* (سَتَظَلُّ هُنَالِكَ فَجْوةٌ عَمِيقَةٌ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَ الْقُرْآنِ ، مَا لَمْ نَتَمَثَّلْ فِي حِسِّنَا ، وَنَسْتَحضِرْ في تَصَوُّرِنَا أنَّ هَذَا الْقُرْآنَ خُوطِبَتْ بِهِ أُمَّةٌ حَيَّةٌ ، ذَاتُ وُجُودٍ حَقِيقِيٍّ ، وَوُجِّهتْ بِهِ أَحْدَاثٌ وَاقِعِيَّةٌ فِي حَيَاةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، ووُجِّهَتْ بِهِ حَيَاةٌ إِنْسَانِيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي هَذهِ الْأَرْضِ ، وَأُدِيرَتْ بِهِ مَعْرَكةٌ ضَخْمَةٌ فِي دَاخِلِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَفِي رُقْعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ كَذَلِكَ ، وَسَيَظَلُّ هُنَالِكَ حَاجِزٌ سَمِيكٌ بَيْنَ قُلُوبِنَا ، وَبَيْنَ الْقُرْآنِ ، طَالَـمَا نَحْنُ نَتْلُوهُ ، أَوْ نَسْمَعُهُ ، كَأَنَّهُ مُجرَّدُ تَرَاتِيلَ تَعَبُّدِيَّةٍ لَا عَلَاقَةَ لَـهَا بِواقِعِيَّاتِ الْـحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ الْيَوْمِيَّةِ الَّتِي تُواجِهُ هَذَا الْـخَلْقَ الْـمُسَمَّى بِالْإِنسَانِ ، والَّتِي تُوَاجِهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ الْـمُسَمَّاةَ بِالْـمُسْلِمِي نَ)–الظِّلَالُ 2/85 بِتَصَرُّفٍ-.