تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    قال الامام محمد بن عبد الوهاب - الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )" .--------
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " وَأَمَّا كُفْرُ الْإِعْرَاضِ فَأَنْ يُعْرِضَ بِسَمْعِهِ وَقَلْبِهِ عَنِ الرَّسُولِ، لَا يُصَدِّقُهُ وَلَا يُكَذِّبُهُ، وَلَا يُوَالِيهِ وَلَا يُعَادِيهِ، وَلَا يُصْغِي إِلَى مَا جَاءَ بِهِ الْبَتَّةَ .." انتهى من "مدارج السالكين" (1/347) .-----فالمراد بـ"كفر الإعراض" : الإعراض عما جاء به الرسول ، لا يبالي به ، ولا يتلقاه عنه ، ولا يرفع به رأسا وفصل ذلك في موضع آخر فقال: (..إن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها، والثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها، فالأول كفر إعراض، والثاني كفر عناد، وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل)----------- قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-(…والكفر أعم من التكذيب فكل من كذب الرسول كافر، وليس كل كافر مكذباً، بل من يعلم صدقه، ويقر به وهو مع ذلك يبغضه أو يعاديه كافر، أو من أعرض فلم يعتقد لا صدقه ولا كذبه كافر وليس بمكذب…)-------------------قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا [النساء: 61], قال الإمام ابن القيم في معنى هذه الآية: (فجعل الإعراض عما جاء به الرسول والالتفات إلى غيره هو حقيقة النفاق، كما أن حقيقة الإيمان هو تحكيمه وارتفاع الحرج عن الصدور بحكمه والتسليم لما حكم به رضى واختيار ومحبة فهذا حقيقة الإيمان، وذلك الإعراض حقيقة النفاق...)----------------------
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ- رحمه الله- " إن أحوال الناس تتفاوت تفاوتاً عظيماً ، وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان ؛ إذا كان أصل الإيمان موجوداً ، والتفريط والترك إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات .
    وأما إذا عدم الأصل الذي يدخل به الإسلام ، وأعرض عن هذا بالكلية : فهذا كفر إعراض، فيه قوله تعالى: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف: 179]، وقوله: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [طه: 124] .
    ولكن عليك أن تعلم أن المدار على
    معرفة حقيقة الأصل ، وحقيقة القاعدة ، وإن اختلف التعبير واللفظ .."-قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان: "فتبين من كلام الشيخ أن الإنسان لا يكفر إلا بالإعراض عن تعلم الأصل الذي يدخل به الإنسان في الإسلام، لا بترك الواجبات والمستحبات"[الدرر السنية]---------كفر الإعراض : تعريفه : الإعراض لغة : الصدود . يقال : أعرض عن الشيء : صد عنه ، بأن يوليه عرضه - أي جانبه - ولا يقبل عليه ، أو يلتفت إليه والمراد بكفر الإعراض : هو الإعراض التام عن الحجة وعدم إرادتها ، والعمل بها وبموجبها إعراضا يخل بأصل الإيمان -- حكمه : إن كان الإعراض يخل بأصل الإيمان ، كأن يكون إعراضا تاما عن تعلم الأصل الذي يدخل به الإنسان في الإسلام مع قدرته على ذلك لعدم الرغبة ، أو عن قبوله والانقياد القلبي له ، أو يعرض إعراضا تاما عن العمل بالجوارح ( بأن يترك جنس العمل ) مع القدرة ، أو يعرض عما دل الدليل على أن تاركه يكفر كالصلاة ، وكالإعراض عن حكم الله ورسوله ، متعمدا ، ولا سيما بعد دعوته إليه ، وتذكيره به فهذا كفر . أما إن كان الإعراض إنما يخل بكمال الإيمان ، كأن يكون بترك واجبات فلا يعد كفرا ، وإنما ينقص الإيمان [مجلة البحوث الاسلامية]--قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في "مدارج السالكين": "وأما الكفر الأكبر؛ فخمسة أنواع".
    فذكرها، ثم قال
    : "وأما كفر الإعراض، فأنه يُعرض بسمعه وقلبه عن الرسول؛ لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغى إلى ما جاء به البتة" اهـ كلامه.
    ومن هذا البيان لمعنى الإعراض يتبين لك حكم كثير من عباد القبور في زماننا هذا وقبله؛ فإنهم معرضون عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إعراضاً كليًّا بأسماعهم وقلوبهم، لا يصغون لنصح ناصح وإرشاد مرشد، فمثل هؤلاء كفار لإعراضهم.
    قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ .

