ومـا بلَغَتْ ثُرَيَّانـا ثَرَاكــا

منير خلف


في مدح رسول الله محمّد " صلى الله عليه وسلم"


ومـا بلَغَتْ ثُرَيَّانـا ثَرَاكــا..


سُدىً يحيا الذين بقــــوا وَرَاكــــــا


سيفنى كلُّ مَنْ في الكـــون لكــــــنْ


بنيتُ لحالتي أبيـــــاتَ شعـــــرٍ


وجُبْتُ مناسكَ العشّـــــاق ســــــرًا


ولمّا أنْ رأيتك ملْء قلبــــــــــــ ــي


وقسّمتُ الحيـــــــــــ ـــــاةَ إلى بلادٍ


فحلّ الحبُّ مدرسةً بجسمــــــــــي


ولدْتَ كآيـــةٍ تُتلـــــى عبيـــرًا


وما سلك الغريبُ سبيــلَ قربٍ


وما سَعِدَتْ بنــو سَعْـدٍ بشـــيءٍ


ضياءُ الكون مفتـــــونٌ بنجـــــــــمٍ


أتاكَ الوحيُ قرآنــًا ونـــــــورًا


وكان لوَرْقَــــةِ القرشيِّ عِلْـــــــمٌ


حراءُ.. الغــــارُ عطّـــرَ ساكنيــــهِ


وبعضُ القــومِ إنْ ظلمـــوك جهـــلًا


لقد آذوك إذ كذبــــوا.. وفيهمْ


وكلُّكَ في رِضا المولــــــــى ثبــاتٌ


وما هاجرتَ من وَجَــــــــلٍ ولكنْ


فهلّلَ في المدينـــــة كـــلُّ نبْـــضٍ


بنيتَ لشــامخ الإسلام صَرْحــًا


بسطتَ لنا المحجّـــةَ من نهـارٍ


وقد أسرى بكَ الرّحمـــنُ ليــلًا


وعدتَ متوَّجَـــًا بجـــــلالِ حقٍّ


وجاء النّاسُ أفواجــــًا لدِيْـــــنٍ


لكَ البـدرانِ: بــدْرٌ في عُـــلاه


وتُطوى الأرضُ تحتك حين تمشــي


نحبّك هاديــــًا للخيـــر فينــــــا


وما أحَــــدٌ على أُحُــــدٍ رأينـــــا


لذلك كانَ نصرٌ ليسَ نصْـــــرًا


وتعفـــــو عند مقدرةٍ بحِلْـــــــمٍ


وما الأحـزابُ إلا قــوم شــركٍ


فجاءَتْــهُمْ من المولــــى جنــــــودٌ


شَغِفْتَ بقامتَــي صدقٍ وعـــدلٍ


مليحَ الوجـهِ، وصفُك شاءَ قلبـي


حنينُ الجذعِ أبكــى كلَّ حـرفٍ


وسبّـحَ في يديك الرّمــلُ صبّــًا


جمالُ الخَــلْقِ كحّــلَ مقلتـيـــهِ


سليــلُ الغيـــــمِ في يدِكَ امتدادٌ


عبستَ، وما عبستَ لسوء خُلْـقٍ


لنفسـِـكَ ما انتقمتَ، وأنتَ سيـفٌ


تقــومُ الأرضُ تحتك إذ تصلّـي


وأعجـزُ عن إحاطتك اعتـــرافـًا


ومَنْ ذا يـــومَ حشـرٍ يا حبيبي


وما كنتُ اهتديتُ إلى قصيــــدٍ


هُنا في القلبِ منزِلَــــةٌ لذكـرى


ولم يشمَخْ بأعينهمْ لِواكــــــــــ ـــا


سيبقى حبُّكَ الأعلـــــــى ملاكـــا


فخلْتُ الحبَّ مكتمــــلًا بذاكـــــا


وكم جلبتْ لحــالاتي ارتباكـــــــا


جُعِلْتُ بكلِّ أطــــواري فِداكــــــا


ليسكُنَ كلُّ مَنْ فيها هواكــــــــــا


تعلّمُ جيـــــلَ أحلامي مُنــاكــــا


وما في الأرض روضٌ ما عَدَاكـــا


بغير سناء وجهك أو رضـــاكـــــا


بمثلِ الرّضعِ إذْ رضعُــوا نَــــداكـا


وليس القولُ عنكَ كمَـنْ رآكـــــــا


فسرنا في الطريق على هُداكـــــــا


رآكَ بقلبِ ما أبدتْ رؤاكــــــــــا


بأهــدى ما يُقـــالُ وقد حواكــــا


فربُّك قد حمـــاكَ وما قَلاكـــــا


عِرَاكٌ أزَّ في دمهـــــــمْ عِـدَاكـــــا


ولم تكُ آبهـــــًا فيمـا اعتراكــــــا


لفتحٍ كنتَ تُقرئِـــــــهُ مَدَاكــــــــا


سَمَـــا بكَ خافقـــًا، وَلِهَـًا هَوَاكَــا


لنحظى في عُـــلاكَ بما أتاكــــــــا


فمـــنْ يرضى لوجهتــه هلاكــــــا؟


وزيَّنَ من سماتِـكَ ذي السِّمَاكــا


وربُّكَ بالصّــــلاةِ سقى ذُراكــــــــا


ضمَمْتَ الكـلَّ عندَكَ في ذَراكــــــــا


يسطّــرُ بــدْرَ ما ظفِــــرَتْ يداكــــا


ويُخصِبُ جدْبُهــا بندى خُطـاكـــا


فهل بلَغَتْ ثُريّـــــــانا ثَراكــــــــا؟


سميعَ مشورةٍ لبَّى نِدَاكـــــــــ ــــا


ويرْدَى كلّ مَنْ ينوي جَفاكــــــــــ ا


فكلُّ الصبـــرِ تملِكُـهُ امتلاكـــــــــ ا


بنابِ الغــدْرِ قد مكروا اشتــراكــــا


وريــــحٌ ألحقَتْ بهِــــمُ الهـــلاكــا


وكلُّ الخَلْــقِ دونهمـــــــا خلاكــــا


وعمّرَ مهجتي، ودمي اصطفاكـا


على شفتي.. وكم صَلْـــدٍ بَكَاكَـــــا


وما ذَوْبٌ بصبِّكَ قد وَفَــــاكَــــ ــــــا


بأدعـــــجِ مقلتيكَ.. فهل أراكـــــا؟


وطُهْــرُ المــاءِ ما نضحتْ يداكـــــــا


وربُّك ما بمكــــروهٍ نَهَـــــاكــــ ــا


لِمَـــــا في اللهِ يُنتهَـــكُ انتِهاكــــــا


لتحملَ فوقَ كاهلهــــــــا عَناكــــا


وتقصيرًا بمـــا هو فوق ذاكـــــــا


يشفّعُ في خطايــــانا ســــــواكـــــ ا؟


بغير ضيـاءِ حبّـــــك في ثَنَـــــاكــــ ا


تجـــــودُ بكـلِّ ما نهـــوى هُناكــــا