قال الشيخ صالح آل الشيخ -
( كتب أهل العلم، إذا نظرت إليها في هذا الزمن وجدتها تصل إلى عشرات الآلاف في الفنون المختلفة، فهل العلم كثير، بكثرة هذه الكتب؟
الجواب: ما وصفه وأجاب به الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: (العلم نقطة كثرها الجاهلون)، يعني أنّ أصل العلم، الذي فقهه الصحابة رضوان الله عليهم قليل، هو فقه الكتاب وفقه أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا قليل بالنسبة إلى ما كَثُرَ في زمن علي رضي الله عنه من كثرة المسائل والتفريعات التي لا يحتاج إليها الناس، وكلّما ازداد الناس بعدًا عن الزمن الأول، احتاجوا إلى ازدياد العلم، أو ازدياد الكتب لأجل أنْ يفقهوا -كما قال العلم نقطة كثرها الجاهلون، فلأجل وجود الجهل وأهله كثر التأليف وكثر التصنيف، لأجل أنْ يبسط العلم لأهله، وبه أهله يهدون الجاهل ويرشدون الضال، كذلك إذا تقدمت في الزمن وجدت أنّ الكتب في أول زمان الإسلام قليلة، ثم تكثر شيئا فشيئا، وهذه الكتب تنوعت بتنوع العلوم والفنون....) [المصدر : المنهجية في قراءة كتب أهل العلم]---
وقال الشيخ صالح ال الشيخ فى نواقض الايمان
قالوا لعلىّ بن ابى طالب كثر العلم- فقال: العلم نقطة كثّرها الجاهلون. العلم في الأصل قليل وسهل، من الذي كثر العلم وجعلنا نفصل ونرد ونقول كذا ونقول كذا؟ الجاهلون، ليس هو أصل الشريعة العلم فيها بهذه التأصيلات الواسعة؛ لكن كل من خالف نحتاج إلى أن نرد عليه، وهذا الرد قد يقتنع به أنس ولا يقتنع به أناس توسع المسألة، فهذا يؤيد هذا وهذا يفصل كثر كثر كثر، أما أصل الشريعة فهو سهل، سهل للغاية ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾[القمر:17]، الشريعة أصلها سهلة يأتي أعرابي يسمع كلمتين ثم يعود إلى قومه منذر فهم الدين في عشرين يوم أسبوع مع النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ لكن كثرت الأقوال وأصبحت ترجيحات وخلافات وهذا يتطلب.
إذن لا تنظر إلى كثرة الكلام في المسائل على أن المسألة مشكلة، لا، ولكن أنظر إلى ما دل عليه النص، وما عليه أئمة أهل السنة والجماعة تنجو بإذن الله جل جلاله، في أن المخالفين كثير، الناس عندهم أصحاب وآراء إلى آخره.----------------------------------------- وقال ايضا الشيخ صالح ال الشيخ -قال الإمام علي رضي الله عنه : العلم نقطة كثرها الجاهلون .
فالعلم أصله قليل لمن فهمه ، ولهذا كلام السلف قليل كثيرُ الفائدة ، وكلام الخلف كثيرٌ قليلُ الفائدة ، كما قال ابن رجب في كتابه ” فضل علم السلف على علم الخلف ” .
نعم إن بيان التوحيد قليل ، فالنبي – عليه الصلاة والسلام – قال لمن يفهم معنى كلمة التوحيد : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا » .([2]) لأنهم يعلمون معنى هذه الكلمة . لكن لَمَّا شاع الجهل وكثر الجهال أصبحوا لا يفهمون التوحيد في هذا الزمن اليسير ، ولَمَّا كثر المخالفون للتوحيد والمخالفون لعقيدة السلف الصالح في الصفات وفي الإيمان وفي القدر وفي الموقف من الصحابة وفي الموقف الحق من الأمر والنهي وفي الموقف من ولاة الأمور والأئمة ونحو ذلك من مباحث الاعتقاد احتاج العلماء إلى أن يبينوا العقيدة الصحيحة في أيام ، بل شهور ، بل في سنين ؛ لأن المخالفين كثروا ؛ ولأن التشويه كثر ، فاحتاج العلماء إلى أن يبينوا العقيدة في أوقات طويلة .
نعم كان تبيينها في زمن النبي – عليه الصلاة والسلام – بكلمة ، فيعلم المرء ما تشتمل عليه وما تضاده ، ولكن في مثل هذا الزمن والأزمنة التي فشا فيها الشرك وفشت فيها الفرق الضالة وفشا فيها الضلال بأنواعه ، لا يمكن أن يُبَصَّر الناس بالتوحيد إلا بعد بيان أصوله وهي كثيرة ، ولا يكون إلا بشرح عدة كتب حتى يتبين له الحق من الضلال ، وحتى يتبين له الموقف الصواب من غيره . والله أعلم .
-https://www.saleh.af.org.sa/ar/node/1480------------------------------قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله"العلم بحور زاخرة" ، وكثير من طلبة العلم - ولا أعفي نفسي - يمضي وقتاً طويلاً من عمره في طلب العلم ، ولكن عن أي علم نتكلم ، وأي علم نقصد ؟ يحضرني كلام الخليفة الراشد علي رضي الله عنه ((العلم نقطة كثرها الجاهلون)) ، والدرس المستفاد من هذه المقولة البليغة أن العلم في ماهيته وكينونته شيء واحد فهو دائرة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً ، والتنوع بداخلها ، وهذا هو العلم الرصين ، فهي نقطة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً فتصير دائرة ، وهذه هي طبيعة العلم الواحد الذي يرتبط بعضه ببعض ، وقوله "كثرها الجاهلون" يوميء إلى كثرة الدوائر أو قل كثرة النقاط التي قد لاتتسع أية واحدة منها ، لأن الغرض الاستكثار والتكاثر ، فتكون الرحلة العلمية للإنسان عبارة عن نقاط كثيرة مبعثرة ، لم يتسع منها إلا القليل إن اتسع شيء أصلاً لأن الهم منصب على تكثير النقاط. ايه ، نعم..العلم نقطة ، ما أبلغها من عبارة ، اجعل نقطة انطلاقك نقطة ، ثم وسعها ، وعمّقها ، بمزيد من العلم ، ولكن أي علم مرة أخرى ؟ الجواب: العلم النافع ، المحتاج إليه ، الذي يعاب على العالم الجهل به والغفلة عنه ، الذي لا يسع العالم المجتهد إلا أن يعلمه ، هذا هو العلم الذي تناقله الأئمة خلفاً عن سلف ، ولكن ما آفة بعض طلبة العلم ؟ آفته الانحراف عن الجادة في كل مرة ، طلباً لملح العلم النادرة ، وغريب الفوائد - مع أنها فوائد - ، ووحشي المعرفة ! إن صح التعبير ، هذا الدافع مهلك وممتع في آن معاً ، وهذا مصدر خطورته ، لأنه يستهلك محطات من مرحلة الطلب كان من الأنفع جعلها للمهم من العلم ، وهو كثير أيضاً ولكنه محدود في الجملة يسع كل جاد مخلص في الطلب أن يحيط به إن شاء الله لماذا ؟ لأن العلم "نقطة"