    ولا يقال: إنهم جهال فلا يكفرون لجهلهم؛ لأنه يقال: إن الجاهل إذا بُيِّن له خطؤه؛ انقاد للحق، ورجع عن الباطل، وهؤلاء مصرون على عبادتهم الأوثان، ولا يصغون لكلام الله ولا لكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويصدون عن إرشاد الناصحين صدوداً، ولعلهم يتعرضون بالأذى لمن أنكر عليهم أباطيلهم وفجورهم، فقد قامت عليهم الحجة؛ فلا عذر لهم سوى العناد.
    قال –تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ
    -------الإعراض عن معرفة التوحيد و ضده من الإشراك بالله ، وهذا الإعراض يؤدي إلى الجهل بالتوحيد و الوقوع في الشرك ، ولذلك نقول :
    كل من وقع في الشرك الأكبر وعبد الأموات و الصالحين هذا لم يقع في ذلك إلا لأنه أعرض عن تعلم أصل الدين ، فجهل بذلك التوحيد وجهل الشرك ، و هل يعذر بذلك ؟ الجواب : لا ، -------قال ابن القيم - رحمه الله -: " كل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلابد أنه يقول يوم القيامة ﴿ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ الزخرف: 38 ،فإن قيل: فهل لهذا عذر في ضلاله إذا كان يحسب أنه على هدى، كما قال تعالى ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ قيل: لا عذر لهذا وأمثاله من أهل الضلال الذين منشأ ضلالهم الإعراض عن الوحي الذي جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولو ظن أنه مهتد، فإنه مفرِّط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى، فإذا ضل فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها، فذاك له حكم آخر.
    والوعيد في القرآن إنما يتناول الأول، وأما الثاني فإن الله لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه " [انظر مفتاح دار السعادة (1/ 43) ]
    .----------قال الشيخ صالح ال الشيخ-الإعراض هو الناقض العاشر من نوا قض الإسلام ، التي ذكرها إمام الدعوة النواقض العشرة ؟ فقال : العاشر الإعراض عن دين الله لايتعلمه، ولا يعمل به مثل عمل الملاحدة ، عمل الذي لا يأبه بهذا الدين ، ليس له همة في هذا الدين ، لا في تعلم التوحيدولا في تعلم أحكام العبادة والصلاة .. إلى آخر وليس له همة في العلم به ، فهو لا يعلم الحق ،لا لأجل أن الحق لا يستطيع الوصول إليه ،ولكن لأجل إعراضه كما قال =جل وعلا – (( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون )) وقال –جل وعلا – في سورة الكهف : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه )) ونحو ذلك من الآيات فالإعراض عن دين الله ، الذي هو ناقض من نواقص الإسلام وكفر الذي هو كفر الإعراض ، هو أن لايتعلم ولا يعمل ، ليس له همة مثل الماديين ومثل الذي همه الدنيا ، ليس له همة في تعلم دين ولا محبة الله ورسوله وليس له همة في العمل البتة ، فهذا هو المعرض أما الذي يزهد في تعلم العلم الشرعي لانشغاله ، أو لأنه ليس لديه استعدادات وهو مسلم موحد ويعمل الصالحات محافظ على الفرائض فهذا ليس ملومًا ولكن هم درجات ليس الصحابة كلهم علماء ، وليس التابعون كلهم علماء ، ولكن الذي يطلب العلم طائفة ، وطائفة أخرى يتعبدون ومعهم من العلم الفرض العيني ، وأما طلب العلم والفرض الكفائي فهذا يقوم به آخرون . فإذًا كفر الإعراض لا يشمل من يقول : أنا ما أحتاج العلم ، أنا لا أريد العلم . وهو مستقيم ، وهو موحد على الفطرة ، موحد ليس عنده شرك أكبر مخرج من الملة ، وهو أيضًا مصلي هذا ليس معرضًا ، هذا مقبل موحد مسلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    قال علم الهداة الاعلام الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - فى مفيد المستفيد فى كفر تارك التوحيد على حديث عمرو بن عبسة-- فمما فيه من الاعتبار أن هذا الأعرابي الجاهلي لما ذكر له أن رجلا بمكة يتكلم في الدين بما يخالف الناس، لم يصبر حتى ركب راحلته فقدم عليه، وعلم ما عنده ، لما في قلبه من محبة الدين والخير. وهذا فسر به قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ} أي : حرصا على تعلم الدين لأسمعهم أي لأفهمهم. فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدل منه سبحانه، لما يعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين. فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من شر الدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين. فإذا كان هذا الجاهلي يطلب هذا الطلب، فما عذر من ادعى اتباع الأنبياء وبلغه عنهم ما بلغه ، وعنده من يعرض عليه التعليم، ولا يرفع بذلك رأسا ؟ فإن حضر أو استمع فكما قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}..[مفيد المستفيد فى كفر تارك التوحيد]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    وقال الامام محمد بن عبد الوهاب وفى حديث عمرو بن عبسة من العبر أيضا - أنه لما قال: أرسلني الله، قال: بأي شيء أرسلك؟ قال: بكذا وكذا.
