* عَلَّمَتْنَا (الفاتحةَ) أن المسارَ الصحيح للتغيير يبدَأُ من التصوراتِ والْعَقَائِدِ ، فَإِنْ تَغَيَّرَتْ ، تَغَيَّرتْ تبعًا لذلك التوجهاتُ ، والْـمَشَاعرُ ، وتغير تبعا لها السلوكُ الجارحيُّ ، تأمل : (بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ٤) -الفاتحة- ، هذا في العقيدة والتصور ، ثم قال سبحانه مُرتِّبا على تلك المقدمةِ مُقْتَضَاهَا : (إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥) -الفاتحة- ، وبالمخالفة ، فإنَّ أيَّ خَطَإٍ ، أَوِ انْحِرافٍ في التوجهاتِ وَالْـمَقَاصِدِ وَالنِّيَّات ، سَبَبُه : خطأٌ ، أوِ انحرافٌ في التصوراتِ والعقائدِ ، أوْ قصورٌ داخلي ، ومرضٌ قلبيٌّ ، فالتغيير يبدأ من النَّفْسُ وَالْقَلْبُ ، وفي الصحيحين : (...أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ) البخاري 1/20 ، ح 52 ، مسلم 3/1219 ، ح 1599-.