المــرأة الـداعـيــة

د.بسام خضر الشطي


الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى دور المرأة المسلمة الداعية، التي تبذل جهدها في الدعوة إلى الله -عز وجل- داخل البيت، وبين الأهل والأقارب، وبين الجارات، وفي العمل، وعبر أجهزة التواصل الاجتماعي المختلفة، ومع الخادمات والعمالة المنزلية؛ فالدعوة وظيفة الأنبياء والرسل والصالحين، فهي شرف عظيم، قال تعالى: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ}(الح ج: 67)، وكلما قامت المرأة في الدعوة كان ذلك سببا لاستقامتها: {فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}(الشورى : 15)، وكلما دعت إلى الله كان ذلك أدعى للثبات على الدين، {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ}(القصص: 87)، وفضائل الدعوة كثيرة الأجر والثواب الدنيوي وطريق إلى الجنة، ففي الحديث: «لئن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم»، وفي رواية: «خير لك من الدنيا وما فيها»، وفي الحديث: «الدال على الخير كأجر فاعله» وغيرها كثير.
فكم عدد النساء اللاتي يتخرجن في الكليات الشرعية؟ أين دورهن وأعمالهن على مستوى الفرد والمجتمع؟ بل أين دورهن في الجمعيات الخيرية؟
فالبنات اليوم في أمس الحاجة إلى داعيات يقضين معهن أوقاتهن في العلم، لدحض الشبهات، وبيان الحق والصدع به، ووضع جدول مثالي لاستغلال الوقت.
وبنظرة إلى المرأة المسلمة فإنك لا تعرف ماذا تفعل؟ فالموضة جاذبة لها، ناهيك عن الأفلام والمسلسلات والأسواق، وأنظمة التواصل الاجتماعي، فضلا عن نفرتها من البيت، وليس لها هدف واضح، وتبذر في المال، ولا تحسن العلاقة مع والديها ولا مع زوجها، وتتذمر، ولا تريد أن تصبر! إلا من رحم الله -عز وجل- وقليل ما هن، وأصبحت لا تُقيم وزنا للضوابط والمحرمات، فهي تسافر دون محرم، وتتبرج، وتسمع المعازف، وتتنمص وتعمل في الوصال المحرم، وهكذا.
فوجود الداعيات في حياة الفتاة اليوم يغير كثيرا من طبائعها؛ لأن لديها القدرة في التغيير للأفضل، فانظروا إذا ذهبت إلى الحج مثلا، وخالطت أفضل النساء، أو عندما تلتحق بدور القرآن، ماذا يحدث لها؟ إنها حتما تتغير!
لذلك فإن المرأة اليوم قد فقدت مخالطة النماذج والقدوات الصالحة، وفقدت الصبر الذي يتطلب العلاج، وفقدت التوكل، وفقدت العلم الذي يعرفها الحقوق والواجبات.
إن الأعداء يخططون لإبعاد المرأة عن دينها، وساروا على هذا المخطط، ووجدوا من يؤيدهم ويشاركهم، بل وجدوا المنفذين لمآربهم من بني جلدتنا ومن خلال إعلامنا ومن خلال المؤسسات والدوائر التي ربما كانت رسمية لهذا العمل الفوضوي المدمر، ولا يخفى على أحد أثر تلك الخطط على مجتمعاتنا.
ولكن علينا ألا نيأس فالمرأة فيها الخير؛ لأنها في بيئة صالحة، ولكنها تحتاج إلى توجيه وموعظة وبيئة خصبة تعليمية وتربوية لتصحيح المسار ورسم الطريق الموصل إلى الجنة بعد رحمة الله، وطريق السعادة ومساعدتها في تحديد هدفها، والابتعاد عن اتباع الكثرة الهالكة؛ لأن هذا ليس الطريق الصحيح.

فهذه صيحة نذير من محب يريد أن يبين حجم الخطر، حتى نستشعره جميعا، ونتكاتف في إيجاد خطة واضحة المعالم؛ ليسير الجميع عليها بخطى ثابتة وإن كانت بطيئة إلى حد ما.
نسأل الله الهداية والصلاح والتوفيق للجميع.
والحمدلله رب العالمين.