حفلات بلا منكرات!!


هي ليلة العمر أو كما يقال "ليلة بألف ليلة"، ليلة الزفاف حلم جميل لكل فتاة، ومشهد رائع تود "البنات" أن يكن "بطلاته"؛ فتكون هي العروس!! لكن ألا يستحق هذا الزواج المبارك أن يفتتح بليلة مباركة تخلو من المنكرات؟! هي دعوة صادقة لنضع لبنات بيت الزوجية الجميل بداية بـ "حفلات بلا منكرات".

v حفل عائلي أو عام؟
سؤال كثير ما يطرح استعدادا لليلة العمر؛ وهو: هل نجعل الزواج عائلياً مختصراً أو عاماً ندعو له الجميع؟ تقول العروس القادمة (أمل ع) -22سنة-: (من قبل الخطوبة وأنا أريد حفل عرسي عائلياً؛ فالحفل العام يكلف الكثير ويدخله شيء من المباهاة والتبذي). لكن (نورة الحسين) -24سنة- تقول: (أريد الجميع يشاركنني في فرحتي تلكم الليلة، والكثيرات قد دعونني لحفلات عرسهن ولا أستطيع عدم دعوتهن لحفل عرسي). واختيار أي الحفلين فيه سعة ـ ولله الحمد-، غير أن المحذور الذي يجب تجنبه في الحفلين ـ العائلي والعام - هو التبذير والسرف! فقد نهى الله عز وجل عن التبذير فقال ـ سبحانه - في محكم كتابه: ((..وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً))، وحذر ـ سبحانه - من السرف، وأخبر أنه لا يحب المسرفين: ((..وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) . فإذا وقع الاختيار على أحد الحفلين ـ العائلي أو العام - تعيّنت دعوة الأقارب والأحباب، وأسهل وسيلة هي بطاقات الدعوة؛ فكانت بدايتها حاجة وأصبحت الآن موضة و(تقليعة) عند البعض، حتى إن بعض هذه البطاقات قد نقشت على الزجاج! يقول الشيخ "خالد بن عبدالرحمن الشايع" ـ داعية وكاتب صحفي -: (بطاقات الدعوة هي مهمة لدعوة الناس وإبلاغهم، لكن أن تصل لهذا الحد الذي وصلت إليه، والمبالغ الخيالية في طباعتها فلا! وأعظم من ذلك أن يكون المنكر مصاحباً لها، من وجود التصاوير عليها. وهذا إن بحثت عن سببه فإنما هو مسايرة الموضة والتقليد الأعمى وحب المباهاة). وهذا من تبذير إخوة الشياطين، وسرف من لا يحبهم الله؛ فهل ترغبين أن تكوني ـ أُخيّة - أحد هذين الصنفين؟

v دعم الفقراء بالفساتين!
تستعد الكثيرات لفستان حفل العرس بالمبالغ الباهظة وعلى رأسهن العروس!!، وفي استطلاع للرأي حول حفلات الزفاف قامت به كانت 45% من النساء ترى القيمة التقريبية لفستان الحفل بين 135-270 دولاراً! و30% منهم ترى أن قيمة الفستان تتجاوز 270 دولاراً! فلو حسبنا متوسط تكلفة الفستان الواحد وكانت 202.5 دولار، لوجدنا أن حفل زفاف دعيت إليه 500 امرأة ستكلف فساتين الحفل فقط مبلغه وقدر 101250 دولار!! ومبلغ كهذا تحتاجه مئات المركز الإسلامية إما لبناء منازل للفقراء أو لعلاج المرضى أو لإطعام الجياع أو لكسوة آلاف العراة في البرد القارص! وكانت 60% من النساء تراعي الموضة في نوع الفستان! يقول الشيخ "خالد الشايع": (لبسة واحدة هي مدة صلاحية فستان المرأة، فيندر أن تحضر به المرأة أكثر من عرس واحد، ولا تسألوا عن التجاوزات المحرمة في تلك الملابس، بل ربما حضر بعض النساء - اللاتي نزع منهن الحياء - بالبنطلونات، متحججات أنهن عند النساء! وهذا عين الجهل وانحطاط التقليد للكافرات). وغفلت 40% من النساء عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يومالقيامة ثم ألهب فيه ناراً)) فكان الأساس عندهن في اختيار فستان العرس هو أن يكون جاذباً للأنظار!! البسي ما شئتِ وكوني من أجمل الحاضرات، وكل هذا في سعة مما أباح الله، مبتعدة عن ما حرم الله من قليل اللبس.

v دعونا نحضر أفراحكم!!

