تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 81 إلى 84 من 84

الموضوع: حديث : يَا عَائِشَةُ، " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْكِ الآنَ ".

  1. #81

    افتراضي رد: حديث : يَا عَائِشَةُ، " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْكِ الآنَ ".

    وقال في موضع آخر من نفس المصدر (ص 83 ):
    " أن نصوص الوعيد ، من الكتاب والسنة ، كثيرة جدا ، والقول بموجبها واجب على وجع العموم والإطلاق، من غير أن يعين شخص من الأشخاص.
    فيقال : " هذا ملعون " أو " مغضوب عليه " أو " مستحق للنار " . لا سيما إن كان لذلك الشخص فضائل وحسنات .

    فإن من سوى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يجوز عليهم الصغائر والكبائر . مع إمكان أن يكون ذلك الشخص صديقا أو شهيدا ، أو صالحا ، لما تقدم أن موجب الذنب يتخلف عنه بتوبة ، أو استغفار ، أو حسنات ماحية ، أو مصائب مكفرة ، أو شفاعة ، أو بمحض مشيئة الله ورحمته.

    فإذا قلنا بموجب قوله تعالى { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } وقوله تعالى { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } وقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل . إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما . ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا . وكان ذلك على الله يسيرا }
    إلى غير ذلك من آيات الوعيد.

    ( ص 29 )

  2. #82

    Lightbulb رد: حديث : يَا عَائِشَةُ، " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْكِ الآنَ ".

    أو قلنا بموجب قوله صلى اله عليه وسلم : " لعن الله من شرب الخمر " أو " عق والديه " أو " غير منار الأرض ".
    أو " لعن الله السارق " أو " لعن الله آكل الربا وموكله ، وشاهديه وكاتبه " أو " لعن الله لاوي الصدقة والمعتدي فيها " .
    أو " من أحدث في المدينة حدثا ، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " أو " من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " أو " لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر " أو " من غشنا فليس منا " أو " من ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فالجنة عليه حرام " أو " من حلف على يميم كاذبة ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان " .
    أو " من استحل مال امرئ مسلم بيمين كاذبة ، فقد أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة " .

    أو " لا يدخل الجنة قاطع رحم " إلى غير ذلك من أحاديث الوعيد.

    لم يجز أن نعين شخصا ممن فعل بعض هذه الأفعال ونقول : هذا المعين قد أصابه الوعيد ، لإمكان التوبة ، وغيرها من مسقطات العقوبة " انتهى.

    قلت : هذا كلام نفيس جدا يكتب بماء الذهب، وحري بكل عالم وداعية رباني أن ينشره بين الناس، لعظيم نفعله وشدة الحاجة إليه في زمن غربة الدين الإسلامي.

    النقطة الثالثة: أنه ليس كل من ظاهره الوقوع في هذه المخالفة وأشباهها ، فقد لحقه الوعيد ، يشهد لذلك ما قاله أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم :

    (ص 30 )


  3. #83

    Lightbulb رد: حديث : يَا عَائِشَةُ، " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْكِ الآنَ ".

    إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " إنك لست تصنع ذلك خيلاء " .

    رواه البخاري ( 5 / 6 ) وأبوداود ( 4 / 56 ) والنسائي (8/ 440 ) ( ر 9638 )

    ولا يلزم من كل من شاهدنا مخالفته لهذا الحديث أن نقول له : لا ينظر الله إليك ، - وإن كان أبو بكر رضي الله عنه قال قوله لعائشة رضي الله عنه باجتهاد منه رضي الله عنه لمقتضى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد علما توجيه كلامه فيما سبق ولله الحمد والمنة - بل يجب اعتقاد حرمة الفعل وأن صاحبه لا ينظر الله عزوجل إليه على العموم، كما يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى ، وأن فيه معنى لا يرحمه .

    وننصح المعين بما نراه مناسبا لحاله بالدليل الشرعي ، كما فعل راوي الحديث ابن عمر رضي الله عنهما.

    أنه رأى رجلا يجر إزاره فقال ممن أنت ؟ فانتسب له ، فإذا رجل من بني ليث فعرفه ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين ، يقول :
    " من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة ، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " .

    رواه مسلم ( 3 / 1652 ) ( ر 2085 ) ( ر 45 ) من كتاب اللباس.


    ( ص 31 )

  4. #84

    Lightbulb رد: حديث : يَا عَائِشَةُ، " أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْكِ الآنَ ".

    والحاصل أيها الأفاضل :
    أن عائشة رضي الله عنها لا تعلم بالحديث ولذلك خالفته، وقد إلتمس لها أبو بكر رضي الله عنه العذر في ذلك ، وبنى قوله على مقتضى التصديق بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " من جر ثوبه خيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة " . حينما قال : " أما تعلمين " وأن تقدير كلامه : أن الله لا ينظر إليك الآن إن كنت تعلمين بنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جر الثوب خيلاء وفعلت ذلك تعمدا للمخالفة .

    قلت : وهذا محال في حقها لما سبق من الأسباب والاعتبارت السابقة.

    وأن لحوق الوعيد للمخالف لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام يجب التصديق به بشكلا عام مطلق ، ولا يجوز وصف من إلتبس بهذه المخالفة من المعينين بمقتضاه ، لأن هذا غيب مطلق لا يعلمه إلا الله ، هذا من جهة .

    ومن جهة ثانية: لأنه لا ينطبق عليه مقتضاه إلا إذا قام به سببه ، وتوفرت فيه جميع شروطه ، وزالت كل موانعه.
    وقد تتوفر كل هذه الأمور في شخص ، ويتخلف الوعيد لتوبة ، أو استغفار ، أو حسنات ماحية ، أو بمحض عفو الله تعالى ورحمته بعباده.

    وهذا مقتضى الجمع بين النصوص الشرعية ، وعمل السلف الصالح رضي الله عنهم.
    وهذا ما توصلت إليه من نتائج في هذا الحديث ، أسأل الله عز وجل أن يجازيكم خير الجزاء على ما قدمتم وأفدتم لإغناء هذا الموضوع، والوصول إلى الحق فيه، وأسأل الله تبارك وتعالى أن أكون قد وفقت للصواب، فما كان من صواب فمن الله تعالى ، وما كان فيه من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله وأتوب إليه منه حيا وميتا.والحمد لله رب العالمين.

    والله تعالى أعلم.

    أبو آدم البيضاوي
    13 جمادى الثانية 1440 هجرية
    المغرب.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •