كيف تجعلين الضغوط تحت السيطرة؟



أحمد عباس



عندما تدخل المرأة مرحلة ربيع العمر تكون في حاجة إلى أن تصبح أكثر سلامًا مع النفس وأكثر هدوءًا واتزانًا، لأنها تريد أن تمر الأيام بصورة آمنة مريحة للبال والأعصاب ، وتتخوف من أن تداهمها الأمراض والمتاعب الصحية، ولا يمكن تحقيق كل ذلك إلا من خلال مقاطعة الضغوط والنأي بالنفس عن أية مؤثرات قد تزيد الضغوط النفسية.


هل تجدين نفسك تحت ضغط من الآخرين طوال الوقت؟ هل تشعرين أن الكثيرين من المقربين منك أو المحيطين يعتمدون عليك في أمور حياتهم وهو ما يجعلك دائمًا مثقلة بالواجبات؟ إذا كان الأمر كذلك فلابد أن تعرفي أن هذا قد يكون مقبولاً في مرحلة الشباب أما الآن وأنت تدخلين مرحلة جديدة من حياتك فلابد أن تجدي وسائل لتخفيف الضغط عن نفسك والسيطرة على الإجهاد الذي يصيبك.

سنحاول استعراض بعض هذه الوسائل والأساليب التي يمكنك من خلالها أن تتحكمي في الضغوط التي تفرض عليك وكنتي تعتادينها في السابق وتريدين الآن الفكاك منها لتحمي نفسك وتراعي صحتك وحالتك النفسية:

أولاَ: تعودي على قول "لا"


عشتي طوال حياتك وأنت تجاملين الآخرين ولا تستطيعين أن ترفضي لهم طلبا، عشتي عمرك السابق وأنت تتحملين ما هو فوق طاقتك من أجل إسعاد من حولك مهما كلفك ذلك من تضحيات ومتاعب وربما آلام بعض الأحيان، والآن حان الوقت لكي تتعلمي أن تكون الإجابة هي "كلا" فليس بمقدورك من الآن فصاعدًا أن تتحملي أي ضغط جديد أو أن تحملي نفسك ما تطيقين، والحقيقة أن هذه الطريقة قد تطون شاقة في البداية لأنك لست معتادة على خذلان أحد لجأ إليك وطلب منك العون، لكن الحقيقة أنك لا ترفضين طلب أحد وإنما تستجيبين لطلب قلبك وجسدك وروحك فكل كيانك الآن يطالبك ويلح عليك في الطلب بأن تتوقفي عن تحمل الضغوط المتتالية، ولذلك عودي نفسك تدريجيًأ على قول "لا" وعدم الشعور بالذنب أو التقصير وكان يجدر بمن يتعرض لهذه الإجابة منك أن يسأل نفسه أولاً هل أنت لازلتي قادرة على الوفاء بمثل هذه المتطلبات؟ المهم أنك بمرور الوقت ومع الاعتياد على ذلك ستشعرين بإحساس ممتاز ويقل الضغط عن كاهلك إلى حد كبير.

ثانيًا: لا تكن حياتك مزدحمة


الضغوط تنشأ عندما تكون الاهتمامات والواجبات والموضوعات التي تشهدها حياتك كثيرة ومتنوعة ومتلاحقة، حيث تجدين أنك لا تستطيعين أن تلتقطي أنفاسك من فرط انشغالك والتزامك بكل هذا الكم من الأمور والمسائل، ولذلك لابد أن تخففي هذا الازدحام الذي يملأ حياتك، ولكي تصلي إلى هذه النتيجة لا مناص سوى أن تبدأي في ترتيب جدول أعمالك اليومي والأسبوعي والشهري، حيث يساعدك هذا التنظيم والترتيب على حذف العديد من الأمور غير الهامة من قائمة أولوياتك، وستجدين أنك تركزين فقط على الأمور التي تستحق أن تبقى معك في المرحلة القادمة من حياتك والتي تحتاج بالفعل منك اهتمامًَا وتركيزًا.

ثالثًا: تخففي من الأشخاص الذاغطين على أعصابك


في رحلة العمر نقابل أشخاصًا كثيرين لكن من المحزن جدًا أن تجدي نفسك مضطرة لتحمل أشخاص يثيرون الضغوط والمتاعب والهموم بالنسبة لك في مرحلة ربيع العمر، لأن هذه المرحلة الحساسة من حياتك لا تحتمل وجود مثل هؤلاء الأشخاص فلو قبلوا أن يكون وجودهم في حياتك بصورة هامشية وأن تكون هناك مجاملات اجتماعية على فترات بينك وبينهم فهذا ممكن، أما أن يحاولوا أن يظلوا مستمرين في حياتك بنفس الشكل السابق الذي يجعلهم بالفعل سببًا للقلق والاضطراب والضغط العصبي فلابد أن تضعي حدًا لهذا، وتكتفي في حياتك بالشخصيات التي تثير في قلبك البهجة والطمأنينة وراحة البال فحسب.