديث، فضلا عن رقائق الأقوال، ولطيف الأشعار، وبيان بعض الأحكام الموسمية، مثل: أحكام الصيام، وزكاة الفطر، وصيام النوافل، وأحكام الأعياد, والتذكير بالأوقات الفاضلة، والأعمال التعبدية كقراءة سورة الكهف والدعاء، والإعلان عن الفعاليات التي ترفع من المستوى الثقافي والفكري والعلمي.
فعالية الهاتف النقال ورسائله في الحي، تتطلب الحصول على إذن من جميع من يرغب في المشاركة والإخبار عن الأنشطة، وكذلك استلامها، وهذا يعني تخصيص جوال محدد لهذا الأمر.

عند استلام اتصال أو رسالة يكثر رنينه أثناء الصلاة؛ فصار أمرا معتادا أن تسمع بين فترة وأخرى الإمام بعد كل صلاة يحدّث، ويكرر الرجاء من جماعة المصلين، ضرورة إقفال الأجهزة، وعدم إزعاج المصلين بأصواته، ومع أن تجاوب المصلين جيد، إلا أنه ولحد الآن نسمع، ولو بنسبة قليلة جدا، صوت الهاتف النقال، بالرغم مع وضع اللوحات التذكيرية بوضعه على حالة الصامت أو إقفاله، مع التفنن في تصميم هذه اللوحات، والتفاوت في اختيار عباراتها، ما بين هادئة وما بين مؤنبة؛ فنقول هنا للإمام: أرفق بمن يصدر هاتفه أصواتا وقت الصلاة؛ فقد علم الجميع ضرورة ذلك، ولا تضع المصلين في حرج نتيجة سهوهم أو نسيانهم، ونقول للمصلي: أثابك الله؛ تأكد من وضعية الصوت قبل دخولك المسجد.