بسم الله الرحمن الرحيم

كنت في مجلسٍ عامرٍ من مجالس شيخنا أ.د. عبدِ الباري بن الشيخ العلَّامة حمَّادٍ الأنصاريِّ -رحم الله الشيخَ حمَّادًا وحفظ شيخنا عبد الباري- فقرأت عليه نصًّا لأحد أهل العلم المعاصرين في الفرق بين (التخريج والإخراج) فأغرب هذا العالِم صاحبُ النصِّ في ذكر أسماءِ علماءَ ليسوا مشهورين، ونقل عنهم فوائد في هذا...
فقال شيخنا عبد الباري: أعرف من أين أخذ الشيخ هذا! قرأ هذا الشيخُ كتاب (إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين) للعلامة مرتضى الزَّبيدي -رحمه الله تعالى- فدوَّن منه هذه الفوائد الغريبة!
قال الشيخ عبد الباري:
والعلامة الزَّبيديُّ جمع جراميزه في كتابيه: (تاج العروس في شرح القاموس) وكتاب : (إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين)!
كما قال العلامة الصغَّاني -صاحب كتاب (العُباب)-: إنَّ الخطَّابيَّ جمع جراميزه في معالم السنن شرح سنن أبي داود!.
انتهى كلامه حفظه الله.



تتمَّات:

(1) الجراميز: يقال جمع فلانٌ جراميزه إذا جمع ثيابه ليثب! كما في الأثر الموجود في تاريخ دمشق لابن عساكر (44/ 22) وغيره: (كان عمر بن الخطاب يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويجمع جراميزه ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره).
وفي تاج العروس (
15/ 57) -المتحدَّث عنه قبل قليلٍ-: (جمع جراميزه، إذا انقبض ليثب، يقال: أخذه بجراميزه وحذافيره، أي أجمع)...

(2): كتاب إتحاف السادة المتقين للعلامة الزبيديّ -رحمه الله- شرح موسَّع على كتاب (إحياء علوم الدين) للغزَّالي -رحمه الله- وهو كتابٌ أودعَ فيه أصناف العلوم المتنوعة، وقد أُخرجت تخريجاته على الأحاديث في كتابٍ مستقلٍّ.

(3) كلمة العلَّامة الصَّغَّاني -رحمه الله- في شرح سنن أبي داودَ موجودةٌ عند الحموي في معجم الأدباء (3/1015) وهي كلمةٌ
عظيمةٌ من رجلٍ عظيمٍ في كتابٍ عظيمٍ.


محمَّد الإسحاقيّ 4/4/1440هـــ