بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد:
فقد ذكرت في موضوع سالف سر جمع الضدين (http://majles.alukah.net/t164563/). و الآن أشارككم بقصيدتي: (سر جمع الضدين في الوحيين و الكونين) و المكونة من 150 بيتاً.
المقصود بالوحيين القرآن الكريم و السنة الشريفة و المقصود بالكونين عالم الغيب و عالم الشهادة.
منهجي في القصيدة: أذكر مثالاً على جمع الضدين ثم أتبعه بذكر أسماء السور التي ورد فيها ذلك المثال أو كتب السنة التي ورد فيها ذلك المثال.
للقصيدة شرح سميته: (إتحاف الثقلين بشرح سر جمع الضدين في الوحيين و الكونين) لكني لن أنشره الآن.
القصيدة
الحمد لله عليم السـرِ *** و الجهر ربنا الإله البر
ثم الصلاة بعد و السلامُ *** على محمد هو الإمام
و الآل و الأصحاب و الأتباعِ *** أهل الندى و السيف و اليراع
فهذه أرجوزة مبينةْ *** كأنها لقارئ سفينة
بها ركوب بحر علم زاخرِ *** رُبّانها يصطاد كل فاخر
مفيدة لقارئ و ممتعةْ *** فيها الفرائد و الفوائد مترِعة
و الآن بسم الله أبدأ السفرْ *** ركز معي أخي كي تبلغ الظفَـر
الله رب العالمين كلهمْ *** له تدبير خلقهم و أمرهم
الله رب العالمين خالقُ *** ثم الحبوب و النواة فالق
الله ربنا هو الإلـهُ *** و لا إله في الورى سواه
الله ربنا هو الملكْ *** ما ضره جحود من أُفِـك
الله ربنا هو المليكُ *** و ما له في ملكه شريك
و مالك الملك بلا منازعْ *** ملك الملوك ملكَهم فنازعْ
هو ربنا المقتدر القديرُ *** و القادر الخلاق و الخبير
هو ربنا العلام و العليمُ *** و العالم القهار و الحكيم
قدرته و علمه قد كَمُلا *** فمنشئ و مبدع ما جَمُلا
الله ربنا تقدست أسماؤهُ *** على الدوام أبهرت آلاؤه
آياته قد ملأت آفاقا *** يجحدها من أشرب الشقاقا
قرآننا كتابه المسطورُ *** و كوننا كتابه المفطور
و كوننا كتابه المنظورُ *** و الغيب علم إلهنا المحظور
مقتدراً قد جمع الضدينِ *** و ذكره قد جاء في الوحيين
و كوننا حقاً بذاك شاهدُ *** و ناطق فلا يضر جاحد
في ديننا الوحي هو القرآنُ *** و السنة الغرا هما التبيان
عرفت هذا السر من وليدِ *** أنعم به من شاعر مجيد
ذكره إمامنا الصابوني *** أكرمني بالعلم و الماعون
في صفوة التفسير للقرآنِ *** أمدني بالفهم و البرهان
ذكره في سورة يسِ *** أكرم به و بعلمه المتين
لا تنسينْ إشارة لطيفةْ *** أوردها ابن سعدي ظريفة
ذكرها مفسراً لفاطرِ *** فكان مثل غيم ماطر
من قبلهم ذكره محمدُ *** من نسل حيان المسدد
ذكره في بحره المحيطِ *** في شرحه المفيد و البسيط
من قبلهم ألقى عبيد لغزا *** على امرئ القيس فصاد المغزى
و ربما ذكره من قبلهمْ *** ابحث أخي حتى تُجَلّـيَ أمرهم
و سرنا في عالم للغيبِ *** و شهادة فلا تكن ذا ريب
و سرنا لم يأت بالتصريحِ *** و إنما قد جاء بالتلميح
فالسر كان باطناً خفيا *** و الآن أضحى ظاهراً جليا
بهذا السر أفحم اليهودا *** و كافراً و ملحداً جحودا
و سرنا قد أفحم النصارى *** و المشركين زادهم خسارا
فهذا السر يثبت النبوءةْ *** لنبينا الأمي ذي المروءة
يفهمه الأمي و الذكيُ *** و عالم و جاهل غبي
و بعدما عرفت هذا السرا *** بحثت عنه بالفؤاد دهرا
جمعت أمثلة من الوحيينِ *** و مثلها أيضاً من الكونين
و الآن أشرككم بما وجدتُ *** فتعلمون كم غزالاً صدت
و الله قد وفقني في الصيدِ *** لولاه لم يمسك بهن قيدي
