نحو علاقة أفضل مع زوج ابنتك


أحمد عباس



يمكنك بعد رحلة حياتك وعلاقاتك الاجتماعية الطويلة في مشوار عمرك أن تبني علاقة قوية وجميلة مع زوج ابنتك لأنه سيكون والد أحفادك، ومن الضروري ألا تدخري جهدًا في سبيل التقارب معه وكسب ثقته ومودته.
ورغم حساسية العلاقة بين والدة الزوجة وزوج ابنتها إلا أنه من الممكن أن تتسم هذه العلاقة بمرور الوقت بدرجة كبيرة من الاحترام المتبادل والعاطفة الجميلة التي ستكون لها آثار إيجابية كبيرة على الابنة التي هي في الوقت نفسه زوجة وأم للأحفاد.
ومن الأمور التي يمكن لك أن تقومي بها لتستطيعي بناء هذه العلاقة الجميلة الإيجابية مع زوج ابنتك ما يلي:
أولاً: احرصي دائمًا على إبداء الترحيب بزوج ابنتك عندما يحضر إلى زيارة منزلك، فطالما أن هذا الإنسان هو الرجل الذي وافقتي على أن يكون شريكًا لحياة ابنتك وأب لأطفالها، فمن الضروري أن تسارعي بالتعبير عن حبك له واعتزازك بالدور الذي يمارسه في إسعاد ابنتك والحفاظ على كيان الأسرة، وهذا التعبير يتجلى بشكل واضح في طريقة استقبالك له في منزلك.
ثانيًا: احترمي الحدود التي تضعها ابنتك وزوجها لعلاقتهما، ففي أغلب الأحيان يود أي زوجان أن تكون علاقتهما متمتعة بدرجة كبيرة من الخصوصية والاستقلالية، وأنت وفي ظل حرصك على سعادة ابنتك واستقرار حياتها يجدر بك أن تحترمي طبيعة الحدود والمعايير التي ستتبين بمرور الوقت لهذه العلاقة الزوجية بين ابنتك ورفيق حياتها، ومن تمام هذا الاحترام من جانبك ألا تفترضي دائمًا أن أي قرار أو اختيار معين لا يتماشى مع هواك ومرادك أنه نابع من زوجك ابنتك لأن هذا سيخلق حالة من العداء في نفسك تجاهه، كما أن ذلك قد يؤثر على أسلوب تعاملك معه، ومن أجل ذلك حاولي أن تزيد من قدر ثقتك في ابنتك وقدرتها على تحديد ما تريد لحياتها وأن قرارها هي تصنعه باستقلالية وإرادة وبمشاركة مع زوجها.
ثالثًا: قد يحدث الخلاف بينك وبين زوج ابنتك لكن المهم في هذه الحالة ألا تلغي وجود ابنتك ودورها بل من المهم جدًا أن تحاولي منحها الفرصة لكي تقوم هي باحتواء زوجها وإيصال وجهة نظرك وان تتزكي بنفسك وتتحملي الغضب قدر استطاعتك لأن دورك كجدة للأطفال يفرض عليك مسئولية ومكانة لابد أن تحافظي عليها، وفي الوقت نفسه احرصي على ألا تقومي بشحن معنويات ابنتك ضد زوجها لمحاولة كسبها إلى جانبك ولكي تؤيدك في وجهة نظرك في الخلاف الناشب، بل على العكس يجب ان يكون شغلك الشاغل هو أن تظل العلاقة بين ابنتك وزوجها في قمة الاستقرار وأن تفصلي بين علاقتك أنت بابنتك وبين الخلاف مع زوجها.
رابعًا: لا تجعلي نفسك في منافسة مع ابنتك لكسب اهتمام زوجها، هذا أمر لا ترفضي احتمال حدوثه لأنه من الوارد أن يحدث وليس هذا عيبًا بل الخطر أن تدعي نفسك في مثل هذا الشعور بدون انضباط كاف، فمن الطبيعي أن تحرصي على كسب مودة واحترام وتعاطف زوج ابنتك ومن الوارد كذلك أن تحدث صدامات أو خلافات بينك وبين ابنتك، ولكن في هذه الحالة من الضروري أن تذكري نفسك دائمًا بأن هدفك الأساسي هو سعادة ابنتك واستقرارها وأن يظل زوجها مهتمًا بها مراعيًا لمشاعرها حريصًا على إرضائها حتى لو كان ذلك في بعض المواقف يأتي على حسابك، وثقي أنك بهذا السلوك المتسامي ستنتزعين احترام الجميع.
خامسًا: زوج ابنتك هو بمثابة ابن لك ولذلك من المهم أن تهتمي بشئونه وتسألي عن أخباره وتعطيه درجة كبيرة من الحنان والاحتواء لأنه ليس فقط زوج ابنتك ولكنه والد أحفادك وكلما استطعتي أن تعامليه كابن حقيقي لك كلما كسبتي تقديره واحترامه لك ويمكنك تحقيق هذا الهدف من خلال الحرص على الجلوس معه وتبادل أطراف الحديث معه والسؤال عن الموضوعات المهمة بالنسبة له ومشاركته جانبًا من اهتماماته قدر الاستطاعة.