    فتبين أن زبدة الرسالة الإلهية والدعوة النبوية هي توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وكسر الأوثان؛ ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة، وتجريد السيف. فتأمل زبدة الرسالة. وفيه أيضا أنه فهم المراد من التوحيد. وفهم أنه أمر كبير غريب. ولأجل هذا قال: من معك على هذا؟ قال: حر وعبد، فأجابه: إن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له، ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر؛ فهذا أوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل، وأن الباطل قد يملأ الأرض. ولله در الفضيل بن عياض - رحمه الله - حيث يقول: "لا تستوحش، من الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين" وأحسن منه قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
    وفي الصحيحين: "أن بعث النار من كل ألف تسعة وتسعون وتسعمائة، وفي الجنة واحد من كل ألف. ولما بكوا من هذا لما سمعوه. قال صلى الله عليه وسلم: إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، فيؤخذ العدد من الجاهلية، فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين". قال الترمذي حسن صحيح. فإذا تأمل الإنسان ما في هذا الحديث من صفة بدء الإسلام ومن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ذاك، ثم ضم إليه الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ". تبين له الأمر إن هداه الله وانزاحت عنه الحجة الفرعونية {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} والحجة القرشية {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ}[مفيد المستفيد]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    قال الشيخ صالح ال الشيخ - الإعراض في الظاهر عمل، وهو في الواقع ترك عمل؛ يعني الواجب عليه أن يسعى في تعلم الدين والإيمان بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وامتثال أوامر الشريعة ويبحث عن ذلك ويطلبه؛ لكن هو ترك هذا العمل الواجب فأعرض، هذا الإعراض في الظاهر عمل ولكن هو في الحقيقة اعتقاد؛ لأنه حين اعتقد ألا أحقية لهذا الذي بُعث بأن يكون متابَعا بأن يُبحث عما جاء به، يعتقد أن لا أحقية للقرآن بالاتباع، يعتقد كذا وكذا، فبالتالي ترك البحث وترك طلب الحق وترك موالاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيمان والدين ونحو ذلك، وأعرض عنه.
    ذكر ابن القيم ضابط للإعراض فقال ما حاصله: إن الإعراض هو أن لا يبالي أن يكون من أنصار الرسول أو لا يكون من أنصار الرسول، أو أن يكون باحثا عن الحق أو أن لا يكون باحثا عن الحق، أو أن يكون متبعا للدين أو أن لا يكون متبعا للدين. فرجع الإعراض ما نسيمه بلغتنا عنده الأمور مثل بعض، أبحث عن الدين أو ما أبحث، هذا شيء ما له داعي، معرض؛ لا يهتم بأمر دينه البتة، فتجد ما عنده علم بالإسلام، ولا عنده علم بالرسالة، ليس من أهل الديانة أصلا، لماذا؟ لأنه معرض عنه وهذا الناقض الأخير الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإمام رحمه الله في نواقض الإسلام العشرة قال: العاشر الإعراض عن دين لا يتعلمه ولا يعمل به. ومعنى الإعراض عن دين الله أن لا يبالي بالدين أصلا، إلا يتعلم شيئا من الدين ولا يوالي فيه ولا يعادي فيه، عنده هذا معرض، وهؤلاء لا يعلمون الحق كما قال جل وعلا ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ[الأنبياء:24]، فجعل سبب عدم علمهم بالحق لا لخفاء الحق في نفسه؛ ولكن لأنهم معرضون عن الديانة، وكذلك قال جل وعلا ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[نواقض الايمان]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    .............................. ........................


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدل منه سبحانه [مفيد المستفيد فى كفر تارك التوحيد]
    و هذا يدل على تعلق هذه المسالة بقضاء الله و قدره . و انه سبحانه و تعالى يضل و يخذل عدلا . فموجب الضلال هو من كسب العبد و فعله
    (قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي )
    فما لنا و لهم اليوم و قد حكم الله عز وجل في كتابه انه ( لو علم فيهم خيرا لاسمعهم ) سماع فهم لا اذن فقد كانوا يسمعون القران . و كيف يحتج لهم الغبي اليوم بالجهل و عدم الفهم . و قد كان ذلك جزاء و فاقا من العليم الحكيم .

    و لو تامل الناس قوله تعالى ( يضل من يشاء و يهدي من يشاء ) و احكم القول بما هو مقرر في باب القدر . لعلم ان ضلال من ضل انما هو بقدر عدلا منه سبحانه . فلو عاقب بموجب عدله لم يكن ذلك ظلما منه سبحانه و تعالى .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال صلى الله عليه وسلم: إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، فيؤخذ العدد من الجاهلية، فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين
    و اما هذه فكما ترى اخي الكريم بين النبوة و التي تليها جاهلية . و قد اثبت لهم الرسول صلى الله عليه و سلم العذاب .
    فيندفع بهذا على الاقل .

    قول من يجعل الفترة مختصة بزمان معين .
    او ان الحجة انقطعت في وقت ما .
    او ان الجهل ( جاهلية ) مانع من العقاب .
    او وجود الرسول شرط في قيام الحجة او ثبوت العقاب لا بلوغ دعوته .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    هذا الإعراض في الظاهر عمل ولكن هو في الحقيقة اعتقاد؛ لأنه حين اعتقد ألا أحقية لهذا الذي بُعث بأن يكون متابَعا بأن يُبحث عما جاء به
    و قد يكون ذلك لغلبة شهوة او حب رياسة و جاه و ما شابه و لا يكون اعراضه عن اعتقاد

    ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ )

