اعلموا إخواني الكرام أن أساس كل شر يستدرك الشيطان -إنسا أو جنا- إليه العباد أمران :
الأول : إفساد فكرته ، وتجهيله بدينه ب : كتم الحق ، وحجبه أو إلهائه عنه ، وصده عن علم الشريعة ، وإقناعه بالباطل باسم الحق ، فإذا ما استدركه لذلك فقدَ بصيرته ، ولزِمه العمى .
الثاني : إفساد قوته العملية والولائية ، بأن يستدركه إلى الفسق والفواحش ؛ ليصرف قوته إليها ، أو أن يصرف ولاءه لتخوم أرض ، أو آباءَ وأجداد وقوم ، أو حتى لفريقٍ رياضي في مبارة كرة أو نحو ذلك ، فإذا ما استدركه لذلك ؛ ضعف وغرق في شهواته ، ولزمه المرض والذلة ،
أما المؤمنون فيتعلمون ما ينفعهم فتصح فكرتهم ، وتصح كذلك بصيرتهم ، ويسلم سلوكهم تبعا ،
ويصرفون قواهم فيما ينفعهم ولا يضرهم في دنياهم وآخرتهم ، ويوحدون ربهم بالولاء والطاعة ، فيفوزون بنجاتهم وسعادتهم في الدارين .