(الإسلام سؤال وجواب)
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أهل العلم والفضل أن يتقدموا إلى الصلاة ، ويكونوا قريبين منه صلى الله عليه وسلم ، فقال : (لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ). رواه مسلم (432) .

قال ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى" (1/229) :
" الصِّبْيَانَ مَتَى سَبَقُوا الْبَالِغِينَ إلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ لَمْ يَجُزْ لَهُمْ إخْرَاجُهُمْ " انتهى .
وذكر المرداوي في "الإنصاف" (2/41) :
أن المجد ابن تيمية اختار أن الصبي لا يُؤخر عن مكانه الذي سبق إليه ، قال : وهو الصواب.
وقال الشيخ ابن باز: " الأصح أنهم - أي الصبيان - إذا تقدموا لا يجوز تأخيرهم ، فإذا سبقوا إلى الصف الأول أو إلى الصف الثاني فلا يقيمهم من جاء بعدهم ، لأنهم سبقوا إلى حق لم يسبق إليه غيرهم فلم يجز تأخيرهم لعموم الأحاديث في ذلك ، لأن في تأخيرهم تنفيراً لهم من الصلاة ، ومن المسابقة إليها فلا يليق ذلك .
لكن لو اجتمع الناس بأن جاءوا مجتمعين في سفر أو لسبب ، فإنه يصف الرجال أولاً ، ثم الصبيان ثانياً ، ثم النساء بعدهم إذا صادف ذلك وهم مجتمعون ، أما أن يؤخذوا من الصفوف ويزالوا ويصف مكانهم الكبار الذين جاءوا بعدهم فلا يجوز ذلك .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ) ، فالمراد به التحريض على المسارعة إلى الصلاة من ذوي الأحلام والنهى وأن يكونوا في مقدم الناس ، وليس معناه تأخير من سبقهم من أجلهم " انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (12/400) .
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (3/4) :
" إنَّ الصبيان إذا تقدَّموا إلى مكان ، فهم أحقُّ به مِن غيرهم؛ لعموم الأدلَّة على أنَّ مَن سبقَ إلى ما لم يسبق إليه أحدٌ فهو أحقُّ به ، والمساجدُ بيوتُ الله ، يستوي فيها عباد الله ، فإذا تقدَّم الصبيُّ إلى الصفِّ الأول ـ مثلاً ـ وجَلَسَ فليكنْ في مكانِه ، ولأننا لو قلنا بإزاحة الصِّبيان عن المكان الفاضل ، وجعلناهم في مكان واحد أدى ذلك إلى لَعبِهم ؛ لأنَّهم ينفردون بالصَّفِّ " انتهى .