وفي سؤال عن حفل الزفاف الذي تفضله النساء وترغب في حضوره اختارت 60% من النساء حفل الزفاف الخالي من المنكرات، وعلل بعض النساء هذا الاختيار بأنه " من دواعي التوفيق أن تبدأ الحياة الزوجية بالطاعة والخلو من المنكرات" و"أقرب وأحرى أن يوفق بين الزوجين". في حين أن اللاتي لم يمانعن في حضور حفلات الزفاف التي تحوي شيئاً من المنكرات عللن هذا التساهل بأنه " ترويح للنفس" و "وناسة"!! وتعلق الأستاذة "أسماء الرويشد" ـ داعية - على هذا التعليل بقولها: (من قال إن المطالبة بعرس خال من المنكرات سيتحول إلى حزن؟! مع العلم بأن أعراساً كثيرة بنيت على تقوى من الله، وروعيت فيها أحكام الدين؛ فكانت على قدر كبير من المتعة والأنس لأهلها). وتجيب الأستاذة أسماء عن كيفية التعامل مع حفل زفاف فيه منكرات؛ فتقول: (لنفترض أنك إحدى المدعوات إلى حفل زواج أو مناسبة أخرى، لكن بعلمك السابق بأصحاب الدعوة يمكنك تحديد ما إذا كان الحفل مصحوباً بغناء ماجن أو موسيقا أو طبل غير جائز؛ فهنا نضع أمامك حلاً واحداً لا اثنين، وهو: أن لا تقبلي هذه الدعوة؛ لأنها دعوة إلى عصيان الله، وهذا خلاف الحديث "إذا دعيتم فأجيبوا"؛ لأنها دعوة إلى غضب الله. فإن كان أصحاب الحفل ممن يقدرون مجيئك ويفقدونك عند غيابك فسوف يعز عليهم ذلك ويتساءلون عن السبب، فإذا علموا السبب قامت الحجة واستبانت المحجة، ولن يعودوا لمثلها إن كان لك كلمة وكنت ذا شأن عندهم، وبهذا تكوني أنكرتي ولو بطريق غير مباشر. وإن لم يكن لك شأن ولست بعزيزة على أصحاب الدعوة وقدومك وفقدك شيء واحد، فما يهمك من قوم لا يهتمون بك؟! لكن بعض الأخوات يدَّعين أن أمهاتهن يأمرنهن بالذهاب لتلك الحفلات رغم أنهن لا يؤيدنها ولا يحببنها؛ فأقول: أختي تذكري أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فدورك هنا هو التوجيه والتذكير للوالدة، خوفيها بالله، وبيني لها مسؤوليتها أمام الله؛ لأنها سترى منكراً ولن تنكره، وبيني عدم رغبتك في الذهاب.
أخية: إن ما ستجنينه من ذهابك لمثل هذه الزواجات هو قسوة القلب وظلمة الصدر، إضافةً إلى الذنب العظيم الذي سيلحقك بمشاركتك إياهم، حيث رأيتي المنكر ولم تنكريه).
v من الظهر إلى ثلثي الليل!!
الاستعداد لحفل الزفاف يأخذ من العروس أياماً قبله، كيف لا وهو يوم لا ولن ينسى في ذاكرة كل فتاة؟! لكن عجبنا لما علمنا من خلال الاستطلاع الذي قامت به أن 5% من الحاضرات يبدأن استعدادهن للحفل من الظهيرة!! و10% منهن يبدأن الاستعداد من العصر!! لكن الذي هوّن الصدمة هو أن 85% من نسائنا كنَّ يستعددن للحفل قبله بوقت مقبول لا من الظهيرة!! ولما استطلعنا وقت الانصراف من الحفل كانت 75% من النساء ينصرفن بعد ثلثي الليل!! فلماذا هذه الإطالة الفاحشة في الوقت الذي نمضيه في حفلاتنا؟!

v أشواك أخرى من المنكرات:
* الأغاني المحرمة: فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه ((فصل بين الحلال والحرام ضرب الدف والصوت في النكاح))؛ فالدف هو المسموح به في حفل الزفاف، أما غيره من الآلات فهو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم في تحريمها: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) والاستحلال يكون بعد التحريم.
* اختلاط الرجال بالنساء: وهو منكر عظيم، ولا يقل عنه خطورة دخول الزوج وبعض أقاربه إلى صالة النساء مع تبرج بعضهن وعدم غض البصر. يقول الشيخ "خالد الشايع": (سئل أحد الأزواج بعد زفافه: كيف انطباعه وهو على المنصة مع زوجته؟ فقال: كنت أقلب ناظري في النساء اللاتي أمامي أيهن أجمل، بل وفيهن من هي أجمل من زوجتي، فعلمت أني سيئ الحظ معها. ولما قيل له: كيف تفعل ذلك وأنت ستستغني بزوجتك عن الحرام؟ فقال: المهم من أمامي، وزوجتي في حكم الحاصل !!).
* مشابهة الكفار: فالمشابهة منهي عنها في كل الأحوال. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا اليهود والنصارى)). ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)). ومن ذلك أشكال ما يسمى بـ (كوش / منصات) العروس، وهو المكان الذي تجلس فيه. أو كذلك مشابهتهم في طريقة زفة العروس وما يصاحبها. وغير ذلك مما تأنف النفس من ذكره.

v مسك الختام..
· تقول الداعية الأستاذة "أسماء الرويشد": (نقول للعروسين: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير. ونقول للمدعوين: الله الله في إعطاء كل ذي حق حقه، ولكن ابتدئوا بحق الله عز وجل عليكم من الطاعة له في اجتناب ما نهى عنه).
· يقول الشيخ خالد الشايع: (الزواج مطلب لكل رجل وامرأة، حلم يراود أفكار الجنسين، فهو نعمة امتن الله بها على عباده، وآية من آياته {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} إلا أن هذه النعمة قد أحاطها كثير من الناس بالنقم، ويصاحبها في الغالب ما لا يحبه الله ويرضاه، وذلك بالخروج عن المشروع إلى غيره؛ فلنعود بهذه النعمة إلى مكانها باجتناب ما نهى الله عز وجل).
· وترسل الأخت "أمل آل مهنا" -30سنة- رجاء تقول فيه: (إلى أختي العروس: صدقيني، لحياتك الزوجية التي أنت مقدمة عليها تستحق أن تفعل الكثير من أجلها، تضحية وبذلاً وعطاء؛ لتعيشي في نعيم وسعادة عجزت بنات أفكار الأدباء عن وصفها ورسمها. صدقيني أخية.. إن سعادتك وحياتك تستحق أكثر من تركك لما حرم الله عز وجل من منكرات الأفراح المنتشرة هذه الأيام.. هي رسالة أخت لك محبة فهل تقبلينها؟).

ونحن نقول:
بارك الله للعروسين وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.
منقول