    و الله اعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ........................
    و هذا يدل على تعلق هذه المسالة بقضاء الله و قدره . و انه سبحانه و تعالى يضل و يخذل عدلا . فموجب الضلال هو من كسب العبد و فعله
    (قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ) ...............
    و لو تامل الناس قوله تعالى ( يضل من يشاء و يهدي من يشاء ) و احكم القول بما هو مقرر في باب القدر . لعلم ان ضلال من ضل انما هو بقدر عدلا منه سبحانه . فلو عاقب بموجب عدله لم يكن ذلك ظلما منه سبحانه و تعالى .
    بارك الله فيك اخى الطيبونى -- قال ابن القيم : - قد نزه الله نفسه عن الظلم في غير موضع من كتابه، وهو سبحانه وإن أضل من شاء وقضي بالمعصية والغي على من شاء، فذلك محض العدل فيه؛ لأنه وضع الإضلال والخذلان في موضعه اللائق به، كيف ومن أسمائه الحسني: العدل، الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق، وهو سبحانه قد أوضح السبل وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأزاح العلل ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله، ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه، فهذا فضله، وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلي بينه وبين نفسه، ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله، وهذا نوعان: أحدهما: ما يكون جزاء منه للعبد على إعراضه عنه وإيثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه وتناسى ذكره وشكره، فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه. والثاني: أن لا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه ولا يثني عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله. قال تعالى: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ . {الأنعام: 53}. وقال: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ .{الأنفال: 23} فإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل، كما إذا قضى على الحية بأن تقتل، وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلا فيه، وان كان مخلوقا على هذه الصفة[الفوائد]
    ------------------- وقال بن القيم -كمال عدله سبحانه في تقدير الكفر والذنوب عليها، وإذا كان قضاؤه عليها بالكفر والذنوب عدلا منه عليها فقضاؤه عليها بالعقوبة أعدل وأعدل، فهو سبحانه ماض في عبده حكمه عدل فيه قضاؤه.
    وله فيها قضاآن قضاء السبب وقضاء المسبب، وكلاهما عدل فيه، فإنه لما ترك ذكره وترك فعل ما يحبه عاقبه بنسيان نفسه فأحدث له هذا النسيان ارتكاب ما يبغضه ويسخطه بقضائه الذي هو عدل فترتب له على هذا الفعل والترك عقوبات وآلام لم يكن له منها بد، بل هي مترتبة عليه ترتب المسببات على أسبابها فهو عدل محض من الرب تعالى، فعدل في العبد أولا وآخرا فهو محسن في عدله محبوب عليه محمود فيه يحمده من عدل فيه طوعا وكرها.-------------------
    فكما ترى اخي الكريم بين النبوة و التي تليها جاهلية . و قد اثبت لهم الرسول صلى الله عليه و سلم العذاب
    قال بن القيم فى طريق الهجرتين -و الله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر---------------------------- قال ابن القيم- رحمه الله- في مدارج السالكين: فإن حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وبلوغ ذلك إليه، وتمكنه من العلم به سواء علم أو جهل. فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، فقصر عنه ولم يعرفه، فقد قامت عليه الحجة، والله سبحانه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه. انتهى.----------وقال ابن القيم- رحمه الله- في طريق الهجرتين: قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة، والأمكنة، والأشخاص. فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان، وفي بقعة وناحية دون أُخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر؛ إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب، ولم يحضر ترجمان يترجم له. فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئاً، ولا يتمكن من الفهم. انتهى.


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين


    قال =جل وعلا – (( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ))

    يقول الطبري رحمه الله في تفسيره للاية

    بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون الصواب فيما يقولون ولا فيما يأتون ويذرون، فهم معرضون عن الحق جهلا منهم به، وقلَّة فهم . انتهى

    فهنا بين رحمه الله كما هو صريح في الاية ان سبب الكفر هو الجهل و قلة الفهم .

    فهل يلتزم اليوم من يجعل الجهل مانعا من نزول الاسم بمذهبه في هذا الباب فيقيم العذر للمعرض تمسكا بحجته في الجاهل ؟

    فالمسلم اذا تامل قوله تعالى ( بل اكثرهم لا يعلمون الحق ) تبين له ان اغلب اهل الشرك جهال . و انما يكون الاعراض و الشك بسبب الجهل . و اذا ضم لذلك ما عليه اهل الكفر من الاجتهاد و النصب في اقامة مللهم و انهم لا يقصدون بذلك ان يكونوا كفارا مصيرهم الى الهلاك و الجحيم . اذ لا يكاد يقصد ذلك عاقل .

    ظهر له بكل وضوح ان ما ينادي به البعض من كون الشرك و الكفر لا يقع مع الجهل . فيه اقامة للحجة و العذر لغالب الكفار و المشركين .

    و اذا نظر المرء لباب القدر و احكم منه ما يستطاع مما يدخل في العلم الموجود . علم ان لله تعالى الحجة البالغة . و ليس للناس حجة على الله بعد بعث الرسل . فلن يترك المرء سدا و هو مدفوع الى قوله تعالى ( ليبلوكم ايكم احسن عملا) ( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) اي انما خلقتهم لامرهم بعبادتي .

    فبهذا نقول كما قال الفاروق رضي الله عنه ( فقد بينت الامور . و ثبتت الحجة . و انقطع العذر )

    و افعال الرحيم الكريم بخلقه تدور بين الفضل و العدل . و ما يقدر فيه انه يكون من باب العدل لا الفضل . كالكفر و الشرك و الضلال و الجهل و سائر المعاصي و المنكرات انما وضعت في مواضعها اللائقة بها . جزاء وفاقا .

