السلام العقلي في ربيع العمر



أحمد عباس



المرأة في ربيع العمر تكون في أمس الحاجة إلى الوصول إلى حالة من السلام العقلي، لأن المرحلة الأخيرة في حياة الإنسان وكما أنها تكون مشحونة بالآلام والأحزان والأفراح والذكريات والانفعالات النفسية، تكون كذلك محملة بالكثير من الصراع الفكري والعقلي، فالمرأة في ربيع العمر قد تجد أن الكثير من القضايا الفكرية التي لم تكن تشغلها كثيرًا في حياتها الماضية، أصبحت هاجسًا ملحًا على عقلها.

الوصول إلى السلام العقلي يحتاج من المرأة في ربيع العمر إلى بذل بعض الجهود والتحلي ببعض السمات ولكن هذا المجهود ينجز في النهاية نتيجة تنستحق كل عناء، وذلك لأن الوئام في الأفكار والنشاط الذهني في هذه المرحلة الحساسة من العمر يساعد على استقرار الحالة النفسية بوجه عام.

أولاً: التعلب على السلبية

لابد من مواجهة حالة السلبية في التفكير لأنها تجعل عقلك فريسة لتضارب الأفكار وتناقضها، وكلما كانت لديك الإيجابية فيما يتعلق بدراسة كل فكرة كلما كنت أقرب إلى الوصول لحالة السلام العقلي المأمولة، وعندما تضطرين إلى الدخول في مناقشة عقلية مع أحد ما فلابد أن تحترمي الطرف الآخر ولا تملي من المناقشة، ولو شعرتي بالإرهاق فلابد من تقديم العذر اللطيب المناسب.

ثانيًا: الفصل بين الواقع والأفكار

لاتدعي الأفكار المختلفة التي تلح على عقلك بالتأثير على حكمك على الآخرين أو اتخاذ مواقف معينة تجاه أشخاص بعينهم، لأن حصر الأفكار والخلافات الفكرية والمنهجية في إطارها النظري يسمح لك بألا يؤثر صراع الأفكار والنشاط العقلي على واقع حياتك كما أن هذا الفصل يجعلك بمنأى عن مواقف كثيرة محبطة كما يمنعك من إحراج الآخرين أو إثارة مشاعر الغضب لديهم.

ثالثًا: الإنجازات العقلية والفكرية

من الضروري في مرحلة ربيع العمر أن تكوني قادرة وبشكل شبه يومي على تحقيق إنجازات على الصعيد الفكري وهذا يتحقق بأن تنجحي في حسم بعض المسائل الفكرية أو العقلية التي تشغلك، ويمكنك أن تستعيني في سبيل تحقيق هذا الهدف بالحوارات البناءة والقراءة وسؤال المختصين والتفكير الذاتي بينك وبين نفسك.

رابعًا: قبول الاختلاف

لا يمكن لك بعد رحلة عمر طويلة أن تجحدي نفسك في نهاية الرحلة لا تستطيعين أنت تتقبلي اختلاف البعض عنك فكريًأ لأن هذا يعني أن الصراع العقلي لا يمكن أن ينتهي بالنسبة لك، وأنك ورغم سنوات عمرك لم تصلي إلى النضجح الحقيقي، وبالتالي لابد أن تسارعي بقبول حقيقة أنه من الوارد أن يختلف الآخرون معك فكريًا وأن تحترمي وجهات نظرهم وتوجهاتهم وقناعاتهم ودوافعهم، كما تحتاجين أنت بالمقابل منهم أن يتقبلوا أفكارك ووجهات نظرك ودوافعك.

خامسًا: اختيار التوقيت الصحيح

ليس من الصحيح أن تدخلي في حالة نشاط فكري أو عقلي بينما تعانين من ألم وحزن وحالة من الأسى أو الانتفعال العاطفي، لأن حالتك النفسية عندما تكون غير متزنة فمن الضروري أن تحاولي حماية عقلك وأفكارك في هذه اللحظة من الانكشاف والتأثر وذلك نظرًا لما يمكن أن يترتب على ذلك من تبني قناعات وأفكار معينة قد تعود بالضرر عليك على مستواك الشخصية أو على مستوى المقربين منك.