أنت مجنون !!

بقلم : هند السويلم


"أنت مجنون..؟!" قالتها لزوجها وهي مغرقة في الضحك!! وبحركة سريعة ضربت ظهره مازحة..!

قد يختلط الأمر على الزوجة - لا سيما حديثة العهد بالزواج - فتعتقد أنَّ المحبة والتفاهم والتعود على الزوج يعني أن تضمه إلى قائمة الأخوات والصديقات!! فتعامله كما تعامل صديقتها، وتضربه مازحة كما كانت تضرب أخاها!! أو قد تسخر من شكله أو عمل قام به أو عيب فيه معتقدة أنها نكتة طريفة!! في حين أنها قد تقع في نفسه موقعاً مؤلماً..

والزوج وإن أظهر الابتسامة في البداية، فقد تكون هذه الابتسامة شكلية تخفي وراءها عشرات الاستفهامات وعلامات التعجب، والكثير من الضيق مما قد يضعف من مكانتها أو يحط من قدرها في نفسه..
فليس من حسن الخلق الاستهزاء بأي شخص سواء في شكله أو عمله فضلاً عن الزوج ! كما أن هناك بعض الأخلاقيات التي تعلمناها من ديننا وتربينا عليها يجب على الزوجة التقيد بها كعدم رفع الصوت علي زوجها أو تمديد القدمين في وجهه.. الخ
ولا يعني هذا أن تكون الحياة الزوجية رسمية جافة.. بل يمكن للزوجة أن تمارس كل ما تريد قوله أو فعله مع زوجها لكن في حدود الأدب حتى لا تنقلب المزحة إلى كارثة تودي بعشها الصغير.. وكم سمعنا من خلافات وحالات طلاق حدثت بسبب مزحة ثقيلة ألقيت من أحد الطرفين كانت كفتيل أشعل نار الفراق..
إنَّ الحياة الزوجية مبنية على السمو في الأدب والرقي في التعامل.. فاحترامك لزوجك هو احترامك لنفسك أولاً.. وبداية صحيحة لتربية سليمة لجيل صالح.. فالرجل يحتاج أن يشعر بهيبته ومكانته في البيت، وهو شعور فطري خلقه الله عليه "القوامة" وإن لم يجد هذا عند لباسه وأقرب الناس إليه فسيكون ذلك النقص فوهة بركان تصطلين بحممه من حين لآخر.
المرأة يجب أن تكون أكثر أدباً وأرفع خلقاً وأشد حياء لتنال محبة زوجها ورضاه.. ومن ثم رضا الله سبحانه وتعالى .
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..!