ماء و نار في سحاب جمعا *** و في الكتاب آية لمن وعى
بقرة و النور ثم الرومُ *** تبارك المولى هو القيوم
و البحر في قيامة سيسجرُ *** سبحان ربي بالمحامد يذكر
قد جاءنا في الطور و التكويرِ *** الحمد لله على التنوير
و الغصن مخضر بماء ساري *** قد جذ منها موقداً للنار
و ذكره قد جاء في يسِ *** الحمد لله على التبيين
بالرعد سيل جريه بالزبدِ *** و النار مازت حلية من زبد
تنور نوح موضع للنارِ *** قد فار ماء مؤذناً بقرار
اقرأه حقاً يا أخي بهودِ *** حافظ على الميثاق و العهود
أعداء نوح أهلكوا فأغرقوا *** ثم الجحيم أدخلوا فأحرقوا
اقرأه حقاً يا أخي بنوحِ *** كن داعياً كبلبل صدوح
و مثلهم فرعون ذو الأوتادِ *** و قومه الراعون للفساد
اقرأه حقاً يا أخي بالإسرا *** و غافر و كن فكاك أسرى
ماء و نار أتيا في الواقعةْ *** إن الوجوه حينذاك خاشعة
النار أضحت للخليل بردا *** بقول كن تجلى الله فردا
النار أيضاً أصبحت سلامةْ *** تبدلت أخطارها كرامة
في الأنبياء ذكرها قد وردا *** افهم كتاب الله تؤتى المددا
و قوم موسى قد نجوا باليمِ *** و قوم فرعون فنوا بالغم
و أيكة قد أمطرت بالنارِ *** سبحان ربي الواحد القهار
في الشعراء ذكرهم قد جاءَ *** بالخير دوماً فلتكن مشاء
و قوم لوط أهلكوا بقلبها *** بكبرهم عتوا عن أمر ربها
و قد أتانا ذكرهم بهودِ *** كن مؤمناً بالله ذا صمود
و الإنس خلقهم بهذا الطيـنِ *** في الذاريات أهلكوا بالطين
و الجن أيضاً خلقوا من نارِ *** و رجمهم أيضاً بشهْب النار
و ذكرهم قد جاءنا في الحجرِ *** حافظ أخي على صلاة وتر
و الجن فيهم نسبة من ماءِ *** و ذكر ذا قد جا في الأنبياء
و نفخ صور جاءنا في الزمرِ *** ماتوا فأحيوا يا له من خبر
و اجتمع الليل مع النهارِ *** في أرضنا بحكمة القهار
و ذكره قد جاءنا في فاطرِ *** آي الكتاب مثل زهر عاطر
و مثله الصيف و ذا الشتاءُ *** قد جمعا فكان ذا الغَناء
فمعظم الأرض بها شتاءُ *** و بعض أرض صيفها كساء
قد ذكر الصيف مع الشتاءِ *** صراحة جدها بلا عناء
ذكرهما قد جاء في قريشِ *** الحمد لله على ذا العيش
و هذه الجبال منها أسودُ *** و أبيض و أحمر مُـورّد
و ذكرت صراحة في فاطرِ *** الله علام بكل خاطر
مدثر بها حمار وحشِ *** احفظ لساناً لا تكن ذا فحش
و اللون في خلق الإله يختلفْ *** لكنما تلك القلوب تأتلف
و الشعر في ألوانه الضدانِ *** فاذكر تأمل قدرة المنان
و ذكر ذا في فاطر و الرومِ *** حمداً لربي الخالق القيوم
و في الحساب جاء وجه أسودُ *** أو أبيض فمشرق مسدد
في آل عمرانٍ أتانا ذكرهمْ *** اقرأ كلام الله و افهم أمرهم
و ميت إخراجه من حي *** و عكسه قد جاءنا في وحي
في آل عمران و في الأنعامِ *** الحمد لله على الإنعام
و الماء مشروباً هو الحياةُ *** في رئة حقاً هو الممات
و مثله هواؤنا العليلُ *** لسمك هلاكه الوبيل
و ضفدع تنفست في الماءِ *** و البر أيضاً دونما عناء
و كله في سورة الأعرافِ *** لا تنسينّ يا أخا الأشراف
و البحر عذب ثم بحر مالحُ *** و فيهما لحم طري صالح
و ذكرا في سورة الفرقانِ *** و فاطر و سورة الرحمن
قد جمع الظلام و الضياءُ *** بالبرق ليلاً تلمع السماء
فلتذكرنّ صيباً فـي بقرةْ *** يا ليتني أكن غداً مع بررة
و بالحديد سور فيه بابُ *** في ظاهر و الباطن العجاب