    و الله اعلم



  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    و اذا نظر المرء
    لباب القدر و احكم منه ما يستطاع مما يدخل في العلم الموجود . علم ان لله تعالى الحجة البالغة .

    نعم من اسباب الهلاك على سبيل المثال تواجد الانسان فى الاماكن التى يغيب فيها الهدى والايمان وينتشر فيها الكفر والضلال والعصيان-فمن أحاط نفسه بالاسباب التى لا تساعده على الهداية فلا يلومنَّ الا نفسه- لأن أسباب تقدير الضلال على العبد منها ألَّا يخرِج نفسه من البيئة التى لا تيسر له اسباب الهداية- انظر الى زيد ابن عمرو وعمر ابن عبسة كانوا يسعون ليل نهار للبحث عن الهدى يسألون عن الدين الصحيح فيسر الله لهم الهداية
    اما من اخلد الى الارض وانضاف الى ذلك تواجده بعيدا عن الخير-فإن هذا من اسباب الضلال
    والنظر الى هذا باب عظيم من ابواب القدر يورث الخوف من ان يسلب المرئ الهداية
    فالمسلم اذا تامل قوله تعالى ( بل اكثرهم لا يعلمون الحق ) تبين له ان اغلب اهل الشرك جهال . و انما يكون الاعراض و الشك بسبب الجهل
    الجهل بالدين آفة خطيرة، وداء عظيم،
    فهو يحجب عن معرفة الحق،
    ويبعد عن سنن الهدى،
    ويؤدي إلى الضلال،
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    (ما أحدث في الإسلام من المساجد والمشاهد على القبور والآثار فهو من البدع المحدثة في الإسلام، من فعل من لم يعرف شريعة الإسلام، وما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من كمال التوحيد, وإخلاص الدين لله، وسد أبواب الشرك التي يفتحها الشيطان لبني آدم.
    ولهذا يوجد أن من كان أبعد عن التوحيد, وإخلاص الدين لله,
    ومعرفة دين الإسلام هم أكثر تعظيماً لمواضع الشرك،
    فالعارفون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه أولى بالتوحيد وإخلاص الدين لله،
    وأهل الجهل بذلك أقرب إلى الشرك والبدع)
    فالجهل إذاً أحد أسباب حصول كثير من صور الشرك، حيث لم يميزوا بين الحق والباطل ولا بين المشروع والممنوع، ومن آثار الجهل السيئة، تقليد الأسلاف، وتحكيم العادات السائدة بدون دليل، وهي شبهة قديمة احتج بها الكفار المخالفون لدعوة الرسل عليهم السلام، كما أخبرنا الله تعالى عن ذلك في كتابه الكريم.
    يقول الإمام الشوكاني رحمه الله: (بهذه الذريعة الشيطانية، والوسيلة الطاغوتية بقي المشرك من الجاهلية على شركه، واليهودي على يهوديته، والنصراني على نصرانيته، والمبتدع على بدعته، وصار المعروف منكراً, والمنكر معروفاً، وتبدلت الأمة بكثير من المسائل الشرعية غيرها، وألفوا ذلك، ومرنت عليه نفوسهم، وقبلته قلوبهم، وأنسوا إليه) (2) .
    قال الإمام ابن القيم (ومنها: الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسوله، بل جميع الرسل: من تحقيق التوحيد، وقطع أسباب الشرك، فقل نصيبهم جداً من ذلك، ودعاهم الشيطان إلى الفتنة، ولم يكن عندهم من العلم ما يبطل دعوته، فاستجابوا له بحسب ما عندهم من الجهل، وعصموا بقدر ما معهم من العلم)
    و ما يقدر فيه انه يكون من باب العدل لا الفضل . كالكفر و الشرك و الضلال و الجهل و سائر المعاصي و المنكرات انما وضعت في مواضعها اللائقة بها . جزاء وفاقا .
    نعم بارك الله فيك
    قال الامام محمد ابن عبد الوهاب

    {وَلَوْعَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا} أي حرصاً على تعلم الدين
    {لَأَسْمَعَهُمْ}أي لأفهمهم ,
    فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدلا منه سبحانه لمايعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .
    فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من
    شر الدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •