الأحلام لا تموت في ربيع العمر





حتى في مرحلة ربيع العمر لا تستطيعين أن تعيشي بدون أن يكون عندك أحلام تريدين تحقيقها، الذي ييختلف فقد عندما تعبرين إلى هذه المرحلة أن أحلامك يجب أن تكون أكثر تركيزًا وتحديدًا وأن تكون لديك القدرة على رسم ملامحها بشكل أكثر وضوحًا واتخاذ الخطوات الأكثر حكمة وواقعية من أجل الوصول إليها.
وليس صحيحًا أنك في مرحلة ربيع العمر لابد أن تتوقفي عن الحلم أو أن تضعي نفسك في حاة من الخمول والكسل العقلي والقلبي والوجداني، لأن الإنسان مأمور بأن يواصل نشاطه وحركته في هذه الحالة في كل لحظة من لحظات حياته.
فيما يلي نحاول استعراض بعض الخطوات والمعايير التي يمكن الاسترشاد بها على طريق تحقيق الأحرام في مرحلة ربيع العمر:
أولاً: إبدأي في تحقيق أهدافك من اليوم
إسألي نفسك: "هل أنا أستطيع أن أبدأ اليوم ولو خطوة واحدة للأمام على طريق تحقيق الهدف؟"، ثقي أن كل خطوة واحدة على الطريق ولو كانت خطوة صغيرة فإن تأثيرها سيكون كبيرًا من أجل تحفيز طاقتك وحثك على مواصلة الرحلة نحو الهدف.
ولابد أن تكون الخطوة الأولى سريعة وحاسمة وبلا تردد لأن المهم في هذه الخطوة الأولى ليس حجمها ولكن أسلوب القيام بها ومما يساعدك على ذلك أن تثقي في نفسك كثيرًا ولا تدعي الآخرين الذين يشككون في قدراتك أن يعرقلوا مسيرة نحو هذه الخطوة الأولى.
ثانيًا: التزمي بمنهج مرسوم
عندما تبدأين في العمل على تحقيق أحد أحلامك لابد أن تكون مجهوداتك مرتبطة بخطة عمل مكتوبة ومدروسة مسبقًا لأنك في مرحلة ربيع العمر ليس عندك الوقت الكبير الذي يسمح لك بأن تتحركي تحركات عشوائية بل تكونين في أمس الحاجة إلى الاستفادة من كل دقيقة لو كانت بالفعل لديك الرغبة الصادقة في إنجاز النتائج على الأرض، وكذلك فإن التحرك بصورة غير منظمة أو على منهج غير مدروس يكون له تأثير سلبي في شعورك بالإحباط في حالة أن كانت بعض الخطوات التي قمتي بها غير ذات فائدة أو أتت بنتائج غير مرغوب فيها.
ثالثًا: الحفاظ على الواقعية في الأفكار والتحركات

ليس معنى أن تضعين لنفسك حلمًا تريدين تحقيقه أن يكون طريقك لتحقيق هذا الهدف مفروشًا بالخيالات والأمور غير المنطقية التي لا تتوافق مع الواقع، بل لابد أن تستفيدي من خبرة السنين والعمر الماضي في أن تكوني إنسانة أكثر واقعية تراعين الاعتبارات التي يفرضها الواقع والتي لابد أن تحكم حركتك وممارساتك، ولا تنسي أن التزامك بهذا القدر الكافي من الواقعية ستكون له ميزة مهمة وهي أنك لن تيأسي سريعًا ولن يصيبك الإحباط أو تميلي للاستسلام.
رابعًا: الانطلاق من المعطيات نحو النتائج
أحلامك في ربيع العمر تختلف بطبيعة الحال عن أحلامك في أية مرحلة سابقة من حياتك، وليس المقصود بهذا الاختلاف أنها تختلف في المضمون فحسب ولكن المقصود أن أحلامك في ربيع العمر لابد أن تكون مرتبطة بإمكانيات وقدرات ومعطيات معينة نجحتي في تحقيقها على مدار حياتك السابقة، وبالتالي فإنك في هذه المرحلة لا يجب أن تتجاهلي ما تملكينه من إمكانيات ومعطيات بالفعل وتبدأي من الصفر لأن هذا سيكون استنزافًا لطاقتك وإهدارًا لنعم الله عليك، ومن ثم فلابد أن تكون أحلامك والنتائج التي تطمحين إليها مرتبطة بوضوح بقدرتك على حصر وتحديد الإمكانات المتوافرة لديك سواء كانت مادية أو معنوية.
منقول