الخجل لدى الأبناء

سليمان خالد الرومي





الولد الخجول ولد وَجِلٌ يفقد إمكانياته حالما يوجد أمام الغير، فيتردد ويرتبك ويحاول بشتى الوسائل أن يحول الانتباه عنه وأن يحتجب عن الأنظار. إن القيام بأية مهمة، مهما كانت يصبح لديه صعبا أو مستحيلا حالما يجد نفسه في جماعة. إنه يخفق في ما هو بصدد القيام به إذا شعر أنه هدف لمراقبة الغير.


وتلعب الوراثة دورها في شدة الخجل عند الأطفال، ولا ينكر ما للبيئة من أثر كبير في الخجل أو تعديله، فإن الأطفال الذين يخالطون غيرهم ويجتمعون معهم يكونون أقل من الأطفال الذين لا يخالطون ولا يجتمعون.


هناك أعراض للخجل وهي على النحو التالي:



1- الانطواء والانزواء سواء في مكان وحده أو بالابتعاد عن الناس وعدم صحبتهم.


2- أحلام اليقظة والشرود والسرحان.


3- الحساسية الشديدة: المتمثلة في الظن السيئ، وعدم تقبل المزاح بطريقة عادية والتأثر الشديد من أي كلمة، وتحوير الكلمات، ليفهمها على غير مرادها كما تقتضيها حساسيته، وقد يرى أبويه يتحدثان في موضوع سرا، فيظن أن الحديث عنه هو. وهكذا مع باقي الناس.


4- القلق الشديد: عدم الثقة في النفس نتيجة الإحساس بالنقص.. توقع الخطر وإن كان بعيدا.


5- الخوف من نقد الغير له: الجمود والخمول في الوسط المدرسي/ اللامبالاة في بعض الأحيان.


6- الامتناع عن الاشتراك مع الأقران في أنشطتهم: وبالتالي عدم الاندماج في الحياة فلا يتعلم من تجاربهم.


7- التمارض: لجذب الأنظار إليه، الأنانية ومحاولة فرض رغباته على من حوله.


علاج الخجل



1- عدم إخفاء الأبناء عن المجمتع: ومحاولة خلطهم بالرفقاء الصالحين، ومن يخشى الحسد يكفيه أن يرقي أولاده بما يقيهم شر الحسد بدلا من إخفائهم؛ بما يأتي.


2- يكثر من قول «ما شاء الله لا قوة إلا بالله».


3- يحفظهم سورة الإخلاص والمعوذتين (سورتي الفلق والناس): وليأمرهم أن يقرأوها يوميا في الصباح والمساء، وقبل النوم أو يضع يده على رؤوسهم ويقرأها هو إن كانوا صغارا.


4- يكثر من الدعاء لهم: بأن يحفظهم الله من كل مكروه وسوء ومن شر حاسد وحاقد ويتوكل على الله.


5- التوسط في المعاملة بين التدليل والقسوة: ويعاقب ويؤنب ويشجع، مع شدة في غير عنف ولين في غير ضعف.


6- اهتمام الأب بأبنائه منذ ولادتهم كالأم تماما: وإحاطتهم بجو من الحب والتقدير والدفء العاطفي ولا يشغله عن ذلك كثرة أعماله وانشغاله.


7- إبراز جوانب التميز في الطفل الخجول: وإشعاره بالثقة في النفس وإن كان ذا عاهة يلقن دائما أنه ليس الوحيد في ذلك ومثله فلان وفلان المتفوقان المشهوران ويذكر له أمثلة مثل الصحابي عمرو بن الجموح الذي كان أعرج وجاهد في سبيل الله واستشهد وخلدت ذكراه ومنهم الكثيرون.


8- عدم مقارنة الأطفال بمن هم أكثر حظا منهم: سواء في الاستعداد الذهني أو الجسمي، من حيث الوسامة أو القدرات والاستعدادات الاجتماعية لأن مثل هذه المقارنات تضعف ثقة الطفل بنفسه وتؤدي إلى الخجل.


9- لا تدفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته: فليس معنى تشجيع الطفل وبث الثقة في نفسه، أن يدفع إلى القيام بأعمال تفوق طاقته الجسمية وقدراته العقلية أو اللفظية بل ندفعه إلى الأعمال التي في استطاعته لنكسبه شعورا بالأهمية والتقدير في نظر نفسه والآخرين من حوله بدلا من الانزواء والخجل والبعد عنهم.


10- يجب تدريب الطفل الخجول على الأخذ والعطاء: وتكوين الصداقات مع أقرانه من الأطفال.


11- تشجيع الطفل على ممارسة أحد الألعاب في النادي: أو ممارسة هواية ما كالرسم أو الزخرفة أو الكمبيوتر أو غير ذلك.


12- الإكثار من ذكر الأمثلة التاريخية والأحاديث النبوية التي تعطي للمربين جميعا الذين يربون أبناءهم على الجرأة ومعالجة ظاهرة الخجل في نفوسهم.