اتفقَ الفقهاءُ على استحباب السلام على أهل القبور من المؤمنين، والدُّعاءِ لهم عندَ زيارةِ القُبورِ[1]، قال ابنُ القطَّان رحمه الله: (جاءت السنةُ المتواترةُ: النقل بالسلام على القُبورِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، ولا أعلَمُ أحداً إلاَّ وهو يُجيزُ ذلكَ)[2]، لِما رواه مسلم[3]: (عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُهُم إذا خرجُوا إلى المقابرِ فكانَ قائلُهُم يقولُ»، في روايةِ أبي بكرٍ: «السَّلامُ على أهلِ الدِّيَارِ»، وفي روايةِ زُهيرٍ: «السلامُ عليكمْ أهلَ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمسلمينَ، وإنا إن شاءَ اللهُ للاحقُونَ، أسألُ اللهَ لنا ولكُمْ العافيةَ»).
وفي رواية عائشة رضي الله عنها: (السلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمسلمينَ، ويَرحَمُ اللهُ المستقدِمينَ منَّا والمستأخرينَ، وإنا إن شاءَ اللهُ بكم للاحقُونَ)[4].
وفي روايةٍ: (السلامُ عليكم دارَ قومٍ مُؤمنينَ، وأتاكم ما توعدونَ غداً مُؤجَّلُونَ، وإنَّا إن شاءَ اللهُ بكم لاحقُونَ، اللهم اغفرْ لأهلِ بقيعِ الغرقدِ)[5].
وفي روايةٍ: (السلامُ عليكُم دارَ قومٍ مُؤمنينَ، أنتُم لنا فَرَطٌ، وإنا بكُم لاحقُونَ، اللهمَّ لا تحرِمنَا أجرَهُم، ولا تفتنا بعدَهُم)[6].
وفي روايةٍ: (السلامُ عليكُم أهلَ الدِّيارِ منَ المؤمنينَ والمسلمينَ، وإنا إن شاءَ الله بكُم لَلاحقُونَ، أنتُم لنا فَرَطٌ، ونحنُ لكم تَبَعٌ، فنسألُ اللهَ لنا ولكمُ العافيةَ)[7].
وهل يَرفَعُ المسلِّمُ صوته؟ قال شيخنا عبد الرحمن البراك: (الذي يظهرُ: أنه يَرْفَعُ صوْتَهُ).
وما زدتَ أخي الزائر (أو نقصتَ فواسعٌ، والمقصودُ: الاجتهادُ لهم في الدُّعاءِ، فإنهم أحوجُ الناسِ لذلكَ لانقطاعِ أعمالِهِم)[8]، والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
[1] يُنظر: الآثار 1/ 276 لمحمد بن الحسن الشيباني، المحلى 3/ 389 رقم 601 لابن حزم، معرفة السنن والآثار للبيهقي 5/ 350 رقم 7796 (زيارة القبور)، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل 3/ 50 للحطاب المالكي.
[2] الإقناع في مسائل الإجماع 1/ 190 رقم 1059 لأبي الحسن ابن القطان المالكي.
[3] 2/ 671 ح104-975 (باب ما يُقالُ عندَ دُخولِ القبُورِ والدُّعاءِ لأهلها).
[4] رواه مسلم 2/ 669 ح103-974 (باب ما يُقالُ عندَ دُخولِ القُبورِ والدُّعاءِ لأهلها).
[5] رواه مسلم 2/ 669 ح102-974 (باب: ما يُقال عندَ دُخولِ القبُورِ، والدُّعاءِ لأهلها).
[6] أخرجه ابن ماجه 2/ 496 ح1546 (باب ما جاء فيما يقال إذا دخل المقابر). وقال الألباني: (هو صحيح دون: «اللهم لا...») ضعيف سنن ابن ماجه ص120 رقم 302.
[7] أخرجه الإمام أحمد واللفظ له 38/ 147 ح23039، والنسائي ص286 ح2043 (باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين)، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن النسائي 2/ 438 ح1927 (الأمر بالاستغفار للمؤمنين).
[8] المدخل 1/ 249 لمحمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي المعروف بابن الحاج.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/131402/#ixzz5Zy3fOBtz