ظاهره قد بين العذابا *** باطنه برحمة قد طابا
و السر أيضاً سائر في البشـرِ *** فاسمع أخي و كن ذا بصر
فآدمٌ حقاً نبي مكرمُ *** إبليس ضده شقي مجرم
و سورة الكهف بها الدليلُ *** الحمد لله هو الجليل
و آدم ابناه هما ضدانِ *** قد قربا فاعجب من القربان
فاذكرهما أخي بمائدةْ *** و لتطلـبنّ في دوام فائدة
إن ابن نوح كان كافرا *** أرداه ماء ثم صار خاسرا
و آزرٌ بربه لقد كفرْ *** لم ينتفع بسمعه أو بالبصر
ذكرهما قد جاءنا في هودِ *** و توبة فاعجب من المقصود
فرعون جوراً قتل الأطفالا *** قد خاف طفلاً يجلب الزوالا
فجاءه طفل ودود عاجلا *** عدوه هو اللدود آجلا
بقصص قد جاءنا ذا الخبرُ *** إن كلام الله فيه العبر
و السامري ضد موسى فاعلمنْ *** قد أفسد التوحيد أله الوثن
و ذكره قد جاءنا بطه *** طوبى لمسلم لقد وعاها
نوح و لوط لهما زوجانِ *** في النار لم ينفعهما البعلان
و زوج فرعونٍ لها المآبُ *** لجنة نعيمها ثواب
في سورة التحريم ضرب المثلِ *** كن باليقين راسخاً كالجبل
و حمزة قد ساد كل الشهدا *** أسد الإله و النبي ذي الهدى
أما أخوه خائب عمـيُ *** في نار خلد سعيه شقي
في سورة الأنعام و المسدْ *** اذكرهما و عش بلا حسد
فرعون زوراً نازع الإلـهَ *** عيسى بزور دعي الإله
بقصص قد جاءنا و مائدةْ *** ذكرهما فصد ذي الفائدة
جهنم نار و فيها بردُ *** إن هربوا منها إليها ردوا
قد جاءنا بذلك البخاري *** و مسلم فافهم علوم الباري
و بسنة قد أورد الدجالُ *** في ناره و الجنة الإبدال
رواه حبرنا الإمام مسلمُ *** حديثه ذهب سبيك ملزم
و بسنة قد جاء أهل الفترةِ *** لم يأتهم من رسل أو حجة
فيؤمرون باقتحام النارِ *** فمن أطاع كان في الأبرار
فناره قد جعلت سلاما *** فالله ربي لم يزل علاما
و من عصى سيق لها جهارا *** من أهل شقوة غدا كفارا
رواه حبرنا الإمام أحمدُ *** أكرم به فقد حواه المسند
و غيره روى لنا الحديثا *** كن شامخاً أخي و كن حثيثا
داء دواء في ذباب جمعا *** فاغمس ذباباً في إناء وقعا
و قد رواه حبرنا البخاري *** فعلمه ماء الحياة الساري
و أهل إسلام بنار عذبوا *** و فارقوها بعد ما قد هذبوا
و أدخلوا برحمة للجنةْ *** الحمد للمولى عظيم المنة
و حديثهم نقله البخاري *** صحيحه مثل الفرات جار
عيسى بحق يقتل الدجالا *** عيسى لخير لم يزل فعالا
رواه حبرنا الإمام مسلمُ *** حديثه مكرم مقدم
و شمسنا من مغرب ستطلعُ *** و حينذاك توبة لا تنفع
رواه حبرنا الإمام مسلمُ *** حديثه في صحة لا يثلم
و الآن قد آن انتهاء السفْرةِ *** هل استطعتم فك كل شفْرة؟
و إن رأيت أن تضيف زوجا *** ضدين فاركب الإقدام موجا
فمرحباً بالضيف و المُضيفِ *** أولي علم مع الرأي الحصيف
أبياتها قاف و نون في العددْ *** و ربما أتى لها بعدُ المدد
نظمتها في آخر المُحرّمْ *** في حَلْتَـغٍ تاريخها المُكرّمْ
ثم اختموا أرجوزتي بالحمدِ *** لربنا أهل الثنا و المجد
فأحمد الله لما هداني *** أشكره نوالَه أولاني
ما كنت مهتدياً لذا بغيرهِ *** أطلعني على عظيم سره
رزقني بالعلم و الدليلِ *** سترني بستره الجميل
عن شكره إن السان عاجزُ *** يا ليتني رضا إلهي حائز
ثم الصلاة بعدها تسليمُ *** على الرسول شأنه التكريم
و آله و صحبه و من تَبِـعْ *** منسمهم حتى إلـى شأوٍ رُفِـعْ
فأحمد الله على الإنعامِ *** و أشكر الله على الإسلام