أبدا ما كان الحب في ديننا ادعاء ، وما كانت الأخوة مجرد كلمة يقولها الواحد لصاحبه ويكاد لا يحمل من الصدق في حرف مما قاله منها شيئا ، وما يحدث في بورما والعراق وسوريا - مع بالغ ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا - لا يقابل من الإخوة مع بعضهم البعض بمجرد اعتصار القلب أو ألمه مع عظيم أمره ، لكني أنوه على الدعاء الصادق ، نوح عليه السلام لما دعا وسأل الله النصر ، كما قال الله تعالى : ( فدعا ربه أني مغلوب ) إلى هذا الحد لم يدع نوح عليه السلام بشيء لكنه قدم بين يدي حاجته بضعفه وقلة حيلته ورجائه ربَه ، ثم اتبع هذا بدعاء من كلمتين ( فانتصر ) ، كلمتان فقط ، لكن انظر مع الصدق في قولهما ماذا كانت النتيجة :
( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ) ،
فاللهم إنا مغلوبون